بقلم : حسن المستكاوي
** هذا المقال إهداء إلى ممارسى الرياضة فى بلدنا وفى كل البلاد، وإلى جميع عناصر كرة القدم فى ملاعبنا وفى كل الملاعب، لعل وعسى يوضع فى ذاكرة كل منهم، فيراجعون بها مواقف سابقة، ومواقف قادمة واردة..!
** فى جوائز الفيفا للأفضل التى أقيم حفلها على مسرح لا سكالا أحد أشهر دور الأوبرا فى العالم فى مدينة ميلانو الإيطالية، كانت هناك جوائز لها صبغة إنسانية، تعكس قيم الرياضة وقيمة كرة القدم فى حياة المشجعين، وتنافس على الأفضل هذا العام فى جائزة الجمهور، أنصار منتخب هولندا للسيدات فى بطولة كأس العالم بفرنسا وأم برازيلية كانت تأخذ طفلها لحضور مباريات فريق بالميراس، وأب من أوروجواى الذى قام بتغيير فريقه المفضل للفريق الذى كان يشجعه نجله المتوفى.. وهذا بالإضافة إلى جائزة للعب النظيف.
** فازت المشجعة البرازيلية سيلفيا جريكو بجائزة الجمهور لأنها ظلت حريصة على أن تروى لابنها الكفيف والمريض بالتوحد ما يحدث فى المباريات.
ونالت سيلفيا شهرة فائقة بين مشجعى بالميراس البرازيلى؛ حيث تصطحب نيكولاس بصفة شبه منتظمة لمباريات الفريق لتؤكد بهذا مدى عطفها وحبها لابنها من ناحية وعشقهما للعبة كرة القدم الجميلة من ناحية أخرى.
وتفوقت سيلفيا على المشجع الأوروجوايانى خوستو سانشيز الذى تحول من تشجيع فريق سيرو إلى تشجيع المنافس العنيد رامبلا جونيورز بعدما لقى نجله حتفه فى حادث مرورى خلال طريق العودة إلى المنزل بعد مشاهدة مباراة لفريق رامبلا
وحرص خوستو سانشيز على هذا التحول ليظل شغف وعشق نجله الراحل نيكولاس موجودا من خلاله، ونالت هذه القصة رواجا هائلا فى أوروجواى خاصة وأن خوستو سانشيز يحضر حاليا مباريات رامبلا رافعا راية كتب عليها «نيكولاس.. حاضر للأبد» لتخليد ذكرى نجله الراحل.
** حصل المدرب الأرجنتينى مارسيلو بييلسا المدير الفنى لفريق ليدز يونايتد الإنجليزى على جائزة اللعب النظيف (الروح الرياضية)، وذلك لتصرفه الرياضى والأخلاقى الرائع فى إبريل الماضى أثناء مباراة فريقه أمام أستون فيلا، واختار بييلسا الناحية الأخلاقية والروح الرياضية على النتيجة؛ حيث سمح للفريق المنافس بتسجيل هدف فى مرمى فريقه حفاظا على الروح الرياضية.
وكان ليدز افتتح التسجيل فى وسط الشوط الثانى من المباراة عندما كان أحد لاعبى أستون فيلا مستلقيا على أرض الملعب للإصابة فيما كان لاعبو أستون فيلا يطالبون بتوقف اللعب لعلاجه، ووسط موجة الغضب التى اجتاحت لاعبى أستون فيلا والجماهير، طالب بييلسا لاعبيه بالتوقف تماما فى أماكنهم والسماح للاعبى أستون فيلا بتسجيل هدف التعادل بعد هدف ليدز مباشرة.
** وألفت النظر بوضوح شديد جدا إلى أن قرار فريق بتوقف اللعب لإصابة لاعب مصاب يرتبط بمواقف «فنية وجغرافية داخل الملعب»، فكيف يكون مهاجم أمام المرمى المنافس بصدد التسجيل فيتوقف لسقوط لاعب من الفريق الآخر بلا سبب فى الجهة الأخرى خاصة أنها من «ألاعيب» البعض الذين يتعمدون السقوط أو تعمد إلقاء كرة ثانية لإفساد هجمة فى سلوك فاسد قمىء فى الحالتين..؟ !
** فيما يتعلق بسلوك المشجعين هناك وقائع مذهلة فى تاريخ كرة القدم، مثل واقعة الابن الإسبانى الذى توفى والده وأوصى ابنه بحرق جثمانه، ووضع الرماد فى زجاجة واحتفظ بها، لحمل الزجاجة إلى مباريات فريقه المفضل، ومثل مشجعى فريق بوكاجونيورز الذين أوصوا بأنه فى حالة الوفاة يوضع الجثمان فى نعش بألوان الفريق.. ومثل مشجعى آرسنال الذين طالبوا بتحويل الملعب القديم إلى مدفن ليرقدوا فيه بسلام فى حالة الوفاة.. وهناك وقائع غريبة جدا تكشف مدى حب الجمهور لفريقه ولكرة القدم تلك اللعبة التى أخذت العقول والقلوب..!