بقلم: حسن المستكاوي
** ميار شريف بطلة رياضية مصرية نفخر بما تحققه فى التنس على المستوى العالمى. بدأت رحلتها بالنادى الأهلى، وتقدمت إلى المركز 114 الآن فى تصنيف لاعبات التنس. والبطولة عند المستويات العالمية ليست مسألة سهلة، إلا أن ميار شريف سجلت اسمها فى عالم التنس المصرى باعتبارها أول لاعبة تصل إلى الدور الرئيسى فى بطولة «جراند سلام» وهى رولان جاروس. كما أنها أول لاعبة تنس مصرية تحقق أربعة انتصارات فى بطولة أستراليا، وهذا بالإضافة إلى أنها أول لاعبة تنس مصرية تشارك فى دورة أوليمبية، وهى طوكيو.
** فى بطولة استراليا خرجت ميار شريف من الدور الثانى بعد هزيمتها أمام اللاعبة السلوفينية كاجا جوفان السلوفينية المصنفة رقم 104 عالميا. وكانت ميار فازت فى المجموعة الأولى 6/3. ثم فازت كاجا جوفان بالمجموعتين الثانية والثالثة 7/6، و6/2.
** خلال مشاركتها فى بطولة استراليا حظيت ميار شريف بمؤازرة المصريين المقيمين فى هذه القارة، شأن ملايين من أبناء مصر فى شتى البلاد، يظل وطنهم ظلا لهم فى الغربة، وهو الأمر الذى تكرر من أبناء الجالية المصرية فى الدوحة، ومن جماهير الأهلى التى كانت «صوت الحياة فى المدرجات» بهتافات مثل هزيم الرعد، أثناء مشاركة الفريق فى كأس العالم للأندية، وهو ما جعل إينفانتينو رئيس الفيفا يشيد بالجمهور المصرى تحديدا..
** ميار شريف أنتِ بطلة بالمعنى الدقيق للبطولة. أنتِ مثل بطلات مصريات حققن إنجازات رائعة على المستوى العالمى ومنهن بالطبع فريدة عثمان السباحة العالمية، وسارة أحمد فى رفع الأثقال وهداية ملاك فى التايكوندو.. ولكنى أتوقف عند جملة جاءت فى معرض حديثك عن مشاركتك فى بطولة أستراليا: «إمبارح خسرت، خسارة بطعم الفوز. خسارة من النوع اللى يخليك تكبر. خسارة تدى دفعة للمستقبل. وتجهزك للى جاى. شكرا للجمهور المصرى الرائع فى استراليا اللى وقف جنبى. استمتعت بكل علم مرفوع. استمتعت بالجمهور وهو بيغنى باسمى وباسم مصر. حاجة عظيمة».
** أراك أيضا بطلة عظيمة. أراك بطلة بحق. وفخور بك وبوجودك وبأدائك على هذا المستوى العالمى. وكما قلتى سوف تكتسبين خبرة وتتعلمين من تجاربك. إلا أننى أطالبك كما طالبت دائما بعدم تصدير لأجيال من الشباب المصرى بأن هناك «خسارة بطعم الفوز». فلا توجد خسارة فى الرياضة يمكن اعتبارها فوزا. هناك أداء يقال له هارد لك. هناك أداء يحسب فيه الكفاح والنضال والجدية والقتال. وأنت فعلت هذا. إلا أن المشكلة أن غيرك من الذين يخسرون كثيرا ودائما ولا يعرفون الفوز يرددون نفس الجملة: «خسارة بطعم الفوز».. تبريرا وتمريرا لهزيمة أو لهزائم.. ومن أسف أن أجيالا درجت على تقديم وصفات للانكسار بأنه انتصار. وأبدعوا فى الوصف: مرة تعادل بطعم الفوز. ومرة خسارة بطعم الفوز. فأين الفوز الذى هو بطعم الفوز؟!
** دور الأبطال مثلك هو تعليم الصغار والشباب أن الرياضة كفاح مثل الحياة والعمل. وأن الإنسان عليه أن يؤدى عمله على أكمل وجه. وأن يلعب بجد وبأقصى طاقة ممكنة. وأن المستويات العالمية شىء علينا أن نعلمه ونعرفه ونسعى للاقتراب منه. أنت وأمثالك من الأبطال والبطلات تقع عليكم مسئولية تغيير العقل وترسيخ قيم الرياضة ومعانى البطولة..
** «اوعى تزعلى منى يا ميار».. لأنى نفسى الأجيال القادمة تكون أفضل وأقوى ويكون طموحها وحلمها وهدفها أكبر!