بقلم: حسن المستكاوي
** ضرب فيروس كورونا الاقتصاد فى العالم وضرب حركة التجارة العالمية والسياحة والنشاط الرياضى، وهناك ترحيل وتأجيل لبطولات ومنافسات كبرى، مثل دورة طوكيو الأوليمبية التى تأجلت لمدة عام، وبطولة أستراليا للتنس التى ستقام فى فبراير بدلا من يناير، ومن قبل ألغيت بطولة ويمبلدون لعام 2020، وغير ذلك من منافسات وبطولات بسبب كوفيد 19. ومؤخرا أعلنت اللجنة المنظمة لدورة ألعاب طوكيو الأوليمبية أن التكلفة الإجمالية سوف ترتفع إلى 64ر1 تريليون ين يابانى (9ر15 مليار دولار) بسبب تأجيل الدورة، وربما ينتهى الأمر باليابان لإنفاق أكثر من 3 تريليونات ين، وهو ما يفوق كثيرا مبلغ 734 مليار ين الذى كان مقدرا، عندما تقدمت العاصمة اليابانية بملفها لاستضافة أوليمبياد 2020 فى عام 2013.. والسؤال الأن هل هناك احتمال لتأجيل الدورة الأوليمبية القادمة ونقلها إلى عام 2024، وترحيل الدورات التالية؟
** إذا لم تنتصر البشرية فى حربها التى تخوضها ضد فيروس كوفيد 19 الخبيث والخسيس، فإن احتمالات تأجيل الدورة الأوليمبية القادمة واردة، وإذا أعلن ذلك سيكون خبرا مؤلما وقاسيا، لكن تعرض الآلاف من الرياضيين والابطال والجماهير لأخطار الإصابة بكورونا أهم من الإبقاء على الدورة قيد الحياة فى الوقت الراهن.
** أتابع موقف دورة طوكيو، لأنها أهم حدث رياضى تنتظره البشرية، ومع ذلك تخرج تصريحات وتصورات مستمرة من جانب اللجنة المنظمة بشأن الدورة والأخطار التى تتعرض لها، على الرغم من الخسائر الهائلة التى يمكن أن تصيب اللجنة المنظمة ومدينة طوكيو، والحكومة اليابانية. ولو حدث تأجيل جديد للدورة فإن ذلك لا يعنى فشلا للجنة المنظمة، فالسبب يفوق قدرات البشر، بمعنى أنه يفوق قدرات سكان الكوكب.. هل هذا واضح.. هل تؤجل الدورة مرة أخرى؟ أعلم أنه سؤال مفزع فى حد ذاته لكنه احتمال وارد.
** مواجهة الرأى العام والجمهور وعشاق الرياضة بالحقيقة، واجب كل مسئول، فلا يوجد ما يستحق الإخفاء، حتى لو كان الأمر يتعلق بانتماء مسئول سياسى إلى فريق أو ناد. وهو أمر يختلف عن تحيز الناقد الرياضى أو الفنى أو المحلل لناد ولفريق أو لمخرج وفنان صديق.. وأتذكر هنا قصة تابعتها قبل سنوات حين قال خوسيه ثاباتيرو رئيس وزراء إسبانيا فى الفترة من 2004 إلى 2011 قبل مباراة ديربى بين ريال مدريد وبرشلونة: «أتمنى فوز برشلونة على ريال مدريد، وأضاف بأنه يحب ميسى ولا يحب رونالدو.. وقال إنه يأسف لأنه لن يشاهد المباراة لارتباطه بزيارة عمل خارج البلاد».
** هكذا بكل بساطة.. وكنت أسأل نفسى: لماذا نمارس أحيانا لعبة افتعال الحياد من جانب من لا يمارسون عملا رياضيا متصلا بالنقد والتحليل الفنى لفرق وللاعبين، ما العيب فى انتماء أى إنسان لفريق أو للعبة؟ وماذا لو قال رئيس وزراء مصر فى يوم من الايام إنه يتمنى فوز الأهلى على الزمالك أو فوز الزمالك على الأهلى.. وماذا لو قال إنه يحب شيكابالا أكثر من عمرو السولية، أو يرى أفشة أبرع من شيكابالا وماذا لو قال رئيس وزراء مصر إنه يأسف لأنه لن يشاهد مباراة الأهلى والزمالك لارتباطه بعمل ؟!».
** لأننا لسنا ببساطة خوسيه ثاباتيرو، ولا فى واقعية أهل الرياضة وعشاقها فى هذا العالم. أترك لكم تخيل ما سيكتب ويقال فى الصالونات والمقاهى والبرامج والصحف والنشرات الإخبارية.. وللعلم كثير من الشخصيات العامة تصبح من مواطنى الدنمارك أو جزر الأنتيل الهولندية يوم مباراة الأهلى والزمالك!