بقلم: حسن المستكاوي
** منذ فترة طويلة عانى فرانز بيكنباور نجم ألمانيا وأحد نجوم الكرة العالمية من وضعه رهن التحقيقات بجانب مسئولين من الاتحاد الألمانى لكرة القدم بشأن شبهات تتعلق بتنظيم مونديال 2006 الذى استضافته ألمانيا. وأخيرا قرر الفيفا إنهاء التحقيق مع فرانز بيكنباور واثنين من المسئولين السابقين، وهما ثيو زوانزيجر رئيس الاتحاد السابق والأمين العام السابق هورست أر شميدت وذلك بسبب قانون التقادم، وكانت محكمة سويسرية قد أنهت تحقيقها فى هذا الشأن فى شهر إبريل الماضى، بسبب انتهاء الفترة المطبقة بخصوص الملاحقة القضائية. وكان الفيفا اتهم الثلاثة بانتهاك القواعد بدفع مبلغ 10 ملايين فرنك سويسرى عام 2002 بالنيابة عن أو عن طريق اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 فى عام 2002 للمسئول القطرى السابق محمد بن همام.
** بيكنباور من أساطير كرة القدم فى العالم وفى ألمانيا. لكن ذلك لم يمنع التحقيق معه. وبغض النظر عن النتيجة التى وصل إليها التحقيق وهى: لا شىء. فإننى لم أسمع أبدا أن بيكنباور صاح وقال فى يوم الأيام :«رفقا بألمانيا».. ولم يقل الاتحاد الألمانى لكرة القدم أو بيكنباور إن الاتحاد والدولة نظمت بطولة عظيمة لكأس العالم، وذلك فى سياق التحقيق مع رئيس اللجنة المنظمة..
** الاتحاد المصرى لكرة اليد برئاسة المهندس هشام نصر هو أنجح اتحاد لعبة جماعية. وسبق أن أعلنت التحية لشخصه، ولكل مواطن مصرى شارك بأى جهد فى تنظيم بطولة العالم لكرة اليد وتحقيق هذا النجاح الذى جعل رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية يثنى على ما حققته مصر ويقول: «إنها قدمت للعالم للرياضة أملا فى ظل جائحة كورونا».
** قد يكون قرار إيقاف الاتحاد الدولى للمهندس هشام نصر جانبه الصواب ومجحفا. وقد يكون محقا جدا فى دفاعه عن نفسه، وفيما قاله بشأن المخالفات التى اتهم بها كما أوضح فى مؤتمره الصحفى. وعليه أن يستأنف العقوبة ويناضل من أجل الفوز فى تلك المعركة. لكن هناك بعض الملاحظات:
** أولا: لا يجب الخلط بين خطأ وبين النجاح العظيم وقدرات الدولة المصرية وإرادة المصريين. فالعالم يضع قواعد، وهذه القواعد لا يسمح باختراقها. ولا يجوز الخلط بين مصر وبين شخص مهما كان هذا الشخص. والعقاب لو كان صحيحا فهو موجه لشخص رئيس الاتحاد وليس إلى مصر، فلم يكن هناك مبررا للقول: رفقا بمصر.
** ثانيا: الفقاعة الطبية تجربة قدمتها عدة طول عالمية وعربية طوال العام الماضى عند تنظيم بطولات كبرى، ولم تكن مصر هى الدولة الوحيدة التى قدمتها بكفاءة وامتياز.
** ثالثا: الاتحاد الدولى أصدر بيانا يوضح أسباب الإيقاف. وذكر أن هناك قواعد أبلغت بالفعل لجميع الاتحادات الأهلية بشأن اختراق الإجراءات الاحترازية وأنه غير مسموح بتجاوزها. وأوضح الاتحاد الدولى أيضا أنه أخذ فى الاعتبار الاستثمار الضخم الذى قدمته الحكومة المصریة لتنفیذ خطة الإجراءات الطبیة الاحترازیة والتى تھدف للحد من انتشار فیروس كورونا المستجد والحفاظ على صحة وأرواح جمیع المشاركین فى بطولة العالم.. فماذا لو كانت البطولة فشلت بسبب عدم السيطرة على حدود الفقاعة الطبية؟!
** رابعا: دافع المهندس هشام نصر عن موقفه فى مؤتمر صحفى. وعليه أن يطعن فى قرار الإيقاف. وأرجو أن يفوز فى معركته، ويثبت أنه لم يخترق القواعد. لكننى أقف دائما أمام هذا الخلط بين النجاح وبين التجاوز وتمرير التجاوز بالنجاح. وهى حالات كثيرة يخلط فيها أشخاص بين شخصهم وبين الدولة.. وهذا غير صحيح..