بقلم: حسن المستكاوي
** عندما خسر ليفربول أمام برايتون صفر / 1 قال يورجن كلوب إن فرص فوز فريقه باللقب هذا الموسم أصبحت صعبة، وأضاف: «سوف نلعب بقوة من أجل الفوز أمام مانشستر سيتى». وعندما خسر ليفربول أمام السيتى بأربعة أهداف، عاد كلوب وقال: «الفريق ابتعد عن اللقب». وعندما خسر أخيرا أمام ليستر سيتى 3/1 فيما يشبه الانهيار خلال سبع دقائق، قال كلوب: «خرجنا من سباق البطولة.. الأمل فى الفوز باللقب انتهى»!..
** لقد مُنى ليفربول بثلاث هزائم متتالية على ملعبه لأول مرة منذ عام 1963، بعد 68 مباراة دون هزيمة، ومُنى بثلاث هزائم متتالية، على ملعبه وخارج ملعبه، بشكل عام لأول مرة منذ عام 2014. والغريب أن الفريق يمتلك الكرة كثيرا، ويكون صاحب السبق فى الاستحواذ والضغط على المنافس، ولكنه يهدف قليلا وبطل أهدافه هو صلاح. ولكن الفريق يخسر على الرغم من امتلاكه الكرة، فأمام مانشستر سيتى كان الاستحواذ لليفربول بنسبة 56% مقابل 44% ومع ذلك خسر اللقاء.. فما هى أسباب أزمته؟ هل جفت بئر الإبداع بالفريق؟ هل هى أزمة إصابات؟ هل هو جدول المباريات المزدحم؟ هل هى الطريقة التى يلعب بها الفريق؟ هل هى فقط أخطاء أليسون بيكر؟ ثم لماذا لا يفوز الفريق ويسجل أهدافا أكثر وهو يسيطر بغض النظر عن الإصابات والغيابات وأخطاء الدفاع وبيكر؟!
** الإصابات أثرت بالطبع لاسيما فى خط الظهر حيث غاب لفترات متفاوتة فان ديك وجو جوميز وجويل ماتيب. وعند الحاجة لتعويض هذا الغياب تأثرت الآلية التى يلعب بها الفريق بتغيير بعض مراكز اللاعبين أو تكليف بعضهم بمهام دفاعية مساعدة فى وسط الملعب، إلا أن ليفربول حين خسر بسبعة أهداف أمام استون فيلا كان ذلك قبل إصابة فان دايك.
** هل أصاب الفريق ما يعرف بالإجهاد الذهنى، وقد كان يقترب من القمة منذ ثلاث سنوات: نهائى دورى أبطال أوروبا، ثم الفوز بدورى أبطال أوروبا، ثم أول لقب دورى منذ 30 عامًا. دون أن يتغير جوهر الفريق، وعلى الرغم من كل الإصابات، لا يزال سبعة من لاعبى ليفربول يلعبون 80٪ أو أكثر من هذا الموسم..!
** قبل فترة قال بيب جوارديولا إن ثلاث سنوات كافية لأى مدرب، وكان ذلك فى إشارة ضمنية إلى بيل جوتمان مدرب بنفكيا الشهير فى الستينيات من القرن الماضى، الذى حصل مع الفريق على بطولة أوروبا مرتين، وحين أقالته إدارة النادى من منصبه فيما بعد قال: لن يحرز بنفكيا بطولة أوروبا لمدة مائة عام قادمة فيما وصف بأنه لعنة جوتمان.. لكن سير أليكسون فيرجسون استمر 20 عاما مع مانشستر يونايتد، ومدربو منتخب ألمانيا استمر كل منهم فى عمله سنوات طويلة.
** ما يستحق التفكيربحق أن ليفربول يمتلك الكرة، ولا يترجم هذا الامتلاك الكبير إلى غزارة تهديفية تقتل مباريات الخصوم.. فهل الأزمة فى الأسلوب والطريقة، 4/3/3؟
** محمد صلاح هو هداف الدورى الإنجليزى اليوم وهداف الفريق سجّل 17 هدفا، ومانى سجّل 7 أهداف، وفيرمينيو سجل 6 أهداف. والمجموع 30 هدفا من 45 هدفا سجلها الفريق حتى مباراة ليستر سيتى. وتلك مشكلة. فالحلول دائما عند هذا الثلاثى، هم أبطال التهديف فى الفريق. بينما يجب أن يتنوع العدد وتتنوع مراكز الهدافين قليلا. وهنا لا مجال للمقارنة بالحالات الاستثنائية، ميسى أو رونالدو. فالفرق الجماعية مثل ليفربول تحظى بلاعبين يسجلون من مراكز الوسط والدفاع أيضا بجانب المهاجمين. وربما تلك هى أكبر مشكلة تواجه حامل لقب بطل الدورى الإنجليزى..!