توقيت القاهرة المحلي 07:31:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفوضى.. أنتجت 3 هزائم فى روسيا!

  مصر اليوم -

الفوضى أنتجت 3 هزائم فى روسيا

بقلم : حسن المستكاوي

• أسوأ إصلاح هو المدفوع بهزيمة.. 

ونحن فى نفس النشيد الصاخب والغاضب من 40 سنة!

• اتحاد الكرة لم يلعب ولم يكن المدرب.. وتلك أسباب الهجوم عليه!

** لن أتحدث فنيا عن أداء المنتخب فقد تحدثت قبل كأس الأمم الإفريقية، وبعد الأمم الإفريقية، وأثناء تصفيات المونديال، وقبل المونديال مباشرة، وتوقفت لأن وقت النقد كان فات ومضى. ولم تعد هناك فائدة واحدة من النقد.. وفى النهاية هذا منتخب مصر. منتخب الوطن. وهو فرحتنا وعشقنا مثل الوطن. وما تحدثت به تحدث به زملاء وجماهير وشباب متصل بالعالم ويرى ويعرف ويحكم على ما يراه. 

** الحديث الآن سيكون عن هذا الغضب الشديد وهذا الصخب وهذا الهجوم الذى أطلقته جميع منصات الإعلام الذى يعود إلى الصفر الكبير، وإلى الأداء الهزيل لاسيما فى الشوط الثانى من مباراة منتخب السعودية الذى تفوق تماما فى هذا الشوط. فقد بدا واضحا أن نصف منتخب مصر «مالوش نفس يلعب» والنصف الآخر «مش قادر يلعب».. ولا أعرف ماذا جرى كى يصاب منتخب مصر بهذه البلادة فى هذا الشوط؟ لقد ذهب كوبر وكان يجب أن يذهب. لكن غيره أيضا يجب أن يذهب، من واقع المسئولية 

والشعور بالمسئولية الأدبية.. وعلى اتحاد كرة القدم أن يسأل نفسه لماذا هذا السخط العام ضده تحديدا مع أنه ليس الفريق الذى لعب ولا المدرب الذى قاد الفريق؟ 

** إليكم الإجابة وسيكون ذلك مجرد إشارات لأن الموضوع طويل:
** أولا: إصدار بيان غير دقيق بشأن اختيار جروزنى. . وكنت أتمنى الاعتراف بالخطأ، بدلا من إلقاء المسئولية على كوبر، وأنه اختار جروزنى لأسباب فنية. ثم تعلل بالفيفا وفرضه هذا الموقع. وهو غير صحيح. والنتيجة أن ما حذرت منه قبل انطلاق البطولة بفترة وقع، فقطع منتخب مصر آلاف الأميال ولم يلعب مباراة واحدة فى جروزنى. بينما قال يواكيم لوف بالنص: «فى بطولة القارات اخترنا سوتشى، وهو مكان جميل ورائع. لكننا فضلنا هذه المرة أن نقيم فى موسكو بعيدا عن ملعب التدريب بخمس دقائق، وعن ملعب المباراة بنصف ساعة». بينما اختار الإنجليز مكانا منعزلا وفندقا منعزلا لا يقيم به سوى المنتخب. 

** ثانيا: غياب الوعى والرؤية السياسية فى اختيار موقع إقامة المنتخب.. وهناك بالفعل مقالات وانتقادات فى صحف إنجليزية وأوروبية عن محمد صلاح، وصوره مع رئيس الشيشان. واحترامنا له كبير. لكن قبل فترة شهدت ألمانيا إنتقادات بالغة وعنيفة للاعبين التقطت لهما صور تذكارية مع الرئيس التركى أردوغان لأنه ديكتاتور وغير ديمقراطى ويرفع شعار الحريات ولا يطبقه.. ألم تفكروا فى السياسة ألا تعلمون؟ ألا يوجد فى الاتحاد من يتعامل مع تلك الأمور بخبرة ورؤية خاصة أن الأمر يتعلق بمنتخب مصر؟! 
** ثالثا: قامت الدنيا قبل السفر بعد إعلان التحقيق مع عضو الاتحاد، ثم تهديده بكشف المستور فى حالة التحقيق أو بعد العودة من روسيا، ثم يفاجأ الناس بوجوده فى البعثة، وكأن شيئا لم يكن. هذا كله من أسباب الغضب. وهناك أكثر منه. مثل قصة التذاكر والمقاعد المخصصة للمصريين وكانت خالية فى مباراة روسيا، وهو ما أثار حفيظة الفيفا. 

