توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعب على أنغام الحرب..!

  مصر اليوم -

اللعب على أنغام الحرب

بقلم: حسن المستكاوي

** فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر كل عام يتفاخر الفيفا بأنه فى هذا اليوم لعب الأعداء الحلفاء والألمان مباراة فى كرة القدم عام 1914 أثناء الحرب العالمية الأولى. وأن الجنود والجيوش من الطرفين لعبا تلك المباراة الودية على حواف الخنادق، وتحت أنظار فوهات البنادق، فيما أطلق عليه «هدنة عيد الميلاد». وهناك وثائق متضاربة بشأن النتيجة، فبعضها يقول إن الألمان فازوا 2/1. وفى قول آخر فازوا 3/2. وقيل إن مباراة أقيمت بين قوات من إسكتلندا وألمانيا وأن اللقاء انتهى بفوز الفريق الأسكتلندى 4/1.. كيف حدث ذلك؟ كيف وضع الجنود بنادقهم وأوقفوا هدير جنازير الدبابات، ولعبوا وضحكوا وتنافسوا ثم عادوا إلى القتال.. هل هذا حقيقى؟
** هناك شهود وروايات كتبت فى التاريخ وتناولتها صحف كبرى، وكذلك على موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) ما يشير إلى هذه المباراة والمباريات، ولذلك فإن الحقيقة المؤكدة تقول إن هناك مباريات كرة قدم أقيمت بين جنود الحلفاء والألمان أثناء الحرب العالمية الأولى.. وأن الأمر كان محسوبا فى أوساط الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم الذى تأسس عام 1863، وأنه شكّل فريقا من كتيبة عسكرية فى نوفمبر 1914. للعب مباريات على جبهة القتال. فهل كان ترويحا مقررا للجنود أم عملية مخابراتية وسط أجواء الحرب؟
** إنها كرة القدم فقط من دون ألعاب الرياضة كلها التى يمكن أن تدفع جيوشا متحاربة للعب مبارايات أو مباراة ودية شغفا باللعبة وترويحا من ضغوط الحرب، لم لا وعلماء الاجتماع يقولون إن كرة القدم هى البديل المشروع للحرب، وإنها منحت الإنسان ميدانا يمارس من خلاله نزعته الفطرية للقتال، من أجل الأرض والماء والغذاء والثروة..!
** قطعا لم توقف كرة القدم الحروب، ولم تكن مباريات الحرب العالمية الأولى سوى مجرد فكرة، وهدنة، لم تستمر على سطح كوكب الأرض، فقد استمرت الحروب فيما بعد الحرب العالمية الأولى، واندلعت الحرب العالمية الثانية، ولم يتوقف الإنسان عن الحرب وكذلك لم يتوقف عن اللعب. وصحيح أن بعض اللعب بات حربا وبعض الحروب أصبحت ألعابا، إلا أن الحياة مضت بين طرفى مقص كلاهما يتحرك فى اتجاه مضاد، اللعب والحرب..!
** لقد ظلت بطولة كأس العالم عندى عنوانا للبهجة والوحدة والسلام. وأثرى المونديال اللعبة وساهم فى تطويرها وفى جعلها أسرع وأكثر متعة، وإن تغيرت أشكال المتعة. فلم تعد نابعة من اللاعب الفرد وإنما من الفريق والمجموع لم يعد الإبداع قادما من قدم جارينشا وبيليه ودى سيتفانو ولكن أصبح يصنع بواسطة فرقة موسيقية تتنوع فيها الآلات والمهام كفرقة برشلونة أو ألمانيا أو إسبانيا.
** إن كرة القدم لعبة جادة وجميلة ومثيرة وغريبة وعامرة بالأساطير وبالخرافات، وتتسلح الدول المتقدمة فيها بالعلم والتكنولجيا، وهى لعبة عميقة فى الوقت نفسه، وهى صناعة تأتى فى ترتيب متقدم بعد صناعات السلاح والطيران والسيارات، وأن عدد الذين يمارسون كرة القدم رسميا فى العالم يصل إلى 300 مليون نسمة حسب إحصائيات الفيفا وقد يقفز الرقم إلى أكثر من ذلك بكثير بالنسبة لمن يلعبها دون أن ينضم إلى فريق..
وكرة القدم أيضا تعكس حضارات شعوب وكبرياء أوطان وكبرياء الفرد.. وكرة القدم هى قوة ناعمة لدول كبرى كما فى البرازيل وجزء من اقتصاد دول كما فى بريطانيا وكرة القدم هى البهجة والمتعة والإثارة والانطلاق والحياة كما فى كل شارع وطريق ومدينة ودولة وملعب.
** نعم كرة القدم كل هذا وأكثر من هذا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب على أنغام الحرب اللعب على أنغام الحرب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon