بقلم: حسن المستكاوي
** خسارة الأهلى أمام سيمبا التنزانى لاتعنى أبدا عدم استمرار حامل اللقب فى المنافسة على التأهل عن المجموعة، لكنها تعنى أن هناك أخطاء وقعت فى مواجهة هذا الفريق الجيد الذى يلعب كرة سهلة، ينفذها لاعبون عندهم مهارات. ومن الأخطاء أن الأهلى تراجع أمام ضغط سيمبا من البداية، متخليا عن شخصيته القوية التى يجب أن يتسلح بها دائما فى الدائرة الأفريقية كما فى المحلية. ولو كان الدفاع اختيارا لكان واجبا أن يكون دفاعا مبكرا فى المسافة، من منتصف الملعب أو من ملعب سيمبا بالضغط المنظم المحسوب فى أجواء حارة (الدرجة تراوحت بين 20 ــ 32 والرطوبة 80 %) مما اصاب اللاعبين بالإجهاد مبكرا. وقد زاد مع التراجع أمام منطقة الجزاء وعدم وجود قوة هجومية حقيقية تخفف من الضغط التنزانى.
** الخسارة لم تكن متعلقة بأسماء وإنما بالأداء الجماعى للفريق. وإذا فرضنا مثلا أن على معلول شارك فى اللقاء، فهل كان الأمر يشهد تغييرا جذريا؟ إن قوة على معلول كظهير يتحول إلى جناح أنه حين يرسل كرة عرضية يجد خمسة وستة لاعبين من الفريق يقابلون كرته ويهددون مرمى المنافس فأين هؤلاء فى مباراة سيمبا؟
** كان تشكيل موسيمانى دفاعيا معلنا بإشراك ثلاثة لاعبين فى الوسط، ديانج، وفتحى وأكرم توفيق. وربما يكون ذلك تقديرا لقوة سيمبا لكن ماذا عن قوة الأهلى؟ ماذا عن المهارات؟ ولماذا لم يكن هناك تحول هجومى ولو بعدد من اللاعبين عند امتلاك الكرة؟ ولماذا لا يلعب محمد شريف الذى كان إضافة حقيقية للفريق عند العودة من الإعارة؟
** فى المقابل كان الزمالك ندا لفريق تونجيث السنغالى. ولعب بنزعة هجومية تحسب له فكان يهاجم بستة وسبعة لاعبين. ولاحت له بعض الفرص كما لاحت أيضا الفرص للفريق السنغالى الذى يصل متوسط أعمار لاعبيه إلى 23، 8 عام، ومنهم عمر فال 18 سنة وقد كانت له فرصة تهديف محققة. كما كانت للزمالك فرصة تهديف محققة فى الشوط الثانى شارك فى صناعتها إمام عاشور. إلا أن فريق تونجيث جعل مهمة الزمالك صعبة لتميزه بسرعة الارتداد للدفاع. فقد كان الفريق يعود بأكبر عدد من لاعبيه إلى منطقته الدفاعية فور فقدان الكرة أثناء موقف الهجوم، وهو ما جعل المساحات ضيقة أمام الزيادة العددية للاعبى الزمالك عند امتلاك الكرة، وهو الأمر الذى كان يتطلب أداء أسرع فى التمرير والتحرك.
** تغييران أجراهما باتشيكو ضمن التغييرات وكانا غير مفهومين. الأول استبدال أحمد فتوح وإشراك عبدالله جمعة وقد كان نشيطا هجوميا خاصة أنه لم يتعرض لضغط من جانب جناح أو ظهير تونجيث. والتفسير من وجهة نظرنا أن باتشيكو أراد زيادة القوة الهجومية بعبدالله جمعة. والتغيير الثانى كان استبدال زيزو على الرغم من أنه لم يظهر بكامل مستواه، بحسام أشرف ( 18 سنة) وهو ناشئ مميز لكنه لم يشارك بصورة منتظمة فى المباريات المحلية للزمالك.
** المثلوثى قدم مباراة جيدة. بعد أن فقد الكثير من وزنه وأصبح أسرع. وهو بذل جهدا كبيرا فى الدفاع والهجوم خاصة أنه أيضا لم يتعرض لضغط لأن الفريق السنغالى يلعب من العمق أكثر مما يلعب على الأطراف. إلا أن الكرة العرضية للمثلوثى تحتاج دقة وقوة أكبر.
** تعادل الترجى والمولودية لمصلحة الزمالك. لكن فوز فيتا كلوب على المريخ فى السودان وفوز سيمبا خارج أرضه على فيتا كلوب. يضيف من رصيد الفريقين. وبالتالى يحتاج الأهلى إلى فوز قادم خارج أرضه للبقاء فى الدائرة المرشحة عن المجموعة.