بقلم: حسن المستكاوي
** «أهلا أيها العالم.. برجاء الانحناء. هذه أفريقيا.. ومصر جعلتنا قارة فخورة ورائعة».. «مصر جعلت هذه البطولة مثل أشهر وأفضل البطولات.. شكرا مصر.. نحن الأفارقة.. وأفارقة هى حياتنا وعملنا».. مصر جعلت أفريقيا فخورة».. «مصر المدهشة»..
** إنها بعض التعليقات التى صاغها الاشقاء فى أفريقيا، على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقا على حفل الافتتاح. وتلك مبدئيا أهم وأجمل رسالة يمكن أن يحققها تنظيم بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم.. فهكذا باتت الرياضة عرضا حضاريا ورسالة موجهة إلى شعوب العالم تفيد بثقافة وتحضر وقدر الإبداع فى الدول وكبرياء الأمم.. فالرياضة وكرة القدم هما أقوى قوة ناعمة عرفتها البشرية، وقد قفزت الرياضة إلى القمة بعد الحرب العالمية الثانية على حساب السينما والفنون كقوة ناعمة مؤثرة أيضا، إلا أن تأثيرها يطول بطول الزمن بينما كرة القدم والرياضة يكون تأثيرها سريعا ومباشرا.. فقد عاد الأمريكيون من مونديال 2018 وهم يقولون: «عرفنا روسيا الحقيقية»..!
** هذا كان أجمل وأفضل افتتاح لبطولة كأس الأمم الأفريقية على الإطلاق، وأفضل حفل افتتاح بطولة أو حدث رياضى تنظمه مصر فى تاريخها.. ومنذ احتفالات أعياد ثورة يوليو وأعياد الشباب فى مطلع الستينيات. وهو افتتاح جمع بين حضارة مصر وثقافات أفريقيا، وقدم المئات من شباب العرض هذا المزيج تحت ظلال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المبهرة فى ألوانها وسحرها.. ففاز المصريون على التحدى بنتيجة ساحقة. هزموا الوقت، وهزموا الخبرة، وهزموا الشامتين، وهزموا الذين يحلمون بهزيمتنا.. ويكفى أن تنظر إلى وجوه شباب العرض لتراهم ضاحكين وسعداء بما يقدمونه.
** الحضور الجماهيرى جعل استاد القاهرة مسرحا رائعا، فالجمهور هو الحياة فى كرة القدم. وقد نجح مصمم الحفل فى جعل الجمهور شريكا فى العرض بتوزيع بعض الأدوات للمشاركة فى توقيتات جماعية مباشرة. ومنذ سنوات أصبح الحضور الجماهيرى فى بطولات كأس العالم والألعاب الأولمبية شريكا فى عروض الافتتاح والختام. وكان الجمهور مكسبا وفوزا جديدا يحققه تنظيم البطولة، خاصة بعد تطوير عمليات بيع التذاكر وحجزها.. ولأول مرة منذ عام 2006 نرى الملعب محشودا بالأسر المصرية.
** لم يحقق المنتخب الفوز الكبير فى مباراة الافتتاح على زيمبابوى، على الرغم من أنه كان فى المتناول خلال ربع الساعة الأول فى اللقاء. حين تبارى لاعبو الفريق فى إهدار الفرص للتسرع، أو للحماس الزائد، أو للشعور بسهولة المباراة، أو لسبب آخر وهو التعالى فى بعض الأحيان على الفرصة المتاحة.. وكانت هناك بعض الجمل السريعة والجيدة، لكن لم تستغل ولم تستمر كثيرا، خاصة بعد التراجع البدنى الذى أصاب لاعبى المنتخب، وهو الأمر الذى تفوق فيه لاعبو زيمبابوى، فى الأجزاء الأخيرة من المباراة.. وساهم فى صناعة هذا الفارق البدنى أن بعض لاعبى المنتخب الوطنى جروا كثيرا، خلف الكرة، وبدون الكرة، ومن الكرة أيضا، فضاع جهدهم.. وهو ما دفع أجيرى إلى إجراء تغييرات حفاظا على تقدم المنتخب.
** اختيار محمود علاء نجما للقاء، كان موفقا من اللجنة المنظمة لمنافسات أحسن لاعب، لأن علاء أحسن التصدى لهجمات وألعاب خطيرة من جانب ثلاثى المقدمة لزيمبابوى، بيليات، ومارفيلوس ناكامبا وناياشا موشيكوى ومعهم أيضا أوفيدى كارورو، ونوليدج موسونا.. لكن فى المجمل، كان فريق زيمبابوى ندا، وكان المنتخب قادرا على الفوز بثلاثة أهداف على الأقل.. وتلك هى كرة القدم!