بقلم: حسن المستكاوي
** عنوان التغطية الإعلامية الذى أطلقته قنوات أبوظبى الرياضية لمباراة كأس السوبر بين الأهلى والزمالك، وذلك من خلال قناة خاصة تحمل اسم كلاسيكو العرب، والتغطية انطلقت يوم السبت وتستمر حتى نهاية المباراة، مع الاهتمام بالتفاصيل، والأبعاد التاريخية والفنية، بالإضافة إلى استوديو تحليلى متميز والتعليق على اللقاء بأصوات أربعة معلقين، منهم معلق إنجليزى. ويتم نقل المباراة وكواليسها والاستوديو التحليلى بواسطة 35 كاميرا وهذا عبر باقة من البرامج المباشرة والمسجلة والفقرات الحوارية والفنية والتاريخية؛ حيث جرى إعداد العديد من الأفلام الوثائقية والعديد من اللقاءات، بجهد مهنى كبير يرسخ أهمية العمل الإعلامى وأهمية جودته.
** السوبر المصرى فى أبو ظبى هو أكبر من مجرد مباراة فى كرة القدم بين أكبر فريقين فى الوطن العربى.. وإنما هو ترسيخ لعلاقات تاريخية بين الشعبين المصرى والإماراتى، وبين الدولتين. ويكفى أن يراجع الجمهور ما يقوله الزميل يعقوب السعدى، رئيس قنوات أبو ظبى الرياضية، فى تعليقاته عن مصر وأهلها وعن تاريخها وعن كرتها وعن الأهلى والزمالك، إنه يتحدث بكلمات تنطق بالصدق والمحبة: «شمسها الذهب تقبل الرءوس، صباح على المصريين الطيبين، صباح على أم الدنيا مصر، أوصانا بها حكيم العرب زايد، فحفظنا الوصية وتشاركنا المصير مع شعب كرة القدم هى قوته اليومى وحياة وسبب فرحة بلد السكينة وبداية كل شىء ومنتهاه».
** فى كلمات يعقوب السعدى تعبير عن مشاعر صادقة تسكن دولة الإمارات العربية نحو مصر وشعبها.. مشاعر يلمسها كل من يزور الإمارات، ويلمسها كل مصرى فى شدو وصوت الفنان حسين الجسمى، وفى صوت معلقى الرياضة وكرة القدم فى قنوات أبو ظبى الرياضية وفى مداد أحبار مقالات كتابها، هو صدق مباشر.. هى مشاعر نراها فى كل ربوع مصر. نراها فى مشروعات ومدن وطرق ومستشفيات تحمل اسم الشيخ زايد، نراها منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضى، كما رأيناها فى معركة المصير عام 1973.
** لكرة القدم فعل السحر على الشعوب. وكما يقول الروائى المغربى عبدالكريم الجويطى: «أن كرة القدم هى التجسيد الأسمى لدراما الحياة، وإذا كانت كرة القدم أصبحت الرياضة الأولى عالميا ولا يمكن لأى رياضة أن تنافسها، فذلك لأن هذه الرياضة تخاطب شيئا عميقا فى الإنسان».
** الأهلى والزمالك من أهم القوى الناعمة المصرية، فمنذ قرابة مائة عام لهما جمهور عربى كبير من الخليج إلى المحيط. وطالبت كثيرا بأهمية بيع الفريقين كما باع الإسبان لقاء ريال مدريد وبرشلونة، وكيف أنه بات اتجاها لدى الأندية الكبرى ولدى صناع كرة القدم فى العالم الانطلاق خارج حدود المحلية وخارج حدود الإقليم وخارج حدود القارة. فأصبحنا نرى بطولات سوبر أوروبية تقام فى السعودية مثل كأس السوبر الإسبانى، إلا أن اختيار أبو ظبى لفريقى الأهلى والزمالك جاء مواكبا لما يتمتع به الفريقان من شعبية خاصة وأن لكليهما جمهوره المقيم فى دولة الإمارات، وكان الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة دقيقا حين قال إن الأهلى والزمالك يمثلان قيمة كبيرة وإقامة السوبر المحلى فى الإمارات تسويق جيد للكرة المصرية.
** الأهلى والزمالك والتى تشد أنظار المتفرجين وتحبس أنفاسهم، هى بطولة خاصة، وعندما تشهد بعض المباريات انتصارا لطرف على طرف تعيش القاهرة مظاهرات فرح صاخبة.. كما ستعيش أبو ظبى مظاهرات فرح صاخبة لأنصار المنتصر فى السوبر.. فلا فرق بين القاهرة وأبوظبى.