بقلم -حسن المستكاوي
** فى أولمبياد بوينس أيريس للشباب كانت الإسكواش لعبة استعراضية، وفاز المصريون بنصيب الاسد. بينما دخلت دورة باريس القادمة لعبة اسمها بركينيج، وهى عبارة عن منافسة رقص موسيقية كانت لعبة استعراضية أيضا فى دورة بوينس أيريس للشباب.؟ فلماذا لم تدخل الإسكواش دورة الألعاب الأوليمبية فى باريس؟ ولماذا لم تنجح اللعبة فى عدة محاولات للانضمام للدورات الأوليمبية مثل لعبات غريبة وجديدة؟
** قدم خبراء فى الرياضة تفسيرات عديدة لعدم إدراج الإسكواش فى الألعاب الأوليمبية، مثل أنها لعبة غير اقتصادية، تجرى منافستها فى حجرة ضيقة، وهو ما يؤثر على حجم الإعلانات، وقيل إن جمهورها محدود فى الملاعب والمنافسات، فلا يزيد غالبا عن سبعة آلاف. وقيل إن الدول التى تمارس الإسكواش أقل كثيرا من ممارسة لعبات أخرى فى كثير من الدول. والواقع أن بعض التفسيرات يمكن أن يكون مقبولا، لاسيما الناحية الاقتصادية وحجم الجماهير فى المنافسات، لكن بعض التفسيرات أيضا غير مقنع.
** الآن هناك محاولة أخرى للإسكواش لدخول الألعاب الاوليمبية. فقد تقدمت اللجنة المنظمة لأولمبياد لوس أنجلوس 2028 بمقترح إلى اللجنة الأولمبية الدولية لضم ستة ألعاب جديدة وهى كرة القدم العلم، وهى أحد أشكال رياضة كرة القدم الأمريكية، لكن بدلا من عرقلة اللاعب الخصم على الأرض، ينبغى إزالة العلم أو حزام حامل الكرة لينهى هجمة الفريق المنافس. ولعبة البيسبول، والإسكواش وسوفت بول، والكريكيت ولعبة لاكروس وتلك رياضة جماعية تلعب بكرة مطاطية، وعصا طويلة تنتهى بشبكة مصممة لتلقى تك الكرة. وليس هذا وقت شرحها وشرح غيرها من اللعبات الغريبة، ومن من المقرر أن تصوت اللجنة الأولمبية الدولية على هذه المقترحات خلال اجتماعاتها فى مومباى بالهند.
** قبل سنوات نشرت جريدة نيويورك تايمز تقريرا طريفا عن لغز تفوق المصريين فى رياضة الإسكواش، حين قارنت بين عدد الممارسين فى أمريكا بعدد الممارسين فى مصر، وقالت أليس غريبا أن يكون فى أمريكا 1,7 مليون لاعب ولاعبة و3500 ملعب بينما فى مصر 10 آلاف لاعب ولاعبة و400 ملعب. ومع ذلك يحتكر المصريون تقريبا جميع بطولات المراحل السنية للإسكواش؟!
** سؤال منطقى ومن المعروف أن الإنجليز صنعوا تاريخ الإسكواش باكتشاف اللعبة واختراعها عام 1850 ثم تهذيبها عام 1922، وبينما صنع المصريون المهارة والإبداع فى اللعبة بدءا من عبدالفتاح باشا عمرو سفير مصر فى لندن فى القرن العشرين، والفائز ببطولة بريطانيا المفتوحة 6 مرات فى الفترة من 1930 إلى 1936، ثم محمود عبدالكريم الذى فاز باللقب 4 مرات من 1947 إلى 1950.. وبعده توج إبراهيم أمين ببطولة العالم عام 1956، ثم جاء عشرات الأبطال لنصل إلى الجيل الحالى، وهؤلاء جميعا صنعوا التاريخ، والتاريخ صنع بدوره الشعبية وتأثيره، فالأبطال يصنعون الأبطال. ولا ننسى أن جريدة الأهرام صنعت أهم حدث فى تاريخ الإسكواش حين نظمت بطولة دولية فوق هضبة الأهرامات فى منتصف التسعينيات، وهو ما جعل المكان بطلا يفوق قدر الأبطال، فزينت صورة الملعب الزجاجى وخلفه أعجب عجائب الدنيا صدر الصفحة الأولى فى جريدة الجارديان.. وكانت فكرة عبقرية رائدة من الزميل الراحل إبراهيم حجازى.
** كل هذا صنع التفوق المصرى فى الإسكواش وأضيف إليه أهم سبب، وهو المهارة والموهبة. إذ يتميز اللاعب واللاعبة فى مصر بموهبة ومهارات خاصة فطرية وغريزية، وكما قال الكاتب الأمريكى دانيال كويل فى كتابه «شفرة الموهبة: The Talent Code».
** ومن أبرع اللاعبين المصريين عمرو شبانة الذى يوصف بأنه ميسى الإسكواش. وهو يعكس مهارات المصريين عموما الذى يلعبون كثيرا بالكرات الجانبية والساقطة الذكية، ولا يلجأون إلى الراليات كما كانت الحال فى المدارس الباكستانية والاسترالية والإنجليزية.. كما أن الأندية المصرية بدأت منذ سنوات تفتح الأكاديميات التى تهتم بتدريب الصغار، وهذا يمضى مع خطة اتحاد الإسكواش فى رعاية المواهب والأبطال الجدد ومساعدتهم على خوض منافسات دولية وعالمية ضمن سلسلة بطولات الاتحاد الدولى ورابطة اللاعبين المحترفين.