بقلم: حسن المستكاوي
** انتهى الجدل والحوار حول اسم المدير الفنى للمنتخب الأول، بإعلان تعيين حسام البدرى فى المنصب. وهو ما يعنى المساندة والتشجيع للفريق وله أمل فى تحسين صورة المنتخب التى تعرضت للاهتزاز فى الفترات الأخيرة.. وأمام حسام البدرى أربعة تحديات عليه أن يخوضها.
** 1ــ وضع تصور لخطة متوازية يستعد فيها الفريق لتصفيات كأس العالم والأمم الإفريقية. مع ملاحظة أن هناك فارقا كبيرا بين الاستعداد لمباراة أو بطولة تدق الأبواب، وبين بطولات بعيدة قادمة فى الطريق بعد سنوات.. فمن مشاكل كرة القدم فى مصر أننا لا نبدأ الاحتكاك بفرق ومنتخبات سوى قبيل خوض بطولة أو مباراة مباشرة كأننا فوجئنا بالحدث كأنه حادث.. بينما كل منتخبات العالم ترسم خطط احتكاك قد تمتد لعامين وفقا لأجندة الفيفا الدولية.
** 2ــ مراجعة مباريات مصر فى بطولات الأمم الإفريقية الخمس الأخيرة، فكيف فزنا بثلاث بطولات متتالية وما هى أسباب تلك المعجزة، وما هو مدى تأثير غياب الضغوط فى بطولتى 2008 و2010. وكيف لعب كوبر بطولة 2017 وكيف لعب أجيرى بطولة 2019 مع بحث أسباب الخروج مبكرا من كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.. وهل يعانى اللاعب المصرى من ضعف الالتحام وغياب الحدة فى الضغط واستخلاص الكرة عند فقدها والعمل على سرعة استردادها؟
** 3ــ وضع معايير واضحة فى اختيارات لاعبى المنتخب ترتبط بمهارات كرة القدم الجديدة من سرعات فى الجرى وفى عمل القدمين (الفوت وورك) وخفة ورشاقة وقوة بدنية تساعد على الالتحام القوى وليس العنيف.
** 4 ــ تحديد ضربة البداية فى الإعداد والاحتكاك. فهل يلعب مع منتخب إفريقى يعيد من خلاله تقديم نفسه للاعبى المنتخب والخبراء والنقاد وللرأى العام أم يلعب مع منتخب عالمى كبير، مثل الأرجنتين أو البرازيل مما يعرض بدايته لضربة سوف يسأل عنها حتى لو لم يكن مسئولا عنها؟
** إن المدرب، أى مدرب، ليس ساحرا يخرج من القبعة انتصارات ومهارات وأداء ممتعا ويحرز بطولات. وإنما هو نتاج دراسة وخبرات وتجارب وعلم وشخصية، ولغة تخاطب مع لاعبيه ولغة تخاطب مع الرأى العام والإعلام، وكيف يختار كلماته ويزنها ويفكر فيها قبل أن يطلقها. المدرب هو شخصية قيادية يشع القوة والحب. ونجاح المدرب هو من إنتاج مجموعة عمل وعناصر وأجهزة كما المصنع.
** لقد كان زين الدين زيدان بطلا مدريديا قبل عام حين أحرز بطولة أوروبا ثلاث مرات متتالية، وعلى الرغم من ذلك فإنه بعد عودته لتدريب الفريق والخسارة أمام باريس سان جيرمان فى بطولة أوروبا تعرض لهجوم عنيف من جماهير الريال ومن الصحافة الإسبانية. وبدأت الأنباء تتحدث عن قرب إقالته ليحل محله شافى ألونسو مدرب فريق (ب) فى ريال سوسيداد أو مدرب مانشستر يونايتد الأسبق جوزيه مورينيو.. خاصة بعد أن وفرت إدارة ريال مدريد لزيدان 300 مليون إسترلينى لإتمام الصفقات التى اقترحها..
** بنزيمة أنقذ زيدان فى مباراة الريال الأخيرة التى انتهت بفوز الفريق على أبيلية بهدف سجله بنزيمة.. ولولا هذا الفوز لربما كان رئيس ريال مدريد قام بانقلابه على زيدان تحت تأثير الضغوط الجماهيرية والإعلامية.. هذا على الرغم من أن النادى المدريدى العملاق لم يهزم حتى الآن فى الليجا فى أى مباراة.. وهو فى النهاية مجرد مثال على نجاح مدرب وعدم نجاح مدرب فى دائرة كرة القدم..!
** أتمنى النجاح لحسام البدرى. وأتمنى أن يتسع صدره للنقد.. وأن يكون فى النهاية صاحب قرار ويتحمل مسئولية القرار.