توقيت القاهرة المحلي 10:41:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات؟!

  مصر اليوم -

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات

بقلم: حسن المستكاوي

** على حسابى فى تويتر قلت: «كنت بشجع بطريقة غريبة. طلعت بحب مصر أوى».

** كان ذلك تعليقا على مباراة المنتخب مع سلوفينيا فى بطولة العالم لكرة اليد، وقد كانت صعبة ومثيرة ودرامية، رفعت فى عروقنا نسب الإدرينالين، وشاهدها الكثيرون من الوضع واقفا وبأعصاب ملتهبة. وتلك المشاعر تكررت على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى المنازل، وفى كل موقع اجتمع به أى مجموعة من المصريين. وهى مشاعر تلقائية وفطرية، قد لا يجيد تفسيرها البعض. لماذا تصيبنا مباريات رياضية بكل هذه الانفعالات؟. لكن علماء الاجتماع فى العالم درسوا وبحثوا فى تأثير الانتصارات الرياضية على الشعوب وخرجوا بنتيجة واحدة مؤكدة: «إنها تمس الكبرياء الوطنى».

وفى دراسات لعلماء الاجتماع عن كرة القدم تحديدا وعن أسرار شعبيتها قيل إنها البديل المشروع للحرب، باعتبار أن الحرب غريزة إنسانية، وتدور رحاها، من أجل الماء والأرض والثروة، وفى كرة القدم شىء من فكرة كفاح الجماعى، والرد المضاد، واحتلال أرض الخصم، بكل ما فى اللعبة من ملامح وتعبيرات عسكرية.

** بطولة العالم لكرة اليد شأن الأحداث الرياضية الكبرى، التى تشارك بها المنتخبات المصرية وأبطال اللعبات المختلفة. ولا أحد ينسى أبدا رد فعل الشعب المصرى عندما فاز المصارع الفنان كرم جابر بميدالية ذهبية فى دورة أثينا. مع أن المصارعة ليست بنفس درجة شعبية كرة القدم أو كرة اليد. ثم إن المشاعر الوطنية الطبيعية والفطرية تتدفق مع تنظيم مصر للأحداث الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية، وبطولة العالم لكرة اليد، وتتفاعل التعليقات مع إجادة التنظيم.. فتلك الأحداث فى النهاية رسالة حضارية تعكس ثقافة وحضارة الأمة..

** الرياضة ليست لعبا ولا لهوا فقط. هى أجمل نشاط إنسانى. وهى أكبر واقدم حركة سلام عرفتها البشرية. هى التنافس الشريف. والصراع الأزلى للإنسان ضد المسافة والزمن والوزن. وكل ذلك يختصر قيم الرياضة وأهدافها. ودروسها التى تتضمن تعلم الكفاح والصبر وأهمية التدريب للإتقان، وأهمية الإبداع، والابتكار، وأهمية العمل الجماعى وروح الفريق. وأهمية مساندة الزميل وإنكار الذات، وأهمية احترام فوز الآخر، وتعلم أن الحياة ذاتها مثل المباراة فيها انتصار وانكسار.. كل هذا فى الرياضة؟ نعم وأكثر من هذا..

** كانت مباراتنا مع سلوفينيا عصيبة جدا. وعدنا بعد أن كنا تأخرنا. عدنا من بعيد. عدنا بالأمل والجدية والروح القتالية عند لاعبينا. عدنا بعد أن كاد اليأس يدخل القلب. لفارق الأهداف فى الشوط الأول، ولكثرة الأخطاء والتوتر الذى أصاب اللاعبين بسبب الضغوط. لكننا عدنا بحماسهم وبمشاعرهم الوطنية. لكن علينا أن نكون فى غاية الحذر ونحن نستعمل هذا التعبير الخاص بالمشاعر الوطنية.. فلا تكون هناك مبالغات، ولا تكون خسارة منتخب لمباراة بمثابة هزيمة لمصر، لأن الفوز بمباراة ليس انتصارا للدولة المصرية. ولكنه انتصار لمشاعرنا، وللكبرياء الوطنى. خاصة عندما ندرك أن الرياضة فوز وهزيمة. فلا يوجد يفوز دائما ولا يوجد فريق يخسر دائما. وفى الرياضة يقول العلماء إن اللاعبين هم أبطالك الذين يواجهون بالنيابة عنك. وفى فوزهم انتصار لك، وفى خسارتهم انكسار لك.. هكذا هى معادلة واضحة وبسيطة..

** «طلعت بحب مصر أوى».. صحيح. هى جملة تختصر مشاعر كل إنسان ينتمى إلى بلده. كل إنسان يرى أنه مجرد جنين لحبة التراب أو الرمل فى وطنه، حيث ولد وحيث يموت.

** بأعلى صوت نهتف: تحيا مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات لماذا تصيبنا مباراة بتلك الانفعالات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon