توقيت القاهرة المحلي 21:08:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات؟!

  مصر اليوم -

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات

بقلم: حسن المستكاوي

** على حسابى فى تويتر قلت: «كنت بشجع بطريقة غريبة. طلعت بحب مصر أوى».

** كان ذلك تعليقا على مباراة المنتخب مع سلوفينيا فى بطولة العالم لكرة اليد، وقد كانت صعبة ومثيرة ودرامية، رفعت فى عروقنا نسب الإدرينالين، وشاهدها الكثيرون من الوضع واقفا وبأعصاب ملتهبة. وتلك المشاعر تكررت على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى المنازل، وفى كل موقع اجتمع به أى مجموعة من المصريين. وهى مشاعر تلقائية وفطرية، قد لا يجيد تفسيرها البعض. لماذا تصيبنا مباريات رياضية بكل هذه الانفعالات؟. لكن علماء الاجتماع فى العالم درسوا وبحثوا فى تأثير الانتصارات الرياضية على الشعوب وخرجوا بنتيجة واحدة مؤكدة: «إنها تمس الكبرياء الوطنى».

وفى دراسات لعلماء الاجتماع عن كرة القدم تحديدا وعن أسرار شعبيتها قيل إنها البديل المشروع للحرب، باعتبار أن الحرب غريزة إنسانية، وتدور رحاها، من أجل الماء والأرض والثروة، وفى كرة القدم شىء من فكرة كفاح الجماعى، والرد المضاد، واحتلال أرض الخصم، بكل ما فى اللعبة من ملامح وتعبيرات عسكرية.

** بطولة العالم لكرة اليد شأن الأحداث الرياضية الكبرى، التى تشارك بها المنتخبات المصرية وأبطال اللعبات المختلفة. ولا أحد ينسى أبدا رد فعل الشعب المصرى عندما فاز المصارع الفنان كرم جابر بميدالية ذهبية فى دورة أثينا. مع أن المصارعة ليست بنفس درجة شعبية كرة القدم أو كرة اليد. ثم إن المشاعر الوطنية الطبيعية والفطرية تتدفق مع تنظيم مصر للأحداث الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية، وبطولة العالم لكرة اليد، وتتفاعل التعليقات مع إجادة التنظيم.. فتلك الأحداث فى النهاية رسالة حضارية تعكس ثقافة وحضارة الأمة..

** الرياضة ليست لعبا ولا لهوا فقط. هى أجمل نشاط إنسانى. وهى أكبر واقدم حركة سلام عرفتها البشرية. هى التنافس الشريف. والصراع الأزلى للإنسان ضد المسافة والزمن والوزن. وكل ذلك يختصر قيم الرياضة وأهدافها. ودروسها التى تتضمن تعلم الكفاح والصبر وأهمية التدريب للإتقان، وأهمية الإبداع، والابتكار، وأهمية العمل الجماعى وروح الفريق. وأهمية مساندة الزميل وإنكار الذات، وأهمية احترام فوز الآخر، وتعلم أن الحياة ذاتها مثل المباراة فيها انتصار وانكسار.. كل هذا فى الرياضة؟ نعم وأكثر من هذا..

** كانت مباراتنا مع سلوفينيا عصيبة جدا. وعدنا بعد أن كنا تأخرنا. عدنا من بعيد. عدنا بالأمل والجدية والروح القتالية عند لاعبينا. عدنا بعد أن كاد اليأس يدخل القلب. لفارق الأهداف فى الشوط الأول، ولكثرة الأخطاء والتوتر الذى أصاب اللاعبين بسبب الضغوط. لكننا عدنا بحماسهم وبمشاعرهم الوطنية. لكن علينا أن نكون فى غاية الحذر ونحن نستعمل هذا التعبير الخاص بالمشاعر الوطنية.. فلا تكون هناك مبالغات، ولا تكون خسارة منتخب لمباراة بمثابة هزيمة لمصر، لأن الفوز بمباراة ليس انتصارا للدولة المصرية. ولكنه انتصار لمشاعرنا، وللكبرياء الوطنى. خاصة عندما ندرك أن الرياضة فوز وهزيمة. فلا يوجد يفوز دائما ولا يوجد فريق يخسر دائما. وفى الرياضة يقول العلماء إن اللاعبين هم أبطالك الذين يواجهون بالنيابة عنك. وفى فوزهم انتصار لك، وفى خسارتهم انكسار لك.. هكذا هى معادلة واضحة وبسيطة..

** «طلعت بحب مصر أوى».. صحيح. هى جملة تختصر مشاعر كل إنسان ينتمى إلى بلده. كل إنسان يرى أنه مجرد جنين لحبة التراب أو الرمل فى وطنه، حيث ولد وحيث يموت.

** بأعلى صوت نهتف: تحيا مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
  مصر اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon