بقلم: حسن المستكاوي
** قدم الأهلى مباراة كبيرة امام المريخ السودانى، وكان بمقدور الفريق مضاعفة الأهداف بالفرص التى لاحت للاعبيه فى الشوط الأول وحده، إلا أن من أهم المكاسب عودة أجاى، وهو صاحب التمريرات التى نراها مستحيلة، فهو يمرر وسط الزحام وبين الاقدام، ومن تلك التمريرات واحدة أرسلها إلى والتر بواليا ليسجل، ثالث أهداف الأهلى فى المباراة وأول أهدافه مع الفريق دون الحاجة للانتظار 14 شهرا كما فعل فلافيو أحد أفضل الهدافين الأفارقة. وكان تحرك لاعبى الأهلى ممتازا للغاية فى ملعب المريخ سهلا، بسبب خبرة اللاعبين، وإدراكهم أن التحرك من أهم أسلحة الفرق الكبيرة، وبسبب المساحات أيضا فى ملعب المريخ. فالفريق السودانى العريق يشكل حائطا دفاعيا فى منطقته بالزيادة العددية لكن دون تنظيم ولا تمركز، وهو ما أعطى أفشة، وبواليا، وأجاى، ومحمود وحيد وهانى والسولية وحتى إليو ديانج، فرص الجرى فى تلك المساحات كما يشاءون.
** بعد الهدف الأول تحرك المريخ للهجوم وأملا فى العودة للمباراة وفى فرص نادرة هدد مرمى الشناوى الذى تألق كعادته، وتصدى للعبة خطرة مرتين فى زمن قياسى ومن مسافة قياسية. فيما تصدت العارضة لضربة رأس مريخية. وثبت للمرة الألف أن الدفاع ليس بالضرورة اختيارا جيدا، وأنه إذا لم يكن دفاعا منظما ودقيقا فإنه يعنى السير فى طريق الهزيمة مهما كان عدد المدافعين، خاصة أمام فريق يملك مهارات وخبرات فى التحرك فى المناطق الدفاعية للمنافسين وأولهم أفشة الذى كان مثل عصفور يغرد سعيدا متنقلا من غصن إلى غصن فى ظلال شجرة عملاقة.
** طار ظهيرا الأهلى كثيرا، وواصل هانى تألقه، ومن إحدى كراته العرضية سجل أفشة هدف الفريق الأول، كما كاد هانى أن يسجل بتسديدة قوية وهو يدخل منطقة جزاء المريخ. وكذلك فعلها محمود وحيد الذى تحرك كثيرا فى الجبهة اليسرى، خاصة فى الشق الهجومى لأنه لم يتعرض لضغط دفاعى. إلا أن الكرة العرضية لوحيد تحتاج بعض الدقة.
** كانت تلك المباراة صورة مقربة من مباراة الزمالك والمولودية، مع الفارق أن الفريق الجزائرى كان منظما دفاعيا بصورة أفضل من المريخ. ومع ذلك لاحت العديد من الفرص للاعبى الزمالك، زيزو، وساسى، وأحداد وبن شرقى. على الرغم من المساحات الضيقة التى صنعها دفاع مولودية بعكس دفاع المريخ. وكان لفرجانى ساسى دور مشابه لدور أفشة قليلا، لكن الثانى أكثر خفة وسرعة. وقد لعب ساسى فى مقدمة وسط الزمالك وخلف المهاجمين ودخل منطقة جزاء المولودية وكاد أن يسجل أكثر من مرة. لمساعدة الثنائى زيزو وأوباما، حيث لعب باتشيكو بطريقة 4/2/2/2 وهو تكليف لم يكن ساسى مكلفا به من قبل بتلك الصورة المكثفة.
** عقب نهاية مباراة الأهلى، انتقل الكثير من متابعى كرة القدم إلى مباراتى ليفربول ولايبزيج، وباريس سان جيرمان وبرشلونة. وعندما شاهدت ميسى يمشى أكثر مما يجرى. وعندما شاهدت مبابى متألقا وسريعا ويسجل الأهداف أدركت قدر محنة برشلونة التى يعانى منها. بينما ظل الثلاثى صلاح ومانى وفيرمينيو مصدر الأهداف فى فريق ليفربول. لم يتغير شىء فى السلاح الأول الذى يلعب به يورجين كلوب. ولأن السرعة مهارة لا يمكن هزيمتها بدخول سباق معها، فلا يمكن لأحد أن يجارى صلاح إلا إذا كان سريعا مثله، أو يملك خبرة التعامل مع تلك السرعة، لكن صلاح ليس سريعا فقط وإنما هو يملك المهارة، ويملك قدما يسرى شديدة الحساسية ودقيقة للغاية حين ترى المرمى..!