بقلم : حسن المستكاوي
** لم يكن الزميل الصحفى هانى دانيال «خائنا» ولم يكن عديم الوطنية عندما أعطى المركز الأول للسنغالى ساديو مانى، ثم البرتغالى كريستيانو رونالدو ثم محمد صلاح فى المركز الثالث، علما بأن هانى دانيال سبق أن أعطى صلاح المركز الأول فى استفتاء سابق، وأختلف فى رأيى مع هانى دانيال، لكنه اتخذ قراره بناء على معايير فنية هو ملزم بتوضيحها، والمهم أن يكون سنده هو المهنية وضميره المهنى، فما زال البعض للأسف يرى صراخ المعلق على لاعبى منتخب بلده تعبيرا عن الوطنية، مع أنه أمر بعيد تماما عن المهنية..!
** كنت قرأت أن الصحفى هانى دانيال الذى عمل فى مصر فى عدة صحف ومواقع صحفية، مثل البوابة نيوز، والأهرام إبدو، وعمل صحفيا مستقلا، كنت قرأت أنه طلب حوارا من صلاح فرفض، وخشيت أن يكون قراره هذا فى التصويت يرجع إلى رفض صلاح، وأكد هانى دانيال أنه لم يطلب حوارا مع محمد صلاح، وفى أحيان حين تسقط المهنية، يمكن أن يطلب صحفى حوارا مع فنان أو مع وزير، ويعتذر كلاهما وتكون النتيجة تشويها لفيلم الفنان، ونقدا لأداء الوزير.
** أرى محمد صلاح بطلا، وقد حقق ما لم يحققه أى لاعب مصرى أو عربى من قبل. وأحب صلاح لأنه مواطن مصرى وطنى ورمز من الرموز المصرية، وحين غضب بسبب اتحاد الكرة أسرع بوضع صورة مع العلم وكتب أنه سيظل وفيا ومحبا لبلده مهما حاولوا.. ويمارس محمد صلاح الحب لبلده بوسائل متعددة وليس بمجرد تغريدة و40 كلمة.. وحين لم يكن صلاح موفقا فى مؤتمر صحفى وأدلى بتصريحات لم يستوعبها البعض أخذت موقفا معه لأننى وجدته يتحدث بلغة ثقافة يعيشها ويمتزج بها، وتعلم قواعد الاحتراف، وهى القواعد التى تلغى العواطف وترفع صوت الكفاءة والجدية والعلم والمهارة والحقوق.
** قبل التصويت الأخير على جوائز الفيفا طلب هانى دانيال من منظمى الجائزة الانسحاب من التصويت فى المستقبل لإفساح المجال أمام دماء جديدة بعد أن شارك فى التصويت أربع مرات.. وكان ذلك قبل أن تقوم تلك الضجة التى أساءت إليه أيما إساءة، والغريب أن تلك الإساءات كانت من جانب هؤلاء الذين يرون الاحتراف المهنى فى العالم الأوروبى شيئا جميلا وحين يمارس إنسان هنا حريته فى ممارسة مهنته بوجهة نظر احترافية يتعرض للنقد، بل للسباب واتهامه بالخيانة.
** أرى ليونيل ميسى أفضل لاعب كرة القدم فى العصر الحالى، بقدر إبداعه، ومهاراته، وأهدافه، وأرقامه، وهو من اللاعبين القلائل الذين لا يمكن إيقافهم أو تحييد مهاراتهم إذا خضع للرقابة وللحراسة، ومن أهم أسباب تفوق ميسى ولمعانه أنه يلعب وسط فريق من المواهب.. وعلى الرغم من ذلك فإننى انتقدت فوز ميسى بجائزة أحسن لاعب فى بطولة كاس العالم 2014 بالبرازيل، فهو لم يفعل شيئا لنفسه ولم يفعل شيئا لمنتخب بلاده، وأذكر أننى كتبت هنا ضمن تعبيرى عن رفضى لفوز ميسى بتلك الجائزة أنه وقف لتسلمها ورأسه تنحنى نحو الأرض، كمن يشعر بالخجل، وهو كان مثل تلميذ يقف أمام أستاذة واتسخت ملابسه وهو يلعب فى الرمل..!
** ينافس ميسى على مدى 15 سنة البرتغالى كريستيانو رونالدو.. وكلاهما أسطورة، لكن ميسى شهد إجماعا لا مثيل منه من نجوم ومن خبراء وزملاء له، مثل جارى لينيكر وفابيو كابيللو وتياجو سيلفا، وإنييستا، وجريزمان، وصامويل إيتو، وبول بوجبا، وأيضا نجم التنس السويسرى روجيه فيدرر فكل هؤلاء أجمعوا على أنه أسطورة كرة القدم الآن، وأنه أحسن لاعب فى تاريخ اللعبة.. فهل كل هؤلاء توجهوا إلى الشخص الخطأ واختاروا الشخص الخطأ..؟