بقلم: حسن المستكاوي
** فى الدقيقة 46 من مباراة الشرقية للدخان والفيوم فى دورى الدرجة الثانية ضمن مسابقات «عصر الكهف» فى الكرة المصرية لما تشهده من مهازل أخلاقية، وكوارث. فى تلك الدقيقة سجل لاعب الشرقية للدخان هدفا لفريقه، ليخرج فائزا فى الشوط الأول من المباراة. وثار لاعبو الفيوم على هذا الهدف لأنه جاء بينما كان أحد لاعبى الفريق يخرج الكرة لإتاحة الفرصة لعلاج زميلا له سقط مصابا، وهو ما اعتبره لاعبو الفيوم وجهازهم الفنى هدفا «خاليا من الروح الرياضية» وغير أخلاقى..!
** استكملت المباراة فيما بعد وتذكر لاعبو الفيوم الهدف غير الأخلاقى فى نهاية المباراة، فوقعت اشتباكات، وضرب وركل، وتدخل الحكم وأنذر من أنذر، وتدخل الحكماء، وانتهت القصة.. وانتظر قرارات اتحاد الكرة الصارمة، الفاصلة، التى تعالج مثل هذه الفوضى.
** شاهدت الواقعة المهزلة عبر اليوتيوب، الذى يسجل ويوثق لكل شىء فى هذا الزمن، ولم يعد التوثيق بذاكرة الرواة والهواة والحواة. وما شاهدته هو أن لاعب الفيوم، كما قال فيما بعد، أراد أن يخرج الكرة لعلاج زميله لكنها بدت تمريرة، فخطفها لاعب الشرقية للدخان وسجل هدف الفوز. والحقيقة أنا لم أشاهد لاعبا سقط مصابا فى الفيديو، فربما يكون سقط بعيدا عن عين الكاميرا، وهنا أشير إلى أن الشرقية للدخان يحتل المركز الأولى فى مجموعة الصعيد بينما يحتل الفيوم المركز السابع. فلا منافسة بين الطرفين.. لكنها قصة الروح الرياضية فى ملاعبنا فما هى القصة «من غير كذب أو ادعاء»..!
** الحقيقة أنه لا توجد روح رياضية فى ملاعبنا. فهذه الروح تظهر فى أوقات، وتختفى فى أوقات. تظهر فى أوقات حين لا تشكل لعبة أى خطر، والنتيجة سلبية، أو أنها لا تهم المهزوم، ولا تهم الفائز. لكن إذا كانت المباراة تنافسية وصعبة، وأحد الفرق يتقدم بهدف أو بهدفين وسقط لاعب مصاب من فريق فإن الكرة لا تخرج، والروح الرياضية لا تظهر، ويستكمل الفريق الخاسر اللعب ولا يركل الكرة خارج الملعب لأنه يرغب فى التعويض. فهل الروح الرياضية عندنا لها مواعيد للظهور أم أن المبدأ واحد حتى لو كانت المباراة فى كأس العالم؟
** هناك فى كأس العالم وفى لعبة العالم الآخر. تتوقف المباراة ويركل الفريق الكرة خارج الملعب فى أغلب الأحوال إذا كانت هناك إصابة. والواقع أن بعض الفرق وبعض اللاعبين هنا وهناك فى العالم الآخر أيضا يدعون الإصابة ويسقطون، لإيقاف هجمة أو تعطيل فرصة للمنافس، تماما كما ترمى كرة ثانية فى الملعب لنفس الهدف، وهو فى الحالتين سلوك قمىء، وغير رياضى، وبعيد عن الروح الرياضية..
** الأخلاق ثابتة. والروح الرياضية ثابتة. وللأسف وقعت مشاكل ومشاهد كثيرة فى ملاعبنا نتيجة سقوط لاعب مصابا دون أن يوقف الفريق المنافس اللعب ويخرج الكرة. فيثور المدير الفنى والجهاز لأن الكرة لم تطرد من الملعب لعلاج لاعبهم المصاب. ويشاء القدر أن يوضع المدرب نفسه والجهاز الفنى نفسه والفريق نفسه فى الموقف نفسه، ويصاب لاعب فى الفريق المنافس، ومع ذلك لا تركل الكرة خارج الملعب لعلاج اللاعب الجريح.
** هناك وقائع كثيرة تؤكد القصة.. وبين أندية كبيرة ومدربين كبار. واذهبوا إلى اليوتيوب وشاهدوا الروح الرياضية التى تظهر أو لا تظهر حسب النتيجة فى الملعب..تقولون روح رياضية..؟! ههههه.. هى الروح الرياضية «بشعرة ساعة تروح وساعة تيجى»؟!