** رابعا: قلت هنا بوضوح إن سفر الفنانين لا علاقة له بالهزيمة من روسيا. فتلك قدرات وفروق فنية. لكن تحويل معسكر وفندق المنتخب إلى مولد وفوضى، يسأل عنه الاتحاد، ويسأل عنه المدرب والجهاز الفنى ومدير المنتخب. فالحكاية ليست رحلة أو فسحة فى روسيا. والحكاية أيضا ليست مجرد مناصب بلا عمل. والعمل ليس مجرد تصريحات ومقابلات تلفزيونية. 

** خامسا: مجموعة من أعضاء الاتحاد هم من الإعلاميين المميزين جدا، ومن أبرز المحللين. سواء سيف زاهر أو حازم إمام أو مجدى عبدالغنى. أو غيرهم. لكن العمل الإعلامى مع مناصبكم فى اتحاد الكرة تضارب مصالح. وعلى الرغم من إخلاصكم أو كفاءتكم. كان الأجدر بكم قطع الشك باليقين والاعتذار عن الاستمرار فى الاتحاد أو الاعتذار عن العمل الإعلامى. خاصة أنكم كاتحاد منعتم عمل المدربين بالتحليل والعمل فى الإعلام وسمحتم لأنفسكم بما حرمتوه!

** سادسا: هوجة الإعلانات.. واشتراك مدرب المنتخب فى الإعلانات، وحتى لو كان خفيف الظل. لكننى لم أعرف مدربا لمنتخب يقضى وقتا طويلا أمام الشاشات يصور برامج وإعلانات. ولم أعرف مدربا لمنتخب يسمح باستخدام شخصيته فى برنامج كوميدى ساخر، أو ربما يبيع شخصيته لهذا البرنامج. ثم يتغاضى الاتحاد عن هذا كله دون حساب للمدرب أو تنبيهه مقدما بعدم الدخول فى تلك الدائرة. 

** سابعا: وجهنا انتقادات لطريقة وفلسفة كوبر الدفاعية. كان ذلك قبل المونديال بأشهر. وعلى الرغم من فرحتنا العامرة، وأنا منهم، بالوصول للمونديال، كنت أكرر المهم والأهم ماذا نفعل فى المونديال؟ وأنتم كاتحاد اعتبرتم مجرد الوصول إنجاز. وهو نعم إنجاز لكن ماذا بعده؟ وكيف يكون الاستعداد؟ وما هو الاستعداد أصلا؟ وهل وضع كوبر برنامجا حقيقيا لتجربة لاعبين؟ وهل ناقشته لجنة فنية بالاتحاد؟ هل هناك لجنة فنية فى الاتحاد؟ 

** ثامنا: اكتمال الدورى والمسابقات المحلية بسلام نجاح طبعا. لكن هناك تفاصيل صغيرة لا يجوز أن تمر. مثل سماعات الحكام. ومثل الرذاذ المتلاشى. الذى يشتريه بعض الحكام على نفقتهم. ولا ولن أتحدث عن التصوير والإخراج والجمهور ودخول وخروج الجمهور بسلاسة والبث الفضائى وبيع الحقوق، وبدعة بيع كواليس المنتخب واقتحام غرف اللاعبين، ولن أتحدث عن جودة الملاعب، وتعدد الملاعب. ولن أتحدث عن التذاكر وبيع التذاكر وكيف أن المشجع المصرى هو الوحيد فى المجرة الشمسية الذى يعانى من أجل الحصول على تذكرة مباراة مهمة.. يا ناس هذا كله وغيره الكثير من صميم عمل الاتحاد..! 

