بقلم: حسن المستكاوي
** تعاقد ليفربول مع المهاجم اليابانى تاكومى مينامينو لاعب ريد بول سالزبورج النمساوى فى انتقالات الشتاء. وهو قد يكون إحدى أوراق يورجين كلوب المستقبلية الهجومية المهمة. لكن من ضمن أهداف هذا التعاقد فتح نافذة للشعبية فى شرق آسيا وخاصة فى اليابان، ومنافسة مانشستر يونايتد هناك باعتباره صاحب الجماهيرية الأكبر بين اليابانيين بسبب دافيد بيكهام. وأثناء مونديال 2002 ازدهرت متاجر المليونير اليابانى هيروكى ميياجى، وحقق مبيعات هائلة لصور وقمصان دافيد بيكهام والتى بيعت باسم «ديديدو بيكامو» أى دافيد بيكهام كما باع شعارات وهدايا تحمل علامة مانشستر يونايتد، وهذه الشعبية للاعب ولفريق إنجليزى فى أقصى الشرق البعيد سببها التليفزيون. وتلك مسألة تشرح فلسفة الأندية الكبرى فى العالم منذ مطلع الألفية الثالثة. وهى البحث عن جمهور للفريق فى أنحاء الكوكب، وخارج حدود الدولة وخارج حدود الإقليم وخارج حدود القارة.
** تعليقا على صفقات الشتاء قال يورجين كلوب إنه يجد صعوبات فى تعزيز قوة فريق ليفربول، وأنه يفضل دائما أن يجرى صفقات تزيد من قوة الأداء، حتى حين يكون فريقه هو الأفضل فى البريميير ليج حاليا، علما بأن ليفربول يعد الفريق الأقوى عالميا الآن. وهذه فلسفة أخرى تكشف أهمية الصفقات الجديدة بينما الفريق على القمة، فليست بالضرورة أن تكون هناك صفقات لمعالجة فشل أو إخفاق. كما ليس منطقيا أبدا مايجرى فى ملاعب الكرة المصرية وما جرى فيها من عقد صفقات عجيبة تصل إلى مستوى التعاقد مع فريق كامل جديد والاستغناء عن فريق كامل قديم وبين الموقفين وبين القرارين سنة واحدة..!
** لكن فى صفقات الأندية المصرية أشياء عجيبة أخرى، منها التعاقد مع لاعبين أفارقة وعرب، ثم وضعهم على دكة الاحتياطى. فكيف ولماذا تستوردون لاعبين لا يلعبون، ويفترض أنهم أصحاب مهارات مميزة غير متوافرة فى المنتج المحلى.. ما تفسيركم لهذه الفوضى؟ ومن يحاسب ويجب أن يحاسب تلك الأندية؟
** الأمر يسير على صفقات محلية أيضا. وهناك أسباب مفهومة تحول دون مشاركة لاعب جديد مع فريقه على الرغم من الأموال التى دفعت فيه بينما نجده متألقا مع فريق جديد، وهو ما حدث مثلا مع صلاح محسن بإعارته إلى سموحة، وقبل ذلك ما حدث مع مصطفى محمد لاعب الزمالك ونجمه الحالى بإعارته أيضا ليعود وثاثقا وقويا ومؤثرا. وهناك تكون مسئولية اللاعب الذى لم يتحمل فى البداية ضغوط قوة وشعبية وتاريخ الأهلى والزمالك. بجانب مسئولية المدرب الذى يمنح اللاعب فرصة لعب لمدة ربع الساعة ويعتبرها فرصة، وهى ليست كذلك على الإطلاق.
** المفهوم أن تكون التعاقدات مدروسة، وأن تتم وفقا للاحتياجات الفنية للفريق وبعيدا عن سباقات تفرضها مواقع التواصل الاجتماعى، أو رغبات إداراة فى استعراض عضلاتها أمام جماهيرها على حساب المال العام أو مال الأعضاء فى النهاية. حتى لو كانت كرة القد تحظى بأموال رعاية ضخمة. فوفرة المال والإمكانات لا تعنى سوء التصرف فى هذا المال.
** آخر الملاحظات: توقفوا عن استخدام تعبيرات قديمة بالية مثل الانسجام. والانتظار حتى ينسجم اللاعب الجديد مع الفريق، فالعالم من حولنا يبرم صفقات وتلعب وتشارك فى مباريات فريقها الجديد فى اليوم التالى. فلم يعد الأمر تعليم اللاعب ألف باء كرة القدم.. وتوقفوا عن شراء لاعبين عبر سيديهات تسجل أفضل لحظات عمره فى الملعب وهى لحظات نادرة ومشغولة بالمونتاج.. ما هذا الذكاء؟
** قالها الفنان عادل إمام قديما: بلد شهادات. وقد أصبح الواقع فى عالم الكرة المصرية أنها عالم صفقات!