توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرياضة والأمن القومى..

  مصر اليوم -

الرياضة والأمن القومى

بقلم: حسن المستكاوي

** تشرفت بالمشاركة فى ندوة «الرياضة والأمن القومى العربى، وتعزيز الانتماء عند الشباب». وذلك فى المنتدى الأول للعاملين بوزارات الشباب والرياضة والعرب. الندوة نظمها المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تحت رعاية الجامعة العربية ووزارة الشباب والرياضة المصرية. وشارك بها العديد من الخبراء والمتحدثين العرب عبر تقنية الفيديو.
** العلاقة مباشرة بين الأمن القومى العربى وبين الرياضة التى تعد قوة ناعمة مؤثرة للغاية فى الإقليم وفى العالم. وقدأفاض السادة المتحدثون فى شرح معنى الأمن القومى لأى دولة ومستواه ونطاقه، وهو مفهوم قديم، وفقا لتعريفه حيث يعكس قدرة الدّولة على تأمين استمرار أساس قوّتها الدّاخلية والخارجية، والعسكريّة والاقتصاديّة فى مُختلف مناحى الحياة لمواجهة الأخطار التى تهدّدها من الدّاخل والخارج، وفى حالة الحرب والسِّلم على حدٍّ سواء.
** ولا شك أن تنظيم الأحداث الرياضية، وتحقيق الانتصارات فى مجالات الرياضة بشتى أنواعها، يعزز فكرة قوة الدولة، اقتصاديا وحضاريا، وتكنولوجيا، ويشير إلى قدرتها على الإدارة. كما أن الأحداث الرياضية العالمية الكبرى تساهم فى تغيير الصورة الذهنية عنها، كما حدث على سبيل المثال عندما نظمت روسيا كأس العالم 2018، فعاد الآلاف من زائريها القادمين من دول غربية وهم يتحدثون عن روسيا التى عرفوها عن قرب وكم هى مدهشة. كذلك يمكن أن يؤثر إيجابيا تنظيم دولة ما لبطولة قارية أو عالمية فى محيطها، وفى شعوب العالم أيضا كما كان تأثير تنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية عام 2019، حين أخذ الأفارقة يطلقون عبارات الإعجاب المباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى أثناء حفل الافتتاح المبهر، مثل: «فخورون بك يا مصر . فخورون أننا أفارقة». «عاشت إفريقيا».
** وفيما يتعلق بالانتماء، فإن شعوب العالم لا تخرج بالملايين إلى الشوارع والميادين إلا لسببين. الأول هو تغيير أو تأييد واقع سياسى. والثانى هو الاحتفال بالانتصارات الرياضية ولا سيما فى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى. ودون ذلك لا تخرج الشعوب بالملايين لأى سبب آخر، وذلك تحديدا منذ الثورة البرتقالية فى شرق أوروبا بالقرن الماضى. وهذا الأمر يسير على كل شعوب العالم بما فيها اليابان وكوريا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا، وقد شاهدنا كيف خرجت فرنسا فى الشانزليزيه يوم فاز منتخبها بكأس العالم 1998. وكيف تقدم رئيس جمهوريتها صور الفرحة بالانتصار ومظاهرها.
** هذا يعكس انتماء الشباب والمواطن وتفريغ طاقة هذا الانتماء للأوطان فى الانتصارات الرياضية والأحداث الكبرى. بعد أن باتت الرياضة مشروعا حضاريا كبيرا ومؤثرا فى الشباب وفى الشعوب، مع التطور المذهل فى الاتصالات والتواصل، فلا يوجد حدث فى الكوكب لا يراه سكانه فى لحظتها. وهنا قد يختلف الأمر بين أجيال سابقة عاشت حياتها محاطة بأسوار تكنولوجية تمنع التواصل وبين أجيال تعيش الآن لحظات الاتصال المباشر وتقارن بين ما تراه وما يبهرها من أحداث رياضية بما تعيشه فى دوائرها ودولها. وهو تأثير خطير على أفكار الشباب والأجيال الجديدة التى تختصر صورة الدولة الحضارية فى الأحداث الرياضية والمباريات المحلية والعالمية التى تنظمها الدولة أو هيئاتها الرياضية الأهلية.
** وليس تبسيطا أن يكون البريميرليج، الدورى الإنجليزى، من مظاهر القوة الناعمة لبريطانيا، بجانب ما يمثله من دعم للاقتصاد، والأمر كذلك للدوريات الأوروبية الكبرى فى كرة القدم، إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. تماما كما كانت البرازيل القوة الناعمة التى بهرت العالم فى القرن العشرين بكرة القدم. خاصة أن اللعبة وأن الرياضة نشاط سريع الانتشار، وعريض المشاهدة. حيث يشاهد مباريات كأس العالم أو الدورات الأوليمبية المليارات من سكان الكوكب. ولا يوجد نشاط إنسانى آخر يحقق هذا الانتشار بالمشاهدة عبر البث المباشر مثل النشاط الرياضى.
** الأمة العربية فى أشد الحاجة إلى الاهتمام بتنظيم الأحداث الرياضية وتكرارها بين الشباب العربى، كى يتوحد هذا الشباب بمرور الوقت ويتحد فى شعوره بأنه ابن لإقليم واحد بالفعل وباللقاء، وبالمشاركة، وليس بالكلام وبالنظريات، فالرياضة أقصر طريق للقاءات الشعوب، وإذا كان ذلك يحدث فى الدورات الأوليمبية وبطولات كأس العالم بين شعوب مختلفة الأفكار والثقافات والأديان والأيديولوجيات، فهو وواجب وهدف بين الشعوب العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياضة والأمن القومى الرياضة والأمن القومى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon