بقلم: حسن المستكاوي
** تألمت شبكة الرجاء عندما حلق بن شرقى عاليا، أعلى من رأس عبدالإله مدكور. بعد فاصل تمرير للزمالك. حتى كانت البداية مرة أخرى من آخر الخطوط إلى زيزو الذى انطلق مثل قطار سريع وأرسل كرة عرضية، إلى بن شرقى ليضعها برأسه فى مرمى الرجاء.
** زيزو سبق أن وصفته بأنه أحد أهم لاعبى الزمالك، فهو يتحرك بدأب، ولا يتوقف لأى سبب. ويملك السرعة، والمهارة. أما تلك التمريرة الساحرة التى أرسلها إلى بن شرقى، فهو فعلها من قبل كثيرا فى الدورى المحلى، إذ يجرى زيزو، ويظل يجرى ويجرى، حتى يقترب من خط النهاية، فيظن خصمه أن الكرة سوف تهرب منه خارج الملعب. لكن زيزو ينجح دائما فى إرسالها بمشط قدمه الذى لا يراه المدافع إلى منطقة الخطر!
** قدم الزمالك شوطا جيدا للغاية من ناحية الشجاعة والجرأة الهجومية، لعب الفريق بالشخصية القوية التى يحملها فى جذوره ومن تاريخه واسمه، وتقاربت المسافات بين اللاعبين، وبين الخطوط. وحرر باتشيكو الظهيرين وسمح لهما بالتحليق إلى الأمام فى مباراة ظن قبلها جمال السلامى مدرب الرجاء أن الزمالك حضر إلى الدار البيضاء بأفكار الكرة التقليدية القديمة: «سنلعب هناك من أجل أفضل نتيجة».. إلا أن الزمالك سافر إلى المغرب، كما سافر قبله الأهلى، كلاهما حمل معه شخصيته، وقراره باللعب من أجل الفوز مع اختلاف الأسلوب..!
** فى كرة القدم لا يوجد سلاح واحد أو فكرة واحدة. إنما كل الأسلحة وكل الأفكار فى المباريات الكبرى. وانظروا كيف كان الزمالك يتقدم جماعيا للهجوم، ومن أين بدأ هدف بن شرقى أصلا. بدأ من تمريرات فى الجبهة اليسرة قبل دقيقتين تقريبا من قدم عبدالله جمعة، وكانت هناك زيادة عددية من اللاعبين فى ملعب الرجاء الذى ارتبك إزاء الاختبار الذى يواجهه. فهو من خارج المقرر، مقرر المنهج المصرى القديم فى كرة القدم. لم يدرك بطل المغرب أن هناك تغييرات تجرى فى مناهج كرة القدم لتواكب العصر.. فلا بطولة تأت بالتراجع، وبالتواضع، وبالتاريخ.. وفى الوقت نفسه راجعوا كيف كان الزمالك يدافع فى هذا الشوط؟ يرتد بن شرقى بجوار عبدالله جمعة ويعود زيزو بجانب أحمد عيد، ويبنى الفريق حائطا دفاعيا مبكرا من أوباما ومصطفى محمد وإسلام جابر وطارق حامد. ومع هذا البناء الدفاعى فى القلب وفى الطرفين، فقد الرجاء أسلحته. ونجومه. الحافيظى ورحيمى ومالانجو ومتولى وفابريس نجوما. واضطر إلى إرسال كرات طويلة لعل وعسى واحدة تقترب من الجبل أبو جبل..
** أمام الجهد البدنى الهائل الذى بذله لاعبو الزمالك فى الشوط الأول وقع الفريق كله فى خطأ جسيم كاد يكلفه انتصاره. فقد تراجع اللاعبون أمام منطقة الجزاء وداخلها. تراجعوا لتقليل حجم المساحة التى يدافعون عنها، فبدلا من نصف الملعب كله فلتكن منطقة الجزاء بطولها وعرضها المحدود. ولم يكن ذلك تراجعا فرضه المدرب وإنما قرار عفوى فرضه التعب والإعياء وكذلك فرضه ضغط الرجاء الشرس للغاية فى هذا الشوط بعد أن التقط أنفاسه بين الشوطين من صدمه بن شرقى وزيزو..!
** فى المباراة وبعدها دار جدل بشأن قرارات الحكم الكاميرونى أليوم نانت، وفى لعبة أتوقف أمامها، لرحيمى مع أحمد عيد. فقد أمسك سفيان رحيمى بيد عيد، ولعب عيد بيده أيضا لتعطيل رحيمى.. فهل هى لعبة فاول على رحيمى أم ضربة جزاء لرحيمى؟!
** فى النهاية فاز الزمالك. عاد منتصرا كما عاد قبله الأهلى. لكن العبور للنهائى لم يتحقق بعد، وهو ما أكده المدربان موسيمانى وباتشيكو.. ففى القاهرة شوط ثانٍ من مباراة الـ 180 دقيقة!