بقلم: حسن المستكاوي
** أحفظ فى ذاكرتى مقولة شهيرة لميشيل هيدالجو مدرب منتخب فرنسا الفائز ببطولة أوروبا، وهو يتحدث عن «الكرة الحديثة» فى عام 1984 أى من 36 سنة، الوسط هو صرخة الكرة الحديثة.. لكن لاحظوا أن 5+5 = 9 أحيانا».
وكان هيدالجو يعنى أنه فى طريقة 5/3/2 يدافع الفريق بخمسة لاعبين، ويهاجم بخمسة لاعبين، ولو عجز لاعب عن أداء مهام مركزه وواجباته فإن حاصل جمع 5+5 = 9...!
** فى إطار هذه المقولة التى أصبحت تاريخا، هل ما زالت كرة القدم يمكن أن تلعب فى هذا الزمن بنفس المنطق. خمسة مهاجمين وخمسة مدافعين أم أن الأمر تغير وزاد عدد المهاجمين والمدافعين فى الكرة الجديدة. لأن تعبير الكرة الحديثة أطلق فى مطلع السبعينيات، وقد مضى عليه نصف قرن..
** دعونا نتحدث عن فرقنا المحلية، وفى مقدمتها الأهلى الذى يمضى فى طريقه بنجاح.. فما هو الفارق بينه وبين فرق الدورى؟
** فى حالة الهجوم يتحرك إلى الأمام السولية ومجدى قفشة وقبله (حمدى فتحى) ويدخلون منطقة الجزاء.. ويحدث ذلك أثناء اللعب وليس فى الكرات الثابتة، وقياسا على ذلك نرى فى المقابل عدم دخول مستمر لكل من فرجانى ساسى وطارق حامد قائدى وسط الزمالك المنافس الأول والتقليدى للأهلى. وتلك واحدة من أهم الفروق. إلا أن الظهير الأيسر على معلول لا يكتفى بالتقدم بجوار الخط وإنما هو يدخل أيضا منطقة جزاء المنافس. وحين يلعب أمامه أجاى فإنه يملك حرية التقدم المستمر وحين يلعب أمامه الشحات أو رمضان صبحى يترك النصف الأمامى من الملعب لأحدهما ويصبح تقدمه مرتبطا بسير اللعب والكرة وليس دائما. وكى يتقدم لابد من دخول أجاى أو رمضان صبحى والشحات إلى القلب..
** يتحرك مهاجمو الزمالك بصورة مستمرة أيضا. بن شرقى وأوناجم وأوباما ومصطفى محمد. والأخير يرابط أكثر من أزارو أو مروان محسن فى الأهلى داخل الصندوق لأنه مميز فى ألعاب الهواء ومنها يسجل أهدافه، ولذلك يرتبط نجاحه بإمداده بتلك الكرة من عبدالشافى أو حازم إمام قبل إصابته. والظهيران فى الزمالك يتقدمان بصفة مستمرة، ويساندان الطرفين زيزو وأوناجم ويتحرك رباعى الهجوم دائما لكن التحرك يجب أن يكون أسرع. لكن يبقى ناقصا تحركات العمق التى يجب أن يقوم بها خط الوسط لاسيما فرجانى ساسى باعتبار أن طارق حامد مكلف بمهام دفاعية ويتقدم حتى حافة منطقة الجزاء مثل ساسى أحيانا إلا أن أحدهما لا يمثل تهديدا للخصم داخل الصندوق فى معظم الأوقات مثل السولية وقفشة.. بينما يتوقف إيليوديانج مثل طارق حامد عند منتصف ملعب المنافس كثيرا ولا يخترق.. وهو ما يجعل فايلر مفضلا قفشة فى مباريات داخل الأرض وديانج فى مباريات خارج الأرض..
** ماذا يفعل اللاعب الذى لا يستخلص الكرة من الخصم، ولا يفسد اللعب، ولا يصنع الألعاب. ماذا يفعل هذا اللاعب الذى يرى بالكاد صندوق المنافس بعينيه ولا يدخله ولا يقترب منه.. ماذا يفعل؟
السؤال منذ سنوات آلان هانسن أشهر معلق وناقد لكرة القدم فى بريطانيا. وقد كان الفرنسى كلاديو ماكيليلى هو مفتاح الموضوع كله. فقد رحل من ريال مدريد إلى تشيلسى وحين سئل فلورنتينو بيريز كيف تستغنى عنه أجاب: «لن نفتقد ماكيليلى.. أسلوبه متوسط. يفتقر إلى السرعة والمهارة. لا يستخلص الكرة من الخصم. و90% من تمريراته تذهب خلف الزميل أو بجانب الزميل. وهو لم يكن يجيد ألعاب الهواء. وغالبا يمرر الكرة لمسافة ثلاثة أمتار كحد أقصى..
** المعركة الآن فى وسط الميدان لم تعد بالفعل بين مبدع ومفسد.. لم يعد الصراع فى اللعبة مجرد Creator V Destroyer..!