بقلم: حسن المستكاوي
** أبدأ بتوضيح أن عدد مباريات الأهلى والزمالك فى كأس مصر حتى العام الحالى 2019 هو 31 مباراة، بينما العدد فى عام 2010 كان 29 مباراة، فقد التبس الأمر على البعض نتيجة الصياغة فى مقال الأمس.
** من هو أحسن لاعب فى العالم فى تاريخ كرة القدم سؤال طرح كثيرا على مختلف الأصعدة والأوساط.. وكلما جاء موعد اختيار الأفضل فى جائزة الفيفا أو الكرة الذهبية أعيد طرح هذا السؤال.. فهل هناك معايير؟ هل هى الأرقام أم الإبداع؟
** هناك وجهات نظر متعددة ومختلفة. لكن دعونا نبدأ بأن كل زمن له نجومه وأبطاله.. نتيجة طبيعة اللعبة وطرق اللعب وأدوات الممارسة والخطط والمساحات والتكتيكات والواجبات والمهام.. وقبل كأس العالم 2006 فى ألمانيا أنتجت قناة ناشيونال جيوغرافيك حلقات عن تاريخ كرة القدم. وأشارت الحلقات إلى اللاعب البرازيلى أرثر فريدرنخ أو فريدرنيتش، المولود لأب ألمانى وأم برازيلية ذات أصول إفريقية. وهو لعب 26 عاما وسجل 1329 هدفا متخطيا ما سجله بيليه فيما بعد بسنوات.
** عن أرثر فريدرنخ جاء على لسان مراسل الإذاعة البرازيلية القديم نقولا توما الذى قال وربما متأثرا بالمشاهدة: «أرثر ليس له مثيل من قبل، ولا من بعد، ولا يقترب منه بيليه أو مارادونا»، واستند نقولا توما على أن ممارسة كرة القدم فى الثلاثينيات وبأدوات العصر تجعلها لعبة شديدة الصعوبة مقارنة بزمن بيليه ثم رونالدينيو ثم ميسى.. وأجرت قناة ناشيونال جيوغرافيك دراسة علمية حول تطور تكنولوجيا كرة القدم وتأثيره على اللاعبين، وانتهت الدراسة إلى أن كرة الجلد القديمة لم تكن تساهم فى إظهار مهارات ومواهب اللاعب الفردية كما تفعل اليوم كرات العصر الحديثة.
** ليست الكرة وحدها التى خف وزنها وباتت يساعد اللاعب على التسديد مثلا، وإنما الملابس ذاتها، والحذاء الذى كان خشبيا وثقيلا وأصبح خفيفا ومساعدا للاعب، وكذلك الملعب نفسه وأصبح مثل السجاد، ولم يكن كذلك قديما، بالإضافة إلى التدريب والتغذية والاستشفاء ومعالجة الإصابات. وبذلك أصبحت اللعبة أسهل بأدواتها، وأصعب بخططها وبطرقها وخطط اللعب والمساحات الضيقة والسرعة والضغط.. لذلك من الصعب المقارنة عبر التاريخ فكل زمن له معاييره وظروفه.
** إن أرثر فريدرنيخ أو فريدرنيتش نقل كرة القدم فى البرازيل إلى الصفحات الأولى عام 1919 بدلا من سباقات الخيل، بعد فوز بلاده بكوبا أمريكا.. وهو بالأرقام يسبق بيليه. لكن من شاهده مثل مراسل الإذاعة البرازيلية نقولا توما قد يراه أفضل من بيليه ومارادونا فى المهارات، حسب شهادته هو. بينما يرى خبراء أن مارادونا أحسن لاعب. ويرى آخرون أنه سيئ الحظ دى ستيفانو ويرى البعض الثالث من العصر الحالى أن اللاعب الأفضل فى التاريخ هو ميسى ومنهم كابيللو، وجارى لينكر، الذى قال عنه: «أشعر أنه يجلس فى مكان علوى يشاهد المباراة التى يلعبها فيفعل ما لا يمكن توقعه»، بينما قال فابيو كابيللو: «ميسى عبقرى يبتكر أشياء لا نراها، أما رونالدو فقد جعل من نفسه بطلا لكنه ليس عبقريا»، وقبل سنوات قليلة قال لويس إنريكى عن ميسى: «إنه عبقرى. نحن نتحدث عن مصفوفة ماتريكس تمر فيها الأحداث والصور ببطء وحينها تستطيع أن تقوم بما ترغب به. وهذا ما يفعله ميسى. إنه يتمتع برؤية شاملة، ويراوغ هنا وهناك».
** المقارنة كون لكل زمن وبين نجومه وأبطاله وليس عبر التاريخ.. فربما لم يعد النجم هو هذا الفارس المغوار الذى يمتطى ظهر جواده الأبيض ويرواغ الخصوم ويصرعهم وحده ويبهر المتفرجين.. تلك المبارزة مضت وانتهت..!