بقلم: حسن المستكاوي
** أسافر كلما وجدت الفرصة. أسافر داخل مصر، وأستمتع بجمالها وأراها أجمل بلاد الدنيا، وكنت كلما أسير بطريق العين السخنة الجديد أراقب مثلا مشروع بناء محطة كهرباء العاصمة الإدارية العملاقة التى انتهت فى عامين، وأراقب مشروع بناء المدينة الأولمبية الرائعة بملاعبها وصالاتها المغطاة وملاعبها ذات المعايير العالمية والاولمبية وأماكن الإعاشة. وقد انتهت المدينة فى 6 سنوات. وخلال تلك السنوات وكلما مررت بالمدينة يداعبنى حلم السنين، هل ننظم يوما دورة أولمبية؟
** لقد كانت زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المدينة الرياضية التى تضم قرية أولمبية بمثابة رسالة للحاضر. شأن رسائل كلما تفضل الرئيس بافتتاح مشروع جديد فى أى بقعة من أرض الوطن. فمصر دولة لها تاريخ وحضارة تشهد عليها آثارها ومعابدها. ومصر لها تاريخ عريق فى الرياضة، وقد مارس قدماء المصريين هذا النشاط الإنسانى الفريد وسجلوا ألعابهم ومنافساتهم على جدران معابد بنى حسن فى المنيا وفى غيرها من المعابد. ومصر أول دولة عربية وإفريقية لعبت كرة القدم ومارست الرياضة الحديثة، وعضوا فى الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، وحقق ابطالنا الميداليات فى شتى اللعبات.
** وحين تنشئ مصر هذه المدينة الرياضية العملاقة، فهى رسالة أننا دولة نقف على تاريخ وعلى حضارة، وأننا دولة نعمل من أجل الحاضر ومن أجل المستقبل. ويشهد على هذا المعنى كل بناء يعلو، وكل مشروع يزين قطعة من أرض مصر. والرسالة الواضحة أن مصر دولة تبنى فى شتى المجالات، وتهتم بالرياضة أعظم نشاط إنسانى عرفته البشرية. وتهتم بالشباب الذى يمارس الرياضة.
** فى لقائه بلاعبى المنتخب بالملعب الرئيسى الذى يعد أحد أكبر تسعة ملاعب فى العالم، اشار الرئيس إلى كرة القدم وأهميتها كقوة ناعمة، ولعلها القوة الناعمة الأولى ضمن القوى الناعمة التى تملكها كل دولة. نعم الفن والثقافة والسينما والدراما والأدب والمؤتمرات والمعارض كلها قوى ناعمة. لكن كرة القدم تأثيرها هائل فى الشعوب وفى جماهيرها، وانتصارات كرة القدم تمس كبرياء الأمم. وقد لمست البشرية ظاهرة فريدة، وهى أن الشعوب تخرج بالملايين إلى الشوارع فى حالتين فقط. الأولى تأييد أو تغيير واقع سياسى والثانية احتفالا بانتصار فريق أو منتخب. يحدث ذلك فى مصر ويحدث ذلك فى اليابان وكوريا وإنجلترا وفرنسا والمانيا واسبانيا والبرازيل، يحدث فى كل دولة بالكوكب الذى يسمى بكوكب كرة القدم.
** زيارة السيد الرئيس للاعبى المنتخب كانت رسالة دعم معنوية كبيرة، ففى كلمته للاعبين طالبهم الرئيس ببذل الجهد وتمنى العودة وهم يرسمون البهجة والسعادة على وجوه المصريين، مؤكدا أن المهم هو بذل الجهد وأداء الواجب، لأن مصر حسب تعبير الرئيس، تستحق بطولات أكثر من السبع التى حققتها، وهذا حقيقى مائة فى المائة فقد كانت هناك بطولتان أو ثلاث وربما أكثر فى متناول أقدام أجيال مختلفة من المنتخبات المصرية. وقد أشار السيد الرئيس إلى أن اللاعبين جميعا من أصحاب المواهب التى تميزهم، وأضاف: «الموهبة مسئولية». وهذا حقيقى. فكل إنسان يمتلك موهبة مميزة وفريدة فى أى مجال يتحمل مسئولية كبيرة بتلك الموهبة تجاه جمهوره، وتجاه محبيه، وتجاه وطنه.
** حاضر مصر دائرته ضخمة ومتسعة. وهو اختصار حاضر بناء الحياة الكريمة بقدر ما تملك الدولة من إمكانات متاحة. والرياضة جزء من الحاضر وبناء الملاعب والصالات والمدن الرياضية وتطوير مراكز الشباب جزء أساسى من حاضر الرياضة ومستقبلها.. نحن دولة لها تاريخ ونحن دولة تصنع الحاضر من أجل المستقبل.
** تحيا مصر.