بقلم: حسن المستكاوي
** فوز مهم وصعب حققه الزمالك، الذى عاد إلى منصة البطولة الإفريقية بعد غياب دام 16 سنة، منذ أحرز كأس السوبر على حساب الوداد المغربى أيضا. لذلك الفرحة كانت كبيرة. خاصة أن الفوز جاء بعد جهاد خلال طريق طويل من المواجهات الصعبة، والمواقف الأصعب على مدى البطولة. إلا أن مباراة نهضة بركان شهدت نضالا وروحا قتالية من جانب لاعبى الزمالك، أمام فريق قوى، قدم عرضا مميزا شبيها بأسلوب أتليتكو مدريد الإسبانى، حين كان فى أحسن حالاته، حيث جمع نهضة بركان بين التنظيم الدفاعى، والبناء الهجومى السريع.
** فى المباريات الكبيرة تكون فرصة واحدة كافية، ويكون عدم استغلالها نقصا، كما حدث فى فرصة أوباما التى لاحت له فى الشوط الأول بعد تمريرة رائعة من أحداد. وقد كان تشكيل الفريق مفاجأة، بالدفع بعبدالغنى فى مركز الظهير الأيمن، بدلا من حازم إمام. ويرجع ذلك إلى رغبة جروس فى اللعب فى الدفاع بثلاثة مدافعين حين يمتلك الفريق الكرة، ببقاء عبدالغنى بجوار محمود علاء والونش، فيما يمنح عبدالله جمعة حرية الانطلاق إلى مركز الجناح.
** فوز الزمالك تحقق بصعوبة، وهو أمر منطقى لأنها مباراة نهائية، ولأن الفريق بدأها متأخرا بهدف أصاب مرماه فى مباراة الذهاب، بجانب أن أداء نهضة بركان أضاف قدرا آخر من الصعوبة. فالفريق المغربى أو «أتليتكو بركان»، مارس الضغط العالى أحيانا فى الشوط الأول، بثلاثى المقدمة، لابا كودجو وعشير، وأحمد الكاس، ومعهم ناجى فى الهجمات المضادة. ومارس بركان الضغط مع الرقابة فى ملعبه. ثم أقام المتاريس والتحصينات الدفاعية فى منطقة الجزاء، وهو الأمر الذى جعل هجوم الزمالك فى الشوط الأول محايدا، وجعل الكرات الطويلة لكهربا استغلالا لسرعته مسألة شبه مستحيلة.. وقابل ذلك فرصة لاحت لأوباما من تمريرة رائعة لحميد أحداد، ثم تسديدة وحيدة لإبراهيم حسن فى هذا الشوط، ثم تغيرت الأحوال قليلا حين سجل محمود علاء هدف المباراة الوحيد من ضربة جزاء.
** ركلات الجزاء ليست ضربات حظ، ولكنها لعبة أعصاب ومهارات وقدرات، وهى جزء من المباراة وتفوق فيها لاعبو الزمالك. خاصة أن فريق نهضة بركان كله أصابه التوتر بعدما سجل الزمالك هدفه الوحيد، انعكس هذا التوتر على أعصاب لاعبى الفريق المغربى عند التصدى لركلات الجزاء. فقد ظنوا أنهم حضروا إلى برج العرب للعودة بالكأس، وهو ما ظهر فى الضغط الهجومى الذى بذلوه بعد هدف الزمالك..!
**معلوم أن هناك بطولات كبرى انتهت بركلات الترجيح سواء فى المونديال أو فى كأس آسيا، أو كأس الأمم الإفريقية التى شهدت العديد من المباريات النهائية التى حسمت بركلات الترجيح، ومنها بطولات أحرزها المنتخب الوطنى.. لكن العجيب أن الحكم الإثيوبى انتبه إلى حق الزمالك فى ركلة جزاء خلال الشوط الثانى بعد أن لفت نظره طارق حامد نجم الفريق، بما بذله من جهد وتغطية دفاعية فردية فى مواجهة خط وسط نهضة بركان بأكمله.. !
** مبروك الفوز للزمالك وهو اللقب الإفريقى العاشر، وأول لقب للفريق فى كأس الكونفيدرالية، بجانب لقبين فى بطولة الكأس الأفروآسيوية. وهو أيضا يمثل إضافة إلى رصيد البطولات التى حققتها الأندية المصرية (33 لقبا) مقابل 21 لأندية تونس و17 لقبا لأندية المغرب. وهذا يعكس قيمة كل بطولة يحققها فريق مصرى، لأنها تدخل رصيد اللعبة والصناعة وتاريخها القارى.. مبروك للزمالك ولجماهيره وللكرة المصرية.