بقلم: حسن المستكاوي
** قالت صحف جزائرية إنه «سحر محرز». لكنه سحر الفريق، سحر المنتخب، سحر المدرب. ومحرز واحد من الفريق، ونجمه الأول قطعا، لكنه يلعب مع المجموع، والشعار الواضح: «الكل فى واحد. وواحد فى الكل». وهو شعار الفرسان الثلاثة. وسر نجاح محاربى الصحراء..
** إنه فريق يلعب كرة القدم التى نحبها. ويلعب كرة القدم التى تليق بكرة القدم.. يهاجم ويدافع. لا أحد يضع الفريق بين اختيارين، إما الدفاع أو الهجوم، إما الأداء أو النتيجة. وهو فريق يلعب كرة جديدة. يضغط فى ملعبه دفاعيا ويضغط فى ملعب الخصم هجوميا، والضغط جماعى وحقيقى وليس مظهريا. وهو عبارة عن استخلاص للكرة من فم الأسد، فلا يهم أنه أسد. ومحارب الصحراء يجب أن يواجه الأسد، ولا يحلق حوله، ولا يخاف منه، ولا يجرى خلفه.
** منتخب الجزائر يلعب بروح قتالية. وهو محشود بالنجوم. وفى كل مركز لاعبين أساسيين، وحين لعب الفريق أول مباراتين بالتشكيل الأساسى عاد وخاض مباراة تنزانيا بتسعة لاعبين بدلاء، وتألقوا. لكن جمال بلماضى عاد إلى التشكيل الأساسى بالكامل فى مواجهة غينيا. وحافظ على قوامه أمام كوت ديفوار ثم نيجيريا، وحل مهدى زفان مكان يوسف عطال المصاب. وهى شخصية مدرب وشخصية فريق متفق ومتصالح ويعرف ماذا يريد.. ولا يوجد هذا الجدال ولا توجد أسئلة من النوع إياه: من يلعب ومن لا يلعب ومن أفضل من من.. وماذا تفعل يا بلماضى؟!
** أحيانا يطلق الإعلام قصة، ويسير وراءها الجميع، منها حكاية إجهاد منتخب الجزائر قبل مباراة نيجيريا بسبب ماراثون مباراة كوت ديفوار، فهل شعرتم حقا بحالة إجهاد أصابت الفريق الجزائرى؟ هل شعرت به أم أنكم لم تروا الفريق مجهدا كما أشاع الإعلام..؟
فى الواقع لم يظهر الإجهاد أمام النسور، ربما بسبب الإصرار والروح، وإرادة الفوز. إلا أن الفريق لعب حتى النهاية بالتشكيل الذى بدأ به. وبادل نيجيريا الهجمات، وضغط فى النهاية وأرسل كرة فى العارضة، ثم فاول ثم هدف محرز.. فأين الإجهاد؟
** الدور قبل النهائى بين تونس والسنغال وبين الجزائر ونيجيريا كان يوما من أيام الإثارة والدراما فى كرة القدم. البداية كانت بفيلم تونس والسنغال، فكان أسود التيرانجا أفضل فى الشوط الأول ولاحت لمهاجميه ساديو مانى ونيانج ودياتا عدة فرص. وفى الشوط الثانى كان أداء منتخب تونس أفضل، ولاحت له أيضا عدة فرص لاسيما للاعبه الموهوب طه ياسين الخنيسى، ووهبى الخزرى بينما شهدت المباراة ضربة جزاء ضائعة من تونس ثم ضربة ضائعة من نيجيريا، ثم وقت إضافى يشهد هدف الفوز لأسود التيرانجا المضيافة.. بخطأ من مدافع تونس ديلان بروان.. ثم ضربة جزاء لتونس فى الدقيقة 113، لكن الحكم الإثيوبى باملاك تيسيما ألغاها بعد أن لجأ للفار.. ثم النهاية كانت بفيلم الجزائر ونيجيريا، فيلم «أكشن».. هجوم وهجوم مضاد. دفاع ودفاع مضاد وأهداف تضيع وأهداف مضادة تضيع.. ويالها من دراما؟