بقلم: حسن المستكاوي
** خسائرالإقتصاد العالمى تفوق التصور، والتأثير لم يأت بعد مثل الأسوأ الذى لم يأت بعد. وأقول ذلك بناء على قراءات لمقالات لعلماء وخبراء وأطباء، وبناء على أبحاث كبرى الجامعات، حتى أن أحد تلك الأبحاث يشير إلى أن كورونا قد يسفر عن ملايين الضحايا.. وأمام تلك الكارثة الإنسانية التى يعيشها البشر فى كل دول العالم تتضاءل قيمة كل الأنشطة الإقتصادية والاجتماعية بجانب هذا الخطر الذى يهدد البشرية.
** خسائر الدوريات الأوروبية والبطولات العالمية مذهلة، وعلى سبيل المثال هناك 14 شركة عالمية ترعى دورة الألعاب الأوليمبية، منيت بخسائر فادحة، ومن هؤلاء الرعاة شركاء البث الرئيسيون، مثل شبكة «إن بى سى»، والذين أنفقوا أكثر من 12 مليار دولار للحقوق بين عامى 2014 و2032 وذكروا أخيرا أنهم باعوا 90 فى المائة، حسب وكالة الأنباء الألمانية، من مساحاتهم الإعلانية لأولمبياد 2020 مقابل 25ر1 مليار دولار. وهو ما وصفته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية بأنها «صفعة كبيرة» و«لطمة مالية مؤثرة».. لكن ايهما أهم الصحة وحياة الإنسان أم الاقتصاد والشركات؟
** لقد أصابت دول أوروبا ولاسيما إيطاليا وفرنسا وإسبانيا كوارث صحية حسب تصريحات سياسيين ومسئولين وأطباء نتيجة الاستهتار بالفيروس، وإقامة أنشطة على الرغم من المخاطر. ونتج عن عدم احترام هذا الخطر آلاف الضحايا. ويظل الأمل الوحيد للإنسان هو محاصرة المرض بالعزلة وبالبقاء فى المنازل لأطول فترة ممكنة. حتى أن بيل جيتس طالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض حظر كامل على الولايات المتحدة بأسرها لفترة، تحسبا لوصول إصابات الفيروس إلى الذروة فى نهاية إبريل المقبل. وهو نداء متكرر فى كل دول العالم بما فيها مصر. حيث يعد خطر المرض أكبر من خطر خسائر الاقتصاد..
** يلقى الأطباء فى العالم كل التقدير من الشعوب. وقد صفقوا لهم فى إيطاليا وإسبانيا ولبنان. وقدم نادى ليفربول رسالة شكر إلى الأطباء تحدث فيها يورجين كلوب ونجوم الفريق صلاح ومانى وفيرمينيو وقال المدير الفنى الألمانى للأطباء: «ما تقدمونه هو عمل مذهل، وأنا بالنيابة عن كل من فى نادى ليفربول، أود أن أقول لكم شكرا».
** إننا فى مصر بالطبع نتوجه بالشكر للاطباء الذين يقفون فى الخط الأول للدفاع عن الإنسانية. ليس دفاعا عن حدود دولة أو دفاعا عن ثروة. وإنما دفاعا عن حياة البشر. وهم يؤدون واجبهم بشجاعة. ونقول لهم شكرا من القلب ونسأل الله أن يحفظكم جميعا ويحفظ مصر والبشرية جمعاء..
** العالم يعيش حالة إنسانية غير مسبوقة.. حالة خوف واكتئاب. المدن الخالية الصامتة، كسرت الابتسامة فى القلب. الشعوب كلها تحارب العدو الغريب الجديد. العالم كله متحد . وقد تكاتف بفعل الخطر والخوف. وفى لمسة إنسانية أضاء ملعب ويمبلى محيطه بألوان علم إيطاليا تعاطفا مع الشعب الإيطالى، وذلك فى مناسبة مباراة تجرييبة كانت مقررة بين منتخبى البلدين..
** من فضلكم جميعا احترموا الخطر.. خافوه. . لأن ثمن الاستهتار به هو الحياة.. ليحفظ الله مصر وأهلها ويحفظ الإنسان فى كل مكان..