بقلم: حسن المستكاوي
** بالإجماع تقريبا اعتبر اليونانى تاكيس جونياس المدير الفنى لوادى دجلة صاحب أفضل أداء فى الدورى المصرى، وكان غريبا أن يجذب الفريق الذى حصل على المركز العاشر جماهير الكرة المصرية لمشاهدته لما يقدمه من كرة جديدة وممتعة.. وطريقة اختيار تاكيس لتدريب الفريق الدجلاوى ليس لها علاقة حسب ظنى، بشهادات خبرته، وإنما تم اختياره لأنه صاحب فلسفة تتفق مع فلسفة كرة القدم فى النادى.. فشهادات تاكيس أو خبراته التدريبية السابقة تقول إنه عمل فى 2013 مع فريق جليفادا اليونانى، وتولى تدريب 4 أندية يونانية فى مسيرته آخرها إرجوتيليس فى موسم 2017 / 2018 لكنه لم يحقق أى بطولة حتى الآن فى مشواره القصير..
** يعتمد تاكيس جونياس على طريقة 4 / 3 / 3، ويميل أسلوبه للعب الهجومى والاستحواذ على الكرة، وبناء الهجمات من الخلف، وكثرة التمرير وتبادل الكرة، فى مزيج بين الكرة الهولندية وكرة جوارديولا.. وكانت طريقة اختيار تاكيس أول مدرب يونانى فى الكرة المصرية هى ما نادينا به هنا مرات، ومدى أهمية أن تعرف إدارة الكرة فى أى ناد ماذا تريد من المدرب وماذا يملك هذا المدرب من فلسفة..
** بالتالى من الصعب اليوم الحكم على مدرب الأهلى الجديد رينيه فايلر، لأنه من جهة له تجربة ناجحة واحدة مع فريق أندرلخت البلجيكى الذى فاز معه ببطولة الدورى وكأس السوبر.. والمهم ما هى فلسفته وهل شاهد الأهلى وهل يعرف ماذا يملك الفريق من مهارات وماذا يحتاج.. وقد كانت خطوة مهمة من الأهلى أن يسافر خالد مرتجى وأمير توفيق إلى سويسرا لمقابلة المدرب والتعرف على رؤيته الفنية وأفكاره قبل إتمام التعاقد. ويبقى الملعب حكما كى يجعلنا نتعرف على المدرب..
** التقييم لأى مدرب جديد يحتاج إلى وقت. فعلى سبيل المثال مازال ميلوتين سريدويفيتش أو «ميتشو» مدرب الزمالك فى بداية عمله، وكانت مباراته القوية الأولى أمام المقاصة وتفوق فيها الزمالك تماما بالفرص والأداء. لكن ميتشو صاحب شخصية قوية وقرار، وهو ماحدث مع كريم مامبو. وهو أيضا ما حدث فى تغييراته التى أجراها أمام المقاصة.. لكن مازالت المباريات القادمة لاسيما على المستوى الإفريقى ستكون محطات اختبار لقدرات المدرب الذى يملك شهادة خبرة جيدة فى إفريقيا حيث درب أولاندوبيراتس، وكمبالا سيتى الأوغندى وحقق معهما نجاحات، كما أنه سبق وعمل فى أندية صربية..
** الأداء الجيد لابد أن يسفر عن نتائج جيدة، وإذا لم تكن هناك نتائج جيدة، على الرغم من الأداء الجيد فلابد أن هناك أخطاء تستوجب العلاج. وفى سياق التطوير الذى يحتاجه الأهلى والزمالك والأندية الكبيرة والمنتخب، فإن هناك أهمية حتمية لرفع درجات الأداء الجماعى، وممارسة الضغط على الخصم فى ملعبه بثلاثة وأربعة لاعبين وكذلك الضغط فى ملعب الفريق بثلاثة وأربعة لاعبين واستخلاص الكرة فى أقل زمن، بالإضافة إلى سرعة التمرير وقوة التمرير، وتميز الفريق بسرعات فى مختلف الخطوط، وتمتع لاعبى الفريق بالقوة فى الالتحامات فلا يخسرون كل اشتباك، بجانب لياقة بدنية عالية لا تهتز. وبالطبع وجود حلول متنوعة للتهديف بجمل أو بوسائل عديدة..
** إن طريقة اختيار المدربين فى الكرة المصرية يعيبها الكثير، إذ كيف نختار مدربا جديدا وكيف تختار اتحاداتنا المدربين وكيف نقيم عمل المدرب وخبراته وتأثيره..؟ هل نحدد له أهدافا واضحة؟ هل سيكون مطالبا ببناء فريق وكيف يعد هذا الفريق؟ هل سيكون مطالبا بتحقيق هدف قصير الأجل أم هدف يبدو مثل حلم بعيد المنال؟..