بقلم: حسن المستكاوي
** فى عام 2010 أدار الزميل خالد توحيد حوارا فى قناة الأهلى حول عدد مباريات الأهلى والزمالك المسجل فى كأس مصر لكرة القدم. وكان هناك خلاف بين الحضور والمشاركين فى النقاش حول العدد. هناك من قال 29 مباراة، ومن قال 21 مباراة، ومن كتب بثقة 26 مباراة. ونحن فى عام 2019 الثابت حتى الآن أن العدد بالفعل 29 مباراة، وبالتواريخ. يعنى من قال 21 أصابه عدم التوفيق ومن وثق وكتب أنها 26 مباراة أصابه عدم التوفيق. لكنه حين يكابر ويصمم على الخطأ دون تصحيح دقيق موثق فهو إذن مغرض ومزور وجاهل ومدع..!
** فى عام 1998 لم يكن معلوما على وجه الدقة عدد المباريات التى أقيمت بين الأهلى والزمالك فى كأس مصر بسبب نقص المعلومات ووفقا لما هو متاح أيامها ذكرت فى كتاب أصدرته فى ذاك العام توقيت أول مباراة وهو التوقيت الذى تم تصحيحه فيما بعد بوسائل مختلفة ومحترمة من جانب زملاء ومن جانبى فى مناقشات وبرامج متنوعة.. والواقع أنه على الرغم من مرور سنوات وسنوات حتى الآن ما زال التاريخ الرياضى الدقيق يحتاج إلى البحث الصادق الأمين بهدف المصلحة التاريخية العامة.. فهناك من قال إن ثانى مباراة بين الأهلى وبين الزمالك فى كأس مصر أقيمت يوم 26 يونيو 1931 بينما الصحيح بالتوثيق أن ثانى لقاء كان يوم 19 مارس فى دور الثمانية للكأس وفاز الأهلى بهدف جميل الزبير..
** إن تاريخ الحركة الرياضية المصرية وتاريخ كرة القدم يحتاج إلى مزيد من البحث، فهناك مثلا من يرى أن نادى الزمالك العريق لم يكن اسمه عند تأسيسه «قصر النيل» وأنه تأسس باسم المختلط منذ البداية. وهى معلومة لا بد من توثيقها بصورة علمية. وعلينا أن نمضى فى طريقنا بما نعرفه وبما توصلنا إليه. وكما ذكرت بالأمس أن البعض خلط بين اسم نادى طلبة المدارس العليا وبين الاسم الأول للنادى الأهلى. وربما رجع هذا الخلط لأن صاحب فكرة تأسيس الأهلى عمر لطفى بك، صديق مصطفى كامل، هو نفسه رئيس نادى طلبة المدارس العليا الذى تأسس عام 1905.. وهو الأمر الذى تحدثت عنه مرات وكتبته مرات بهدف توضيح حقيقة الاسم الأول للأهلى شأن زملاء أيضا يهتمون بالتاريخ بتواضع وبلا ادعاء..!
** تاريخيا نعرف أن أول مباراة دولية رسمية فى كرة القدم أقيمت بين إنجلترا وبين أسكتلندا فى عام 1872 فكل شىء عند هذا العالم الآخر مسجل وموثق. من أول مباراة إلى أول لقاء أذيع بالراديو والتليفزيون. إلى كل أول شىء.. وعلى مدى أكثر من 45 سنة من عمرى كنت أهتم بالبحث، وفى مكتبتى أكثر من 250 كتابا رياضيا إنجليزيا وفرنسيا (لا أعرف الفرنسية) بجانب عشرات الكتب العربية كمراجع رياضية تاريخية بجانب الموسوعات الشهيرة مثل الأمريكية أو البريطانية.. وفى أثناء قراءات علمت أن مصر عرفت فرقا لكرة القدم النسائية فى العشرينيات وكانت فرقا أجنبية وقلت ذلك. بينما لا يعرف أحد متى دخلت الكرة النسائية مصر كممارسة، وقلت ما شاهدته بنفسى، وكان ذلك عام 1974 فى نادى المعادى الرياضى واليخت بإشراف الكابتن عبدالكريم صقر.. وأرحب بمن يصحح لى المعلومة ويطلعنى على تاريخ سابق ومشرف أسبق..!
** يدهشنى أن تاريخ العالم الرياضى موثق ومعروف.. بينما تاريخنا الرياضى يعانى لأن أجيال الأجداد لم تهتم بالتوثيق من أجلنا ومن أجل الأجيال التالية. علما بأن مصر الدولة تحتفظ بوثائق تعود إلى مئات وآلاف السنين..
** المؤرخ الصادق الباحث عن الحقيقة يصحح ولا يزور ولا يدعى وفى مصر شباب باحث حقيقى ومؤرخ يستحقون التحية والتقدير. ولكن هى مصيبة أن يكون الذى لا يعرف لا يعلم أنه لا يعرف ويظن أنه يعرف أو الوحيد الذى يعرف..!