بقلم: حسن المستكاوي
** مبروك للأهلى النجمة التاسعة، ومبروك لمجلس إدارته ولجماهيره التى انفجرت فى أوساطها الفرحة، وخرجت إلى الشوارع والميادين تحتفل بإحراز كأس إفريقيا فى حدث تاريخى غير مسبوق ليواصل الفريق كتابة التاريخ وصناعه. ومبروك لإدارة النادى جمع قرابة 55 مليون جنيه، وهى جائزة اللقب المالية وهى 2.5 مليون دولار بجانب مليون دولار أخرى مقابل التأهل لكأس العالم للأندية فى فبراير القادم. وهارد لك للزمالك الذى لعب مباراة كبيرة، لكن مخرج فيلم نهائى القرن أراد تلك النهاية الدرامية. أراد أن يفاجئ جمهور العرض، بنهاية غير متوقعة وأراد يمارس «بن قفشة» هوايته ويصطاد كرة ضالة، ويلعبها مباشرة فى المرمى مسجلا هدف الفوز فى لحظة كان يتأهل فيها الجميع للعب الوقت الإضافى، وقد فعلها مجدى قفشة، وتصيد كرة ضالة، من قبل فى مباراة توجو، وأمام الوداد..!
** أعرف أن هذا وقت الفرحة بالفوز. لكن البداية كانت للأهلى لمدة 15 دقيقة والنهاية كانت للأهلى أيضا لمدة 5 دقائق، لكن الزمالك كان له ما بينهما، وكان إجمالا أفضل خلال المباراة، بفضل مهارة رباعى المقدمة أولا، بن شرقى، وزيزو، ومصطفى محمد وشيكابالا، فقد كانت تحركات بن شرقى السريعة فى المساحات وراء ما يبدو أن الفريق يملك لاعبا إضافيا فى المقدمة، فهم ليسوا أربعة لكنهم خمسة. وصحيح أن الأهلى أخرج أجنحة الزمالك من اللقاء فى نصف الساعة الأول لكنهم عادوا فيما بعد وشكلت كراتهم العرضية خطورة. ولولا يقظة ياسر إبراهيم وأيمن أشرف لاختلف الأمر. كذلك راهن باتشيكو على مهارة شيكابالا بديلا ليوسف أوباما، راهن على قدراته الهجومية وليست الدفاعية فأهداه شيكابالا هدفا جميلا انتزع الآهات، حين راوغ ثلاثة مدافعين للأهلى، أجاى، ومعلول، والسولية..
** تساوى الفريقان فى ضرب القائم. فأهدر حسين الشحات هدفا مؤكدا من تمريرة عرضية لمعلول، وكان ذلك إهدارا، بينما تصدى القائم لكرة من زيزو، إثر تسديدة صاروخية. وحفلت المباراة بالجرى وبالصراع، وتفوق الزمالك بتحركات رباعى المقدمة، ومن خلفهم فرجانى ساسى، وطارق حامد. وعلى الرغم من الظهور الهجومى القليل لمجدى قفشة، لكنه حين ظهر أرسل قذيفة خطيرة، وسجل هدفا قاتلا. بينما شهد أداء الأهلى عدم توفيق من الشحات، وهو مرة يكون لامعا، ومرة يخفت لمعانه. أما مروان محسن فهو لا ينتج بصورة إيجابية، وتصل إليه الكرة أو يلمسها مرتين أو ثلاث فى المباراة، بينما مصطفى محمد مثلا يشتبك، وينتزع، ويمرر، ويقاوم، وينتج شيئا إيجابيا، ولو ضربة ركنية لفريقه. وكذلك غاب أجاى هجوميا، لكنه اشتغل كثيرا دفاعيا، كما غاب الأداء الهجومى المميز لمعلول، ومحمد هانى، وتفرغ السولية وحمدى فتحى للدفاع فى وسط الملعب، بغض النظر عن هدف السولية المبكر بضربة رأس من كرة ثابتة، كورنر، أما جيرالدو الذى شارك بديلا، فهو يجرى بالكرة، ويجرى خلف الكرة، ويجرى من الكرة، ولا يعرف زملاؤه أين يذهب بها ولا يعرف مدربه إلى أين يذهب بها، ولا يعرف جيرالدو شخصيا ماذا يفعل بها..؟!
** فى النهاية توج الأهلى بطلا للمرة التاسعة، وصنع تاريخا، وحجز تذاكره إلى بطولة كأس العالم للأندية.. وهدف الفوز فى الدقيقة 86 تحقق بمهارة فردية من قفشة، وفى هجمة مؤثرة تحرك فيها الأهلى بقوة شخصيته كفريق، لكنه يحتاج إلى دعم ومراكز فى كأس العالم للأندية وفى رحلة دفاعه عن لقبه وعن ألقابه..!