بقلم: حسن المستكاوي
** لا تترك الكاميرا شيئا دون تسجيل، ولا تترك عين الصحفى الفاحصة الدقيقة شيئا هى الأخرى دون تسجيل. هكذا فعلت الكاميرا التى نقلت مباراة ليفربول وإيفرتون، وهكذا نقلت عين الصحافة وهى تغطى أحداث المباراة. فقد سجلت الكاميرا لحظة انطلاق ساديو مانى جريا عند صفارة البداية قبل أن يجلس على ركبته معلنا التعاطف التقليدى مع حركة الإنسانية ضد العنصرية، وجرى بينما كان لاعبو الفريقين يلتفون حول دائرة المنتصف، وكلهم تزين ظهورهم جملة: حياة السود مهمة..
** المباراة كانت معركة فنية بين الفريقين. واقترب إيفرتون من التسجيل والفوز، وبدا خط هجوم ليفربول يعانى، حتى أن النقاد طالبوا يورجين كلوب بتعزيز صفوف الفريق بمهاجمين جدد على نفس مستوى صلاح وفيرمينيو ومانى، واعتبروا دعم الفريق سابقا بأوريجى واليابانى تاكيومى ليس على مستوى مهاجمى ليفربول الحاليين.. بينما رأى نقاد أن هناك علامات جيدة قدمها اليابانى تاكومى مينامينو وعن هذا التغيير الذى أجراه قال كلوب: «كانت الأمور صعبة على تاكومى فى البداية لكنه دخل بعدها فى أجواء المباراة... والتغيير بعد نهاية الشوط الأول كان فكرة من جانبى. ولا تتعلق بأداء اللاعب خلال الشوط الأول»..
** عدم مشاركة محمد صلاح أفقدت المباراة مذاقها وطعمها بالنسبة لنا، وهو جلس مع البدلاء لسابق معاناته من إصابة، فلم يغامر كلوب بالدفع به فى مباراة صعبة جدا، ولا توجد حاجة ملحة للفوز بنقاطها، إذ أن الفريق يتقدم بفارق 23 نقطة عن أقرب منافسيه، مانسشتر سيتى، ويحتاج 5 نقاط فقط من 8 مباريات باقية له للفوز باللقب الغائب منذ 30 عاما..
** الأداء الذى قدمه الفريق الأحمر لم يكن جيدا، لكن التعادل لا يعنى أن ليفربول سيعانى من أجل التتويج باللقب فهو ما زال قريبا منه إلى حد بعيد، وربما إلى درجة اليقين. وهو الأمر الذى لم يشغل بال يورجين كلوب المدرب والإنسان، الذى عبر عن قلقه إزاء حالات الوفاة الكثيرة التى أصابت إنجلترا وألمانيا. وهو قال نصا: «كان أكثر ما يقلق ليس فقدان ليفربول للقب فى متناول يده. لم أقلق ثانية واحدة على التتويج. كان قلقى الأساسى والأول ومازال على ضحايا فيروس كورونا.. وتحدث يورجين كلوب عن حكومة بوريس جونسون وكيف أنه لم ينتخبها، فى إشارة إلى حق المواطن على الحكومة التى يختارها ويصوت لها.. لكن الطريف حقا أن كلوب يرى نفسه مثل مخلوق فضائى غريب عن كوكب الأرض كلما ارتدى القناع الواقى. وأعتقد أن كلنا يورجين كلوب فى ذلك الشعور، لاسيما حين تنظر حولك فى الشارع وترى الناس كلها بتلك الكمامات..!
** عادت كرة القدم فى معظم دول لعالم. عادت على الرغم من الجائحة، لكن هل عادت وفيروس كورونا قوى هو الآخر؟
فى يوم مباراة ليفربول وإيفرتون، شهدت الكرة الأرضية أكبر معدل إصابة بالفيروس، ووصل العدد إلى 183 ألف حالة إصابة معظمها كان فى البرازيل والولايات المتحدة والهند؟ وفسرت منظمة الصحة العالمية تلك الزيادة فى الإصابات بأنها زيادة فى الفحوصات.. بينما أشارت أنباء أخرى إلى أن العالم يتعرض للموجة الثانية من الفيروس الخسيس الخفى الغامض.. وقد اقترب عدد الإصابات فى العالم إلى رقم العشرة ملايين، وسبق واشارت منظمة الصحة العالمية إلى احتمال إصابة إصابات مذهلة خلال فترة قادمة من الفيروس.. ولا ندرى ما هى الحقيقة بالضبط؟!
** قبل كرة القدم تأتى الحياة بالطبع وصحة الناس.. إلا أن الدول التى تنظم أوراقها الرياضية تدرس وتضع خطط واولويات.. فهل الأفضل أن نستأنف موسما متوقفا ومرتبكا ونغامر بموسم جديد مرتبك أيضا.. أم نستعد لموسم جديد آمن ومنتظم ومخطط له جيدا؟
** هذا هو النقاش الذى كنا نتمنى أن يدور فى مجتمع الكرة المصرية.. وأقول كنا نتمنى.. على أساس أن الأمنية كانت فى الماضى!