بقلم: حسن المستكاوي
** الليلة مباراة قبل النهائى فى كأس العالم للأندية بين الأهلى فلومينينسى البرازيلى بطل أمريكا الجنوبية الفائز بكأس كوبا ليبرتادورس لأول مرة فى تاريخه، وفى الحقيقة لا أتابع الدورى البرازيلى كما يجب بسبب ضعف مسابقاته عموما وضيق الوقت المشحون بمباريات الدوريات والبطولات الأوروبية والبريمير ليج المصرى. وبعد فوز الأهلى على الاتحاد تابعت بعض تسجيلات وتقارير عن فريق فلومينينسى، وتساءلت كيف يواجه الأهلى أسلوب لعب بطل أمريكا الجنوبية الجديد والغريب وتطلق عليه صفات مختلفة لكنه فى النهاية أسلوب «الفوضى الشاملة».. وهو أسلوب يختلف عن أسلوب الكرة الشاملة لمنتخب هولندا ومدربه ومدرب أياكس أمستردام رينوس ميتشيليز فى مطلع السبعينيات!
** فلومينينسى فريق سلاحه الأول هو أسلوبه الذى اخترعه مدربه فرناندو دينيز والذى يعمل أيضا مدربا مؤقتا لمنتخب البرازيل.. وهو اختراع ينافس أسلوب لعب جوارديولا، تيكى تاكا والذى يقوم على الاستحواذ على الكرة بالتمرير وتبادلها وفقا لتقسيم الملعب إلى مواقع يتمركز ويتحرك فيها لاعبو الفريق لصناعة المساحات. لكن فرناندو دينيز يقوم أسلوبه على الاستحواذ على الكرة بالتمرير القصير استنادا على مهارات لاعبيه، ومنحهم حرية حركة مطلقة دون التقيد بالمراكز، فكل منهم يتحرك بسرعة أو يمرر الكرة بسرعة، وتقوم فلسفته الأساسية على تكرير اللاعب للكرة ثم التحرك فورا. ويصنع الفريق مساحات بتلك الفوضى التى تشبه مباريات الكرة الخماسية أو كرة الشارع كما يسمى هذا الأسلوب أحيانا. كما يصنع زحاما فى جبهة من الملعب، حيث يتحرك عدد كبير من لاعبى الفريق نحو الكرة أينما وجدت، ويصنع زحاما بجوار خط التماس أو الجناح، ويمارس مفاجأة وخدعة تغيير اتجاه اللعب ثم يعود إلى المنطقة المزدحمة للمرور بمهارات لاعبيه. وهو يبدأ الهجوم من حارس المرمى ومن خط الدفاع، ويلعب الفريق عادة بطريقة 4/2/3/1 ولكن الطريقة مجرد هيكل رقمى، ويحقق الفريق أعلى نسب الاستحواذ فى الدورى البرازيلى وفى كوبا ليبراتادورس. بمتوسط تمرير يصل إلى 14.8 تمريرة فى الدقيقة ومتوسط عام يصل إلى 418 وأحيانا 590 تمريرة فى كل مباراة. وفرناندو دينيز متأثر بالمدرب البرازيلى تيلى سنتانا الذى قدم جيلا وأسلوبا عظيما وممتعا للكرة البرازيلية فى عام 1981 بكأس الموندياليتو فى أوروجواى وكأس العالم فى إسبانيا 1982.
** يضم فريق فلوميننيسى مجموعة مهارات كبيرة مثل فيليبى ميلو، ومارسيلو نجم ريال مدريد السابق والجناح كينو لاعب بيراميدز السابق، المهاجم الأرجنتينى جيرمان كانو (36 عاما) الفائز بجائزة هداف كوبا ليبرتادورس بـ 12. وميلو نينو، ومارتينيلى. ومواجهة هؤلاء النجوم وأسلوب مدربهم تحتاج إلى أعلى درجات التركيز من لاعبى الأهلى وسرعة وشراسة استخلاص الكرة. والواقع أن المباراة ستبدو فى بعض فتراتها معركة استخلاص للكرة، حيث يمارس فريق فلومينيسى الضغط العالى والعكسى، ويحرص على سرعة استرداد الكرة حين يفقدها، لأن ذلك هو جوهر الاستحواذ. وسوف يتطلب الأمر جهدا بدنيا فائقا من جانب لاعبى الأهلى، والاحتفاظ بفكرة الدفاع المبكر نسبيا بداية من خط منتصف الملعب أو بعد أمتار من خط منتصف الملعب، لأن التراجع للدافع أمام منطقة الجزاء سيكون خطرا كبيرا.. وقد أكد مارسيل كولر أن مواجهة فلومينينسى ستكون أصعب من مباراة اتحاد جدة فى ظل تميز الفريق البرازيلى بعامل القوة البدنية والمهارة وشدة الالتحامات.
** مرة أخرى تستند بعض التحليلات والتقارير عن مباراة الليلة على تاريخ مواجهات الأهلى والفرق العربية للفرق اللاتينية، حيث تفوقت الأندية البرازيلية على نظيرتها العربية فى 11 مواجهة سابقة بينهم فى مونديال الأندية حيث فازت أندية البرازيل 8 مرات مقابل انتصارين فقط للعرب، ومباراة وحيدة انتهت بالتعادل وحسمتها ركلات الترجيح.. ولكن كل مباراة هى حالة خاصة ولها ظرفها الخاص الذى يفرضه واقع الأداء فى الملعب ودرجة التركيز والتكتيك.
** احتل فلومينينسى المركز السابع فى الدورى البرازيلى لعب 38 مباراة، وفاز فى 16 وتعادل فى 8 وخسر فى 14 مباراة وسجل 51 هدفا ومنى مرماه بـ47 هدفا، قبل فوزه بكأس الليبراتادورس. يعنى فريق بيخسر وشباكه ممكن تهتز رغم أسلوب لعبه العبقرى كما يوصف. كل التوفيق للأهلى فى مباراته الصعبة اليوم.. لكن هكذا هى كرة القدم فى المستويات العالية..