بقلم: حسن المستكاوي
** تحديات مختلفة وفى عدة اتجاهات، تواجه تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد التى تنطلق اليوم بصالة ستاد القاهرة المغطاة بلقاء منتخب مصر ونظيره التشيلى.. فالبطولة يشارك بها 32 منتخبا، وتقام وسط جائحة كورونا التى أصابت الكوكب قبل عام، وغير مسموح بالحضور الجماهيرى، وهو ما يجعلها بطولة كبرى صامتة، تفتقد بهجة الهتاف والتشجيع والأهازيج التى تصرخ بها المدرجات. كما أن المنتخب الوطنى تحديدا يواجه التحدى الأكبر وهو تحقيق نتيجة جيدة على أرضه، وسط ملايين من جماهيره تتابع المباريات عبر شاشات التليفزيون ووسائل الإعلام.. ثم هناك التحدى الآخر الذى يواجه اللجنة المنظمة بكاملها، وهو الخروج بالمنافسات بأمان، وفقا لإجراءات احترازية تسمى «الفقاعة الصحية» وهو تعبير انتشر مؤخرا فى جميع البطولات الدولية والعالمية التى أقيمت منذ ظهور كوفيد 19.. والبطولة حدث عالمى يراقبه خبراء الرياضة وربما سيكون له تأثيره على دورة طوكيو الأوليمبية، وإن كان من الصعب جدا تنظيم الدورة بدون جمهور، كما أن هناك مطالبات بإلغاء إقامتها فى اليابان ذاتها بسبب كورونا..
** كرة اليد هى ثانى لعبة جماعية شعبية على مستوى العالم، وإن كانت هناك بعض اللعبات غير الشعبية فى بعض الدول ويمارسها ملايين، مثل البسيبول فى أمريكا واليابان والكريكيت فى بريطانيا والهند، والرجبى فى بريطانيا وجنوب أفريقيا واستراليا ونيوزيلندا وأيسلندا، وغيرها. وكرة اليد هى أنجح لعبة جماعية مصرية، من جهة وصولها إلى أعلى المستويات العالمية. وآخر تلك الإنجازات ما حققته كرة اليد المصرية فى عام 2019 عندما توج منتخب مصر للشباب من مواليد 1998 بالمركز الثالث فى المونديال وفوز منتخب الناشئين من مواليد 2000 بلقب بطولة العالم للناشئين كما أحرز المنتخب الأول لقب بطولة أفريقيا فى مطلع 2020 ليكون السابع له فى البطولة القارية..
** كانت مصر نالت شرف تنظيم هذه البطولة فى السادس من نوفمبر 2015، على حساب المنافسين المجر وبولندا ومنذ هذا التاريخ جرى العمل على قدم وساق من أجل الخروج ببطولة تليق بما سبق وحققته الدولة المصرية عندما نظمت بطولات قارية ودولية مؤخرا وأهمها كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للكبار والشباب عام 2019. وكان من مظاهر هذا النجاح المتوقع قرعة هذه البطولة التى أقيمت فى سبتمبر الماضى فى منطقة الأهرامات وحظيت بإعجاب الحضور والإعلام العالمى، كما طورت الدولة وقامت ببناء صالات مغطاة لاستضافة مباريات البطولة، وهى منشآت استثمارية للأجيال القادمة، خاصة مع تعاظم دور الرياضة كشاهدة حضارية وثقافية للدول وكقوة ناعمة مؤثرة للغاية يجرى تصديرها للشعوب..
** يلعب اليوم منتخب مصر مع تشيلى التى تأهلت بقرار من الاتحاد الدولى لكرة اليد، كممثل رابع لأمريكا الجنوبية بعد تعذر استكمال التصفيات بسبب كورونا. وهى أولى مباريات المجموعة السابعة التى تضم جمهورية التشيك والسويد وهى بطلة عالم سابقة ضمن ستة أبطال سابقين للعالم أيضا يشاركون فى البطولة، وكانت المجموعة اختيارا مصريا وفقا للائحة التى تمنح الدولة المنظمة هذا الحق، وهو ما يشير إلى رؤية فنية محسوبة للأدوار القادمة وفى مقدمتها الدور الرئيسى الذى يتأهل له 24 فريقا.. حيث يتأهل من كل مجموعة المنتخبات الثلاثة الأولى، والتوقعات تشير إلى أن تشيلى ستكون جسر هذه المجموعة..