بقلم : حسن المستكاوي
** قبل عشرة أشهر تقريبا تولى خافيير أجيرى مهمة تدريب منتخب مصر. وكان هيكتور كوبر قد رحل، بعد نتائج مخيبة فى مونديال روسيا. وحين تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الجديد، كان الاتفاق هو الذهاب إلى كأس العالم 2022. وأمام هذا الهدف وضع الجهاز الفنى للفريق خطة عمرها 4 سنوات، وتضمنت بالطبع المشاركة فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019، وأظن أن الهدف كان محاولة الفوز باللقب حيث ستقام البطولة فى الكاميرون.. وترتب على ذلك بدء الجهاز الفنى عمله بفلسفة الهبوط بمعدل أعمار الفريق، وهو الأمر الذى أسفر عن غياب مجموعة كبيرة من النجوم الكبار عن القائمة..
** فى مؤتمره الصحفى بعد مباراة النيجر قال أجيرى: «عندما توليت تدريب المنتخب المصرى كان أمامى خيار واحد وهو ضرورة تخفيض معدل أعمار اللاعبين والبحث عن مواهب جديدة ووضع خطة طويلة المدى وهو ما بدأنا فى تنفيذه»..
** رحلت الأمم الإفريقية من الكاميرون ثم إلى المغرب ثم هبطت فى مصر. وبات الهدف الواضح هو السعى للفوز باللقب. وفى جميع الأحوال. ما زلنا نرى أن أجيرى والجهاز المعاون له كان عليه أن يمضى فى طريقين متوازيين. طريق الأمم الإفريقية فى الكاميرون كما كان مقررا، وطريق مونديال 2022 فى الدوحة وفقا للهدف الأول.
** الطريقان لهما القدر نفسه من الأهمية. فالفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية يساوى التأهل لنهائيات كأس العالم. لكن أرجح كفة المونديال لو كان الهدف أكبر من مجرد المشاركة فى النهائيات. فما زلنا نحمل التساؤل القديم والذى أعادنا طرحه مرة أخرى قبل كأس العالم 2018.. وهو ماذا نفعل فى روسيا وليس مجرد الوصول إلى روسيا؟!
** على أى حال عرضنا وجهة نظرنا، وقلنا إن مباراتى النيجر ونيجيريا يجب أن يكونا بتشكيل المنتخب الذى سيلعب الأمم الإفريقية، خاصة بعد نقل البطولة إلى مصر. وأن هناك فارقا بين إعداد جيل جديد وبناء فريق خلال مرحلة مستقبلية وبين الاستعداد لبطولة قادمة. ومع ذلك كلاهما يمضى فى طريقه، ولا يتعارضان مثل طرفى المقص.
** منذ أشهر وحتى صباح مباراة مصر مع نيجيريا ناقشت أسلوب إعداد منتخب مصر، وكيف أنه غير مفهوم إجراء تجربة للاعبين فى سياق تجربة الفريق. وغير مفهوم أن هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين يجربهم أجيرى بهدف مرحلة ما بعد انتهاء كأس الأمم.. لأن بناء فريق مسألة مختلفة عن إعداد فريق لبطولة. وأن الحالة الأولى تعنى وضع برنامج لعام أو لعامين لتجربة لاعبين وبناء جيل جديد للمنتخب.
وقلت هنا نصا قبل مباراة نيجيريا «هل ستكون تجربة العدد الأكبر من اللاعبين مؤشرا لإشراك من ينجح منهم فى التشكيل الرسمى للبطولة أم أن تلك تجارب لاعبين لن يشارك معظمهم فى كأس الأمم؟ وإن كان الحال كذلك فلماذا نستعد قبل البطولة بمباريات يشارك بها لاعبون لن يلعبوا ثم نلعب البطولة بلاعبين لم يشاركوا فى التجارب؟!».
** الآن قد يعود إلى المنتخب أسماء لم تكن فى اختيارات خافيير أجيرى الأولى، مثل عبدالله السعيد، وأحمد على، وأحمد فتحى، وربما يكون أيمن أشرف المرشح الأول لمركز الظهير الأيسر مع أن أجيرى يرى أن عمر جابر ناجح فى مركز الظهير الأيسر أيضا كذلك لو كان وليد سليمان سليما لعاد هو الآخر إلى تشكيل الفريق وقد يكون هناك مبشرون بالمنتخب إضافة إلى هؤلاء.. وإذا كان هناك عائدون محتملون، فإن هناك خارجون مؤكدون بالطبع!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع