** وسط صخب متكرر بعد خروج المنتخب من كأس الأمم، ووسط صخب متكرر عن إصلاح مسطح متكرر، ووسط صخب متكرر عن أحاديث نقد وولولة متكررة منذ مائة عام (هذا صحيح إذا يكفى مراجعة مقالات الصحافة المصرية على مدى قرن عن اللعبة وعن كل الهزائم) ، وهى فى الأصل جلد للذات وعقوبات على الذات، سواء وقعت أو لن تقع أبدا.. ولذلك إذا كنتم تفكرون فى إصلاح جاد وحقيقى لأول مرة، فإنه سيكون إصلاحا صعبا وجهدا وجهادا طويلا شأن كل إصلاح فى التاريخ، فقد أجرت ألمانيا إصلاحا على منتخبها وكرتها استغرق 10 سنوات فى الفترة من 2000 حتى 2010، وأسفر ذلك عن إنتاج ما يقرب من 17 ألف مدرب للناشئين، بينما كان للإنجليز مثلا فى نفس الفترة 900 مدرب فقط لا غير، وهذا التوجه يعكس مدى فهم الألمان لتعريف الكرة الألمانية، بينما كنا رجونا عشرات المرات اتحادتنا المتتالية تعريف معنى الكرة المصرية، فهى ليست المنتخبات فقط، وفوز المنتخب بكأس إفريقيا لا يعنى أن اللعبة بصحة جيدة، والوصول لكأس العالم لا يعنى أن الصناعة سليمة، وجيدة.. وهذه أول خطوة. أن نعرف ما هى الكرة المصرية؟
** إنها المسابقات المحلية وإدارتها، واللاعبون وعقودهم، والمدربون والتحكيم ووكلاء اللاعبين، والملاعب، والجمهور، ونقل المباريات وتصويرها، وبيع حقوق البث، وبيع الحقوق الاقتصادية، وتسويق اللعبة فى الإقليم وفى العالم، والإعلام الرياضى..
ودون البدء بهذا التعريف، ودون بذل ذلك الجهد، وبعض هذا الوقت لن يكون هناك أى إصلاح.. ومن أسف أن كثيرا مما نطرحه هنا سبق أن طرحناه، وسبقنا فى ذلك أجيال وأساتذة كبار، فمن أسف أكثر أنه مع كل هزيمة يبدأ حديث الإصلاح، وهو أسوأ إصلاح، لأن طريقه شديد الصعوبة وانفعاليا، بينما الأفضل هو التطوير على الانتصارات، وفيما يلى اجتهاد نضعه كدستور لإصلاح صناعة مهمة للغاية، وتأثيرها يمتد على لعبات أخرى، ويمتد على المجتمع كله، حين نفهم أبعاد وأهمية كرة القدم كنشاط وكظاهرة رياضية، وسياسية، واجتماعية، تتعلق انتصاراتها بكبرياء الأمم، كل الأمم:
(1) تغيير بعض مواد قانون الرياضة بما يسمح بدور رقابى أكثر فاعلية للدولة وبما يتفق مع المواثيق الدولية.. بحيث يمنع تماما ونهائيا الجمع بين العمل الإعلامى وبين العمل التطوعى فى الاتحادات والهيئات الرياضية.. وبما يسمح باتخاذ قرارات إيقاف أو شطب من جانب الاتحادات الرياضة أو وزارة الشباب والرياضة، لأى مسئول يعمل فى مجال الرياضة، سواء مدربا أو مديرا لناد أو مديرا للكرة أو عضو مجلس إدارة أو رئيس ناد فى حالة التجاوز.. وهو أمر معمول به فى الدول التى تمارس الرياضة باحتراف وبمهنية.. مع فصل كامل وتام بين العمل السياسى أو الحزبى أو البرلمانى وبين العمل الرياضى، وهذا بقوة قانون وتشريع يوافق عليه البرلمان ذاته جهة التشريع الوحيدة.
(2) العمل على تنقية الجمعية العمومية للاتحاد، فتتكون من أندية الممتاز والثانية والثالثة مثلا، وهذا فى جمعية عمومية طارئة أو عادية وفقا للائحة الخاصة بالاتحاد وفى وجود اللجنة التى تسير أعماله.
(3) إلغاء شرط ممارسة اللعبة للترشح، فقد دخل اتحاد الكرة لاعبون لا حصر لهم فى كل عصوره، ولم يحسنوا اللعب فى الإدارة.
(4) تشجيع الشباب والوجوه الجديدة على دخول الانتخابات، وهناك شباب متصل بالعالم ويملك رؤية، علما بأن الخبرة تقاس بعدد التجارب وقدرها وقيمتها، وليس بالسن فقط، دون إغفال لخبرات السنين بالتأكيد.
(5) يتكون الدورى الممتاز من 18 ناديا، ويتكون دورى الدرجة الثانية ويسمى الدرجة الثانية وليس الأولى من 18 ناديا أيضا على أن يطبق هذا النظام بدءا من موسم ٢٠٢٢ / ٢٠٢٣.. ويعلن عن ذلك هذا العام.
(6) تشكيل رابطة للأندية المحترفة، وتكون منتخبة، ولا يسمح بمشاركة أى رئيس أو عضو مجلس إدارة ناد فى تلك الرابطة، ويكون عملها محترفا وبراتب، وتعين أو تنتخب رئيس لجنة مسابقات بمرتب، والرابطة مسئولة عن بيع كل الحقوق الاقتصادية للدورى الممتاز والدرجة الثانية وتنظيم المسابقة من جميع الوجوه واتخاذ جميع القرارات التنظيمية والإدارية، على أن يعلن جدول الدورى دون السماح بأى تأجيل لأى مباراة ولأى سبب، وتبلغ الأندية بذلك، وتوقع على اتفاق بهذا الشأن.
(7) تشكيل لجنة فنية باتحاد كرة القدم مكونة من خبراء مصريين أو الاستعانة بمدرب أجنبى يضع دراسة شاملة عن أهم نقاط قوة اللاعب المصرى وأهم نقاط ضعفه المهارية والبدنى،. وتضع تلك اللجنة منهج كرة القدم المصرية، وتحدد مراحل بدء النشاط التنافسى للناشئين.
(8) يدير اتحاد كرة القدم مسابقة كأس مصر ومسابقات الناشئين، والمنتخبات، ويضع قواعد العمل فى مجالات التدريب والتحكيم ووكلاء اللاعبين والطب الرياضى والعمل الإدارى، وغيرها من أعمال تتعلق بالنشاط.
(9) تضع اللجنة الفنية بالاتحاد بالاشتراك مع المديرين الفنيين للمنتخبات خطة برامج احتكاك، خلال فراغات المسابقات والارتباطات الدولية والقارية، وبما يتناسب مع أجندة الفيفا الدولية، لمدة 4 سنوات قادمة، وتحدد المباريات خلال هذا العام، لأنه هناك فارق بين الاستعداد لبطولة أو لمباراة وبين بناء فريق وبناء خبرات للاعبين وللمدربين بالاحتكاك.
(10) عند اختيار المدير الفنى للمنتخب الأول وكذلك المديرين الفنيين للمنتخبات، يجب تحديد فلسفة اللعب وفلسفة اللعبة، وقدرات اللاعب المصرى على تحقيق تلك الفلسفة، وتنمية قدراته لتحقيقها.
(11) على اتحاد كرة القدم واللجنة الفنية تحديد ما هو الهدف من المشاركات الدولية؟ فهل يكفى الوصول لكأس العالم مثلا؟ هل هو هدف فى حد ذاته أم ماذا يمكن أن يحقق المنتخب فى كأس العالم؟
(12) فرض تأسيس شركات كرة قدم فى الأندية الممتازة والثانية، لها ميزانيات معلنة، من أجل ضبط قواعد اللعب المالى النظيف.
(13) يطبق نظام «تذكرتى وبطاقة المشجع» فى جميع مسابقات الدورى بدءا من الموسم المقبل 2019 / 2020.
(14) يحدد موسم ٢٠٢٢ / ٢٠٢٣ ليكون آخر موعد لإعلان كل ناد مشارك فى الدورى الممتاز والدرجة الثانية عن ملعبه الذى يخوض عليه مبارياته.. مع وضع مواصفات قياسية لصلاحيات تلك الملاعب.
(15) تدير رابطة الأندية المحترفة ولجنة المسابقات بها الدورى الممتاز والدرجة الثانية بالكامل وبمسئولية كاملة. ومنها ملاعب المسابقتين. ويتم التنسيق مع الأمن، على ألا تنقل أى مباراة لأى فريق من ملعبه سوى لأسباب قهرية، وتحدد تلك الأسباب، حتى لا يكون أى شىء قهريا.
(16) يعين أحد معامل الكشف على المنشطات، أثناء المباريات المحلية، ويعلن الاتحاد عن اتخاذ هذا الإجراء بدءا من الموسم القادم.
(17) يضع المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين، ضوابط العمل فى النقد الرياضى، والبرامج الرياضية، التى باتت جزءا مسئولا عن زيادة الاحتقان، أو ترسيخه.
(18) لا يسمح للأندية أعضاء الرابطة أو الاتحاد كتابة ونشر بيانات فى الصحف ووسائل الإعلام تتعلق بجوهر المسابقات والتحكيم والنشاط بصفة عامة، ووضع قواعد لتقنين مسألة النشر على المواقع الإلكترونية والمواقع الرسمية للأندية. فمكان المناقشات وحل الخلافات يكون عبر الرابطة التى ستعلن لائحتها التنظيمية عقب تأسيسها.