بقلم: حسن المستكاوي
** وفقا لقرار سابق من الاتحاد الإفريقى، ستقام مباراة كأس السوبر فى بلد الفريق الفائز بدورى أبطال القارة.. وأعلن الكاف بالفعل منذ أيام أن المباراة ستقام فى القاهرة بين الأهلى ونهضة بركان بطل الكونفدرالية، لكن الفريق المغربى طالب بإقامة المباراة فى قطر.. فمن الذى يقرر ويتخذ القرارات الخاصة بالمسابقات الأفريقية.. هل هو الاتحاد أم الأندية أم شخوص تلعب من وراء الستار؟!
** الأهلى رفض اللعب فى الدوحة، وتمسك بقرار الكاف. ولس بصدد مناقشة أين تقام المباراة ومن ينتصر فى لعبة شد الحبل، لكن جوهر الأمر هو ضعف الاتحاد الإفريقى. وطوال سنوات من متابعة أنشطته، لم يكن بهذا الضعف أبدا، وهى ليست وجهة نظر شخصية، فالضعف ظهر وتجلى فى أزمة مباراة الوداد والترجى، وفى قرارات عشوائية صدرت من الاتحاد الإفريقى بشأن مواعيد مباريات بطولتى دورى أبطال القارة والكونفدرالية، للموسم الماضى. وكنت قارنت قبل فترة بين الاتحادين الأسيوى والإفريقى، لاسيما فيما يتعلق بأزمة تعرض فريق ما للإصابة بكورونا، وكيف تعامل الاتحاد الاسيوى مع الهلال السعودى، وهو أحد أهم أندية أسيا، وكيف تعامل الاتحاد الإفريقى مع إصابة مجموعة من لاعبى الرجاء بنفس المرض.. ؟
** كل هذا لا يهم، وإنما الأهم هو ما يثار عن إدارة شخصيات قوية من خارج إدارة الكاف الرسمية للاتحاد، ووجود تأثير منهم على تلك القرارات. بجانب ما يتردد فى وسائل الإعلام عموما بمحيط القارة كله أن شخصيات مصرية أو مغربية لها تأثيرها على قرار الاتحاد، بينما هذا الأمر لا يمكن طرحه بنفس الصورة فى الاتحادات الدولية (الفيفا) والأوروبية، والأسيوية. نعم لا يمكن تسريب أخبار تشير إلى مجاملة تلك الاتحادات لدولة أو لفريق. علما بأن رئيس الاتحاد الأسيوى عربى، لكنه لم يجامل أبدا فريقا عربيا، ولم يقود الاتحاد لقرار يجامل دولة عربية ولا حتى البحرين التى هى دولته.. فلماذا تدور فى الخفاء وفى مجالس النميمة الأفريقية مثل تلك الحكايات؟!
** الإجابة: هى ضعف الاتحاد الإفريقى وتردده وتراجعه، واتخاذه قرارات ثم العدول عنها، وسيكون موعد وموقع مباراة السوبر الإفريقى اختبارا جديدا للكاف ومدى تطبيقه لما سبق واتخذ من قرار أم يتراجع أمام مطالبة نهضة بركان. وأكرر بوضوح أننى لا أعنى بهذا الطرح تبنى وجهة نظر الأهلى، لأن المسألة ليست فريقا مصريا وفريقا مغربيا، ولكن المسألة تتعلق بقرارات الاتحاد الإفريقى، وتكرار رفضها، واعتراضها، واختراقها.. فالاتحادات المحلية والقارية والدولية تعمل لمصلحة اللعبة، وتديرها بالعدل، وتتخذ قرارات المسابقات وفقا لرؤيتها وليس حسب الطلب. وهذا كلام أوجهه إلى اتحادات أهلية وإلى وسائل إعلام فى مختلف دول القارة لاسيما الدول العربية، التى ترسخ فكرة «لعبة شد الحبل على الفاضى والمليان».. وأى اتحاد قارى أو أهلى يتخلى عن العدل والمساواة وعن المصلحة العليا للعبة وعن قراراته أمام الضغوط هو اتحاد فاشل لا يستحق موقعه..
** حان وقت النظام واحترام قرارات الكاف، وممارسة إدارة شئون كرة القدم الأفريقية بما يخدم مصلحة اللعبة ويعزز مسابقاتها، ويجعلها قوية وممتعة، وجديرة بالفوز بالرعاية من جانب الشركات الكبرى، ومن أسف أن القارة الغنية بالمواهب الفردية، وتميزت بقوة مسابقاتها فى السابق أصبحت محل نقد شديد بسبب قرارات الكاف المترددة والمتراجعة فى العامين الأخيرين..!