بقلم: حسن المستكاوي
** فاز وادى دجلة بنقطة، وخسر الزمالك نقطتين فى مباراة الفريقين التى انتهت بالتعادل السلبى فى الدورى، وكان بطلها محمد عبدالمنصف حارس مرمى دجلة الذى تصدى لركلة جزاء سددها عبدالله جمعة، كما نجح منصف فى حماية مرماه من كل الفرص التى لاحت للاعبى الزمالك لاسيما بن شرقى فى بداية المباراة، ثم سيف الدين الجزيرى، وهو ما استحق عليه عبدالمنصف لقب رجل هذه المباراة.
** فى تفسير باتشيكو للنتيجة والأداء فى المؤتمر الصحفى أشاد مدرب الزمالك بحارس وادى دجلة واعتبره صاحب الفضل الأول فى التعادل، ثم اشار إلى غياب التوفيق عن لاعبيه، وعن عبدالله جمعة الذى سدد ضربة الجزاء، وأوضح باتشيكو أن اللاعبين الثلاثة الذين يسددون ضربات الجزاء هم زيزو، وبن شرقى، وشيكابالا، ولم يتواجدوا بالملعب لحظة احتساب الركلة للزمالك، وأن عبدالله جمعة طلب تسديدها وقد شجعه باتشيكو على ذلك لكنه لم يوفق.
** كان ذلك توضيحا مهما، لأن ركلة الجزاء التى ضاعت، تسببت فى خسارة الزمالك لفوز كان قريبا منه فى تلك اللحظة. فليس من الصواب أن يسمح لأى لاعب بتجاوز ترتيب تسديد ضربات الجزاء المقرر من قبل الجهاز الفنى، لكن السؤال: وأين محمود علاء أحد أبرز لاعبى الزمالك فى تسديد ضربات الجزاء وأين فرجانى ساسى ايضا وكلاهما كان بالملعب؟
** المهم عندما يطلب لاعب تسديد ضربة جزاء وهو خارج الترتيب فإن ذلك يعنى وجود فوضى داخل الفريق. ففى يوليو عام 1986 على ما أذكر تعرض منتخب مصر لموقف مماثل فى الدور الثالث لتصفيات أفريقيا لكأس العالم 1986، حين واجه المغرب فى مباراة العودة بالدار البيضاء بعد انتهاء مباراة الذهاب بالقاهرة بالتعادل صفر / صفر. ويومها احتسب الحكم ضربة جزاء على الفريق المغربى بعد تعرض عماد سليمان للشد من جانب أحد مدافعى المغرب، وتقدم جمال عبدالحميد لتسديد الضربة، بينما هو ليس اللاعب الأول فى التسديد ولكنه شوقى غريب. ولم يتدخل الكابتن محمد عبده صالح الوحش ــ رحمه الله ــ المدير الفنى لمنع جمال عبدالحميد من تسديد الضربة. وعندما سددها ارتطمت فى عارضة بادو الزاكى الحارس المغربى وضاعت من منتخب مصر فرصة ذهبية للتأهل للدور الأخير من التصفيات، حيث سجل التيمومى بعد دقائق قليلة هدف المغرب الأول ثم اضاف عزيز بودرباله الهدف الثانى ليودع منتخب مصر التصفيات وقد كان قريبا من مواصلة الطريق.
** كنت مع المنتخب فى تلك الرحلة، وبعد نهاية المباراة سألت الكابتن الوحش، لماذا لم تتدخل وتفرض تسديد شوقى غريب لضربة الجزاء بدلا من جمال عبدالحميد ؟ أجاب الكابتن الوحش بأن ذلك كان يعنى ضياع الضربة أيضا لأن أعصاب شوقى اهتزت بالتأكيد عندما تقدم زميله لتسديد الضربة، ولذلك كان الصمت اختيارا فى تلك اللحظة.
** انتهت الحكاية ولها اسرارها أيضا.. وأحيانا أسأل نفسى: عندما يسدد لاعب ضربة جزاء وتضرب الكرة فى القائم أو فى العارضة هل يعنى ذلك أن التوفيق لم يحالفه أو أن سوء الحظ حال دون تسجيلها أو أن المسألة تتعلق بمهارة التسديد وقوة الأعصاب فى تلك اللحظة؟
** نجوم العالم أهدروا ركلات جزاء من أول باجيو إلى بيكهام.. فهى لحظة عدم توفيق أو سوء حظ أو ضعف أعصاب أو عدم دقة تسديد فى تلك اللحظة، التى يدفع فيها فريق ثمنا غاليا قد تصل تكلفته إلى هزيمة أو خروج من بطولة كبيرة بسبب تلك اللحظة وتلك التسديدة؟!