** للأسف نحن الآن نعيش مرحلة النشيد الصاخب. وهذا النشيد الصاخب الذى يعزفه الجميع، هو تكرار ممل لحالات سابقة عشتها وعاشها زملاء طوال 40 عاما. ومن أسف أنه عندما يقع حادث قطار، نقرر إصلاح السكة الحديد، ثم ننسى. وعندما تغرق سفينة فى النيل، نقرر مراجعة كل السفن التى تبحر فى النيل. وكتبت وقلت عشرات المرات إن أسوأ إصلاح هو المدفوع بهزيمة، وأفضل إصلاح يكون فى أوقات الانتصار، لأنه فى تلك الحالة يكون تطويرا وتقدما. 

** نحن منذ سنوات أيضا نعانى من تيار جارف تختلط فيه الأشياء. تختلط فيه الحماقة بالحكمة. وتختلط فيه الحقيقة بالشائعة. وتختلط فيه القيمة بالفضيحة. والسمعة الحسنة بتشويه السمعة، إننا فى حالة خاصة، فى حالة فوضى غير خلاقة، لم تصنع شيئا فى مجال كرة القدم. ففى الوقت الراهن تيار صاخب يزحف، ولا ينصت، ولا يصدق، ولا يلتقط أنفاسه، وهو تيار يتاجر بهدف وانتصار فريق، ويزايد بخسارة نفس الفريق. وأذكركم بقصة تقدم منتخب مصر فى يوم من الأيام إلى المركز التاسع، ويومها خرجت تصريحات وكلمات مذهلة أطلقها أصحاب التيار الجارف الذى تحتشد فيه مراكب ومواكب النفاق وكانت تلك التصريحات من نوع: «أن منتخب مصر هو تاسع فريق فى العالم من ناحية القوة، وأنه أفضل من بلجيكا وفرنسا وغيرهما.. » ثم التصريح القنبلة الذى يعكس مستوى التنبلة: «أنصفنا الله سبحانه وتعالى بهذا التصنيف لأننا لم نصل إلى كأس العالم». 

وكان معنى ذلك فيما بعد بسنوات أن الله سبحانه وتعالى غير راضٍ عنا لأن تصنيفنا تراجع إلى مركز متأخر فى التصنيف.. ما هذا؟ 

** هذا تهريج يمارسه مهرجون، وهذه لعبتهم بأسباب الجهل، وممارسة الدجل الفكرى والرياضى فالتصنيف لا يعنى المستوى الفنى بالدرجة الأولى ولكنه نتاج علاقات حسابية خاصة وفائدته الوحيدة يكون فى توزيع المنتخبات على مستويات. وهذا تهريج، لأنه يغيب عقول الناس ويلغيها، ويضحك عليها، ويضحك على النفس.. إن مبارياتنا فيها فتن. وهتافات بعض الجمهور فيها تتحول إلى قذف وسب للاعبين ونرى فى مبارياتنا ضربا، وصراخا، واعتراضا قبل اللعب، وأثناء اللعب، وبعد اللعب.. ويخرج الفائز وهو يصيح: انتصرنا على المشككين. ويخرج المهزوم وهو يردد: حسبى الله ونعم الوكيل!

** آن الأوان لأن تتوقف تلك الفوضى غير الخلاقة.. آن الأوان لأن تنتصر الحكمة على الحماقة. والعلم على الجهل. والصدق على الكذب. والحقيقة على المجاملة!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفوضى أنتجت 3 هزائم فى روسيا الفوضى أنتجت 3 هزائم فى روسيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon