بقلم: حسن المستكاوي
** سيكون الدورى الألمانى، البوندسليجا، محل أنظار عالم كرة القدم بدءا من 16 مايو الحالى، حين يعود نشاط اللعبة وفقا لقواعد صحية صارمة. فهو أحد البطولات الخمس الأوروبية الكبرى التى تستأنف نشاطها لكن بدون جماهير، أو «مجرد مباريات أشباح، كما يقولون فى القارة العجوز. فيما ظهرت مطالبات واضحة لجماهير الأندية الألمانية بالابتعاد عن الاستادات وعدم التجمع خارجها. وتحظى ألمانيا بمعدلات أقل للعدوى وأعداد الوفيات عنها فى إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا كما أنها تتمتع بقدرات أكبر على إجراء الفحوصات وهو ما ميزها عن العديد من الدول الأوروبية.
** «ميركل قالت نعم.. والدور علينا الآن». كان ذلك عنوان جريدة «كورييرى ديللو سبورت» الإيطالية الرياضية. ومعروف أنه منذ أيام أصدرت المستشارة أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء الولايات الألمانية قرارا بالسماح باستئناف البوندسليجا لكن ذلك وفقا لإجراءات شديدة. إذ سيحظر على اللاعبين المصافحة أو المعانقة خلال الاحتفال بتسجيل الأهداف على أرض الملعب. ويحظر على اللاعبين المصافحة عند إجراء التبديلات. وتمنع الصور الجماعية للفريق قبل بدء المباريات. ويمنع البصق على الأرض. وفرض إرتداء الكمامات على جميع أعضاء الفريق والالتزام بالمسافة الجسدية على مقاعد الاحتياطى بما فيهم المدرب الذى يسمح له فقط بالتخلى عن الكمامة عند إصدار تعليمات للاعبين أثناء المباراة.
** القواعد الصارمة سوف تحترم حسب ماهو معروف عن الشخصية الألمانية. وهناك تحديد لعدد الأشخاص الذين ستواجدون داخل الملعب (322 فردا) وهم موزعون على ثلاث دوائر بمسافات محددة حتى الدائرة الأخيرة التى هى الملعب..
** من المعروف أن كرة القدم تمارس الآن فى ست دول وهى كوريا الجنوبية وبوروندى، وبيلاروسيا، ونيكاراجوا، وتايوان، وطاجيكستان. بينما هناك حالة تردد كبيرة فى دول أخرى، مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، إلا أن المناقشات والمفاوضات مستمرة، وفقا لدراسات وتقارير طبية وفنية. لكن الطريف أن رئيس رابطة الدورى الإسبانى قال منذ أيام تعليقا على التردد والشك بشأن عودة نشاط اللعبة: «هناك خطورة أكبر فى الذهاب إلى الصيدلية عنه فى الذهاب إلى التدريب»..!
** وفى الشاطئ الآخر من الأطلنطى، أعلنت رابطة الدورى الأمريكى لكرة القدم الأمريكية جدول الموسم الجديد بحيث ينطلق فى سبتمبر المقبل. علق الرئيس دونالد ترامب قائلا: «إنها أنباء رائعة... إنه قرار ممتاز». وتمنى أن تمضى الألعاب الأخرى على الطريق نفسه.
** العالم سوف يراقب التجربة الألمانية بأمل، وشك. حيث تبدأ الأندية من الصفر، بفترات إعداد، وبقاعدة أقرها الفيفا وهى إجراء خمسة تبديلات فى المباراة الواحدة. ولاشك أن عودة الدورى الألمانى تمثل نبأ جيدا لصناعة كرة القدم وتفتح الباب أمام عودة تدريجية بدون جماهيرها فى مدرجاتها. لكنه الاختيار المتاح الأن نظرا للظروف. إلا أن الملاحظ أن روابط الأندية فى مختلف الدول الأوروبية وحتى فى أمريكا هى التى وضعت خطط عودة نشاطها، ودافعت عن تلك الخطط أمام الحكومات ومازالت تدافع، وهى التى حددت الإجراءات الاحترازية بموافقة الحكومة. فيما نجد الاتحاد الألمانى نفسه عاجزا عن إيجاد حل لمسابقة الكأس التى يديرها. وهذا الأمر يقودنا إلى السؤال القديم جدا: «أين رابطة الأندية المصرية التى تدير مسابقة الدورى وتدافع عن مصالح أنديتها، وتضع الخطط وتطرح الضمانات أمام الحكومات؟ ولماذا تبدو صناعة كرة القدم فى مصر عاجزة عن تطبيق دورى المحترفين وإشهار رابطة تدير المسابقة؟ لماذا هذا العجز؟ وربما أطرح حلما أو خيالا يصعب جدا أن يكون واقعا لأسباب مهمة لا نعرفها لكن لماذا لايوجد رد واضح على السؤال: لماذا أنتم عاجزون عن إشهار رابطة أندية؟