بقلم: حسن المستكاوي
** وسط أجواء حماسية، متوترة، غاضبة، ووسط دخان الشماريخ وضباب هائل خيم على الملعب جرت مباراة نهائى دورى أبطال إفريقيا باستاد رادس بين الترجى التونسى والوداد المغربى.. ولعب الفريقان بحماس مشتعل مثل الشماريخ، وغضب شديد مع أنها لعبة رياضية، ففى أحيان تفرح بغضب، ونفرح بصخب، كما حدث عند تسجيل سجله الجزائرى يوسف بلايلى باشتعال الملعب بدخان الشماريخ المحرمة.
** فى الدقيقة 60 جاءت لحظة الكرة الإفريقية، ولحظة مباريات الاشقاء، بما فيها من شقاء أحيانا. إذ سجل وليد الكرتى هدفا للوداد بضربة رأس ألغاه الحكم بكارى جاساما، بداعى التسلل لتتوقف المباراة بعدها لنحو ساعة ونصف الساعة قبل أن يعلن جاساما قراره بإنهاء المباراة على الرغم من نزول أحمد أحمد رئيس الكاف إلى الملعب لحل النزاع..!
** انسحب الوداد، لعدم احتساب الهدف. الذى قال عنه محلل بى إن سبورت جمال الشريف إنه هدف صحيح. وطالب لاعبو الوداد باللجوء لتقنية الفار. إلا أن التقنية كانت معطلة، ويعلم الجميع بأنها خارج الخدمة، حيث أطلع الحكم الفريقين قبل بدء اللقاء بأن تقنية الفار لا تعمل كما أكد معين الشعبانى المدير الفنى للترجى وخليل شمام قائد الفريق، وقد وافق الطرفان على لعب المباراة، دون اللجوء لتقنية الفار..!
** هذا تسلسل ضرورى يعرض العقلية الرياضية العربية والتى ترحب بالموافقة مسبقا على حال أو موقف، (إذا كان ما قيل فى ذلك صحيحا) ثم تتراجع عن الموافقة حين تمس حاجة الفريق لسبب ما أو لخطأ ما..!
** ماهو العطل الذى أصاب الفار فى نهائى دورى أبطال إفريقيا؟ لا أحد يعلم باليقين ما هو.. وقد قيل إن قطعة من قلب الفار أو من عقله أو من عينه لم تصل إلى إساد رادس.. فلماذا لم تصل، وكيف لم تصل، وهل ضلت الطريق أم أنها لم تتحرك من مكانها أصلا؟!
** أسئلة يجب أن يجيب عنها الاجتماع الطارئ للاتحاد الإفريقى الذى سيعقد يوم 4 يونيو لمناقشة أحداث نهائى البطولة بناء على دعوة من رئيس الكاف.. لكن فى جميع الأحوال لم تكتمل المباراة وانسحب الوداد، وتوج الترجى بطلا لدورى أبطال إفريقيا للمرة الثانية على التوالى والرابعة فى تاريخه!
** قبل بدء المباراة وعند وصول أحمد أحمد رئيس الاتحاد الافريقى إلى تونس عبر الرجل عن سعادته وارتياحه لوصول بطولة دورى أبطال إفريقيا للمباراة النهائية، ولانتهاء موسم «استثنائى» عاشته الكرة الإفريقية بسبب تغيير مواعيد بطولات القارة لتتماشى مع مواعيد البطولات الأوروبية الإقليمية والمحلية. بحيث تبدأ فى أغسطس وتنتهى فى مايو، علما بأن تلك الجولة بدأت فى شهر ديسمبر من العام الماضى.
وقال أحمد لدى وصوله مطار قرطاج الدولى: «من دواعى السرور بالنسبة إلى رئيس أى اتحاد، بلوغ نهاية مرحلة، واليوم بلغنا النهائى فى مرحلة انتقالية وذلك من أفضل الأشياء». وقال كأنه كان يرى الدقيقة 60 من المباراة: «أتمنى أن يرتقى الفريقان وجماهيرهما إلى مستوى الحدث ويقدما مباراة تليق بالنهائى».
** المؤسف أن الكرة الإفريقية ظلت حديث العالم فى ليلة ساخنة من ليالى الصيف، وانتهت البطولة الأكبر لأندية القارة نهاية إغريقية درامية، على مسرح رادس!