بقلم - حسن المستكاوي
قبل أسبوعين تقريبا طرحت الحل الذى وصل إليه الأهلى فى علاقته مع عبدالله السعيد فى الإذاعة، برنامج كام من عشرة على 90/90.. وقلت إنه الأفضل للاثنين وتقديرا لدور الأهلى فى صناعة نجومية عبدالله السعيد وتقديرا لموهبة وأداء للاعب ودوره مع الفرق، من الأفضل مد التعاقد على أن يباع أو يعار عبدالله السعيد وبذلك يستفيد الاثنان ماديا، الأهلى من جهة، وعبدالله السعيد من الجهة الأخرى.. وهنا فى «الشروق»، كتبت فى مقال بعنوان: عبدالله السعيد ما يلى نصا فى الفقرة الأخيرة: «كان ممكنا أن يجدد عبدالله السعيد عقده مع الأهلى، ثم يسمح الأهلى بسفره لفترة إعارة تؤمن له مستقبله، سواء فى نافذة الشتاء التى مضت، أو فى نافذة الصيف القادمة، لكن هذا الأمر أو هذا الاقتراح يختصر العلاقة بين الأهلى وبين عبدالله السعيد فى المال، كم يكسب هو من الدولارات وكم يربح الأهلى ويستفيد ماديا.. بينما العلاقة تمتد إلى جوانب أخرى منها الفنية ومنها الجماهيرية ومنها الإدارية».
** وأعود وأكرر أتصور هناك خطأ وقع فيه الطرفان، الأهلى وعبدالله السعيد، والخطأ أن تطول فترة التفاوض، وأن يؤجل القرار، وأن يكون الإعلام ساحة تفاوض بالإنابة، أو أن تنتقل أنباء المفاوضات من المفاوضين إلى الإعلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما ترتب عليه صناعة كرة ثلج كبرت، وهى تهبط من فوق التل، والمدهش أنها حين وصلت سفح التل، كانت أصبحت كرة نار.. ومن الطبيعى أن يستمر لاعب مع ناديه أو ينتقل إلى نادٍ آخر بعرض أفضل، ولكل إنسان الحق فى تحديد اختياره، وليس بالضرورة أن يكون الاختيار قائما على المقابل المادى فقط، فهناك أوجه أخرى لعمليات الانتقال من نادٍ إلى آخر أو من عمل إلى آخر.. وفى النهاية قد يختار الإنسان قيمة النجاح المصحوبة بقيمة المال، وقد يختار قيمة المال دون النظر إلى قيمة النجاح..
** إن ما جرى فى موضوع عبدالله السعيد شهد مبالغات، وحوارات، وظل مادة الصحف والبرامج والشارع والبيت والمكتب.. وتعرض اللاعب للأسف إلى هجوم بالغ وعنيف من جمهوره.. وهذا مفهوم من جمهور، قد نغفر له غضب المحب، لكن الذين يخاطبون الرأى العام، أو يمارسون العمل بأى شكل فى تلك الصناعة، ليس من حقهم تشكيل جبهات هجوم، ونقد نحو لاعب، يمارس حقه فى الاختيار.. وإذا كان جمهور الكرة يقبل بفكرة انتقالات اللاعبين بين الأندية، فإن عليه القبول بفكرة انتقال عبدالله السعيد من الأهلى، والنادى بدوره من حقه أن يقرر ما يشاء، وأن تكون له حساباته وله اختياراته.
** مرة أخرى.. لا يقف نادٍ على لاعب، دون أن نغفل مكانة وموهبة ومهارة هذا اللاعب، فلا شك أن عبدالله السعيد موهوب، وينفرد بقدرات خاصة وقد تميز وبذل جهدًا طويلًا حتى يحقق ذلك، وفى الوقت نفسه لا يمكن أن ينكر عبدالله السعيد أن الأهلى صنع له تلك المكانة وتلك النجومية، فالعلاقة بين أى لاعب أو أى إنسان بين ناديه وبينه أو بين عمله وبينه ليست علاقة تشبه طرفى المستقبل كلاهما يمضى فى اتجاه دون النظر للآخر.. هذا ليس احترافًا فى الرياضة ولا احترافًا فى العمل أيضا.
نقلا عن الشروق القاهرية