بقلم: حسن المستكاوي
** اليوم يواجه ليفربول منافسه إيفرتون فى ديربى الميرسيسايد، وبعد أن ظلت مراكز الاشتراكات الخاصة بالقنوات التى تبث الدوريات الأوروبية خاوية لاتجد من يزورها منذ مارس الماضى، شهدت تلك المراكز زحاما كبيرا بسبب الدورى الإنجليزى تحديدا، وخاصة ليفربول ومحمد صلاح نجم الكرة المصرية والعربية. ومعلوم أن ليفربول يحتاج إلى فوزين من مبارياته الباقية لكى يتوج بطلا للبريميرليج لأول مرة منذ عام 1990.. وكان واردا أن يحتاج ليفربول إلى فوز واحد على إيفرتون فى حالة تعثر مانشستر سيتى حامل اللقب أمام أرسنال، إلا أن السيتى حقق فوزا كبيرا ومستحقا، ليصبح الفارق بينه وبين لفيربول 22 نقطة.. لكن المهم أننا سوف نتابع مباراة اليوم المهمة بين ليفربول وإيفرتون، كما سنتابع محمد صلاح، وكيف يعود بعد ثلاثة أشهر من الغياب..
** ديربى الميرسيسايد هو أقدم الديربيات الحالية فى البريميرليج، وبدأ عام 1962 وترجع جذور المنافسة بين الفريقين إلى خلاف بين مسئولى إيفرتون فى ذلك الوقت مع جون هولدنيج مالك ملعب أنفيلد، والذى قام برفع سعر الإيجار على نادى إيفرتون، فاضطر الفريق إلى مغادرة الملعب، والانتقال إلى جوديسون بارك ملعبه الحالى. أراد جون هولدنيج مالك ملعب أنفيلد الانتقام من نادى إيفرتون وقرر بعدها تأسيس نادى ليفربول لكرة القدم. فعلى عكس باقى الدربيات الشهيرة، فهو لم يصنع أى حساسية لأسباب سياسية أو اجتماعية أو طبقية، أو دينية، أو جغرافية أو حتى لمستوى القوة المتقارب كما هو حال ديربى الأهلى والزمالك فى البدايات الأولى. ولكنه ديربى صنعه إيجار ملعب أنفيلد..!
** الطريف أن هذا الديربى كان يلقب بالديربى الودى، نظرا لطبيعة العلاقة بين جماهير الفريقين وهما يمثلان مقاطعة واحدة. لكن منذ منتصف الثمانينيات زادت حدة المنافسة وبدأ الديربى يأخذ شكلا مختلفا من الحماس والندية، والعصبية أيضا بما يشهده من حالات إنذار وطرد!
** من ديربى ليفربول وإيفرتون إلى مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام. وكنت أتابع ماركوس راشفورد مهاجم فريق مانشستر والمنتخب الإنجليزى، وكنت أتابع البرتغالى جوزيه مورينيو أثناء المباراة.. ومتابعتى لمورينيو تحديدا لأنه صاحب تصريحات وانفعالات مثيرة للجدل. وأستمتع بمراقبته دائما. وكلاهما راشفورد ومورينيو كانا محل اهتمام الكاميرات لكن لأسباب مختلفة. فمنذ نجاح ماركوس راشفورد فى دفع الحكومة البريطانية للتراجع عن قرار إلغاء قسائم الطعام المجانية للعائلات غير القادرة خلال فترة عطلات المدارس، وهو من أبطال المجتمع الإنجليزى. حيث جمع أكثر من 25 مليون دولار خلال أسابيع، وكتب خطابا للبرلمان البريطانى طالبه بإلغاء قرار عدم توزيع الوجبات المجانية على طلاب المدارس خلال الصيف.
** كانت الحكومة البريطانية رفضت فى البداية تغيير خطتها بشأن توزيع الوجبات المجانية، ثم تراجعت بعد حملة راشفورد التى حظيت باهتمام إعلامى، ومجتمعى، وبات بطلا بالجهد الذى بذله فى جمع التبرعات من أجل الأطفال الذين يحتاجون لتلك الوجبات المجانية. كما أن رئيس الوزراء بوريس جونسون رحب بمساهمة راشفورد فيما يتعلق بمساعدة الفقراء. بينما قال النجم البريطانى إن التكاتف الاجتماعى يعكس طبيعة المجتمع البريطانى، وأن تلك هى إنجلترا 2020..
** العمل الخيرى والدور الاجتماعى لنجوم الرياضة والفن والأدب والعلوم يبدو ملموسا دائما فى المجتمعات الغربية، فقبل أيام كان مايكل جوردان يتبرع بمائة مليون دولار للفقراء السود فى أمريكا والأمر نفسه من مساهمات ومساندة من جانب نجوم كرة السلة الأمريكية بعد حادث مقتل جورج فلويد بيد ضابط شرطة أثناء إلقاء القبض على هذا المواطن الذى فجّرت وفاته حركة عالمية كبيرة مناهضة للعنصرية..