بقلم: حسن المستكاوي
** كانت مسابقة الدورى فى الموسم الماضى استثنائية وطويلة وغير عادلة ومرتبكة، بسبب تعديلات مواعيد بطولات الاتحاد الإفريقى، وقبل بدء الدورى طرحت فكرة إقامة المسابقة من مجموعتين ورفضت الأندية ورفض الإعلام استنادا على تجارب سابقة فاشلة بهذا النظام، وأقر هنا بعدم عدالة ما جرى خلال الموسم الماضى ويتحمل اتحاد الكرة نصيبا من غياب العدالة حين عمل على إرضاء الأندية الكبيرة، وأرغم أندية أخرى على القبول بالأمر الواقع. وقد وقع.
** الموسم كله كان سيئا وطويلا.. وتضررت أندية كبيرة أيضا، فى بعض الأحيان، ولأن الظلم كان كبيرا على الأندية الصغيرة ولأنه طال أيضا أندية كبيرة، فإن ذلك معناه أن المسابقة كلها تستحق أحكاما مماثلة لما صدر عن لجنة التسوية والتحكيم.. وهو أمر يعود بكرة القدم وبالصناعة إلى الخلف.
للأسف ٩ أندية أو ١٤ طالبت بإلغاء الهبوط ومن بقى منها نسى المطالبة ولم ينطق لأنه عاش فى الدورى. وهكذا كان المطالبة مجرد مصلحة خاصة وليست قضية مبدأ أو رؤية لحماية صناعة كرة القدم ولحماية بطولة الدورى.
** رأيى قلته دائما فيما يتعلق بهبوط أندية ثم مطالبتها بإلغاء الهبوط لأسباب مختلفة.. قلته من سنوات وكررته. وهو بالتالى ليس رأيا مضادا لموقف أندية وفرق بعينها، لكن حين «لا يوفق تلميذ» (لا يوفق تعبير مهذب لكلمة تثير الحساسية باعتبار أن تلاميذنا كلهم لا يرسبون، ويجب أن ينجحوا.. صبرك يارب) فى امتحان صعب أو سهل، طويل أو قصير، مفهوم أو غير مفهوم من المقرر أم من خارج المقرر، فقد رسب هذا التليمذ فى النهاية.
** إليكم الأخطر.. إذا كانت مبررات الحكم هو صعوبة وارتباك الموسم ووقع ظلم على الأندية الثلاثة التى هبطت، فإن من حق كل الأندية الأخرى التى لم تفز باللقب، وأولها الزمالك، ثم الأندية التى تراجع ترتيبها، وحرمت من المشاركة فى بطولتى إفريقيا. من حقها بنفس المنطق المطالبة بإلغاء البطولة والبطل والترتيب العام للمسابقة.. يا إلهى ما هذا الذى نعيشه؟!
** الأخطر هذا ذكرته من قبل فى برامج وبالكتابة هنا.. لكنه جاء فى سياق حكم لجنة التسوية والتحكيم:
** أصدرت اللجنة فى الجانب المستعجل 3 قرارات ترتب قبول دعوى إلغاء الهبوط شكلا، مع وقف إعلان ترتيب الأندية للموسم الماضى لحين الفصل فى الجانب الموضوعى للمنازعة مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها باستمرار الأندية الثلاثة ومشاركتهم فى موسم 2019 / 2020 وذلك مؤقتا.
* كيف يمكن أن تلعب الأندية إلى هبطت فعلا فى الدورى الجديد مؤقتا.. وماذا بعد مؤقتا. وإذا تم قبول استشكال الاتحاد أو استئناف الاتحاد هل تعود الأندية الثلاثة إلى الدرجة الثانية وماذا لو كانت بدأت المسابقة؟ وماذا أيضا لو تم تأييد الحكم وأصبح الدورى الممتاز من 21 فريقا؟
** أيضا ليست تلك هى مشكلتى.. وإنما تكرار ظاهرة المطالبات بإلغاء الهبوط، وهو أمر له سوابقه، ولن أتعرض الآن لمن أيدوا تلك المطالبات التى تهد كيان لعبة كرة القدم، دون أى اعتبار للمصلحة العامة.. ولكن إلغاء الهبوط يفتح الباب أمام مطالبات مماثلة لظلم حكم أو لظلم فار أو لظلم اتحاد أو لأى ظلم.. علما بأن «كأس العالم شخصيا» بما فيه من جوائز مادية وأدبية وحضارية شهد كل أشكال الظلم ولم يطلب مظلوم واحد إعادة مباراة أو قرار أو إلغاء نتيجة.
** لا حول ولا قوة إلا بالله.. إلغاء الهبوط، وإلغاء البطل والبطولة وإلغاء الترتيب، وإلغاء الدورى.. هل يكون ذلك هو المصير؟