بقلم: حسن المستكاوي
** اجتمعت العائلة لمتابعة مباراة ليفربول وليستر سيتى التى بدت أنها الفاصلة والحاسمة فى سباق البريمييرليج، كنا أجيالا مختلفة، الأشقاء، والأبناء، والأحفاد.. تعالت الصيحات تشجيعا لليفربول. أو على وجه الدقة تشجيعا لمحمد صلاح.. فنحن خلفه كلما رحل إلى فريق، لكن هذه المرة هو اتجه إلى فريق بطل، يلعب كرة جميلة وجديدة وقوية، ويقوده مدرب فاز بحب الملايين لشخصيته وثقافته.. وفاز ليفربول بأربعة أهداف على ملعب ليستر سيتى، وتبادل اللاعبون التحية بعد المباراة، تبادلها المنتصر والمنكسر، وتبادل الاثنان التحية مع الجمهور.. ياله من مشهد كلما تكرر أمامنا تذكرنا حالنا ومشاهدنا فى ملاعبنا من اعتراضات وهياجات، واتهامات، وغضب وألم، حتى أصبحت كرتنا تمرينا على الحزن والضيق..!
** على أى حال. نحن نحب صلاح. هو بطلنا. وحين فاز بجائزة أحسن لاعب فى كأس العالم للأندية فرحنا، وفرحنا أكثر حين أمسك بعلم مصر ومضى حول الملعب فى جولة نصر. فعل ذلك صلاح بمشاعر تلقائية وطنية، وليس بسلوك سياسى على الإطلاق. وهناك فارق بين السياسة وبين الوطنية.
** كل هذا كى أطرح السؤال؟ من يفوز بجائزة أحسن لاعب إفريقى وليست جائزة أحسن لاعب فى إفريقيا كما يردد البعض؟
** محمد صلاح أم ساديو مانى أم رياض محرز؟
** يوم 7 يناير تستضيف سهل حشيش فى مدينة الغردقة الجميلة حفل جوائز «الكاف إل باتروس 2019» فى شراكة جديدة بين مجموعة الباتروس التى يملكها كامل أبو على رجل الأعمال وصناعة السياحة، وبين الاتحاد الإفريقى، وهى شراكة مفيدة لصناعة مهمة، تمثل رافدا مهما من روافد الاقتصاد المصرى، وعوائدها ثروة قومية ويجب أن تتضاعف عشرات المرات بما تملكه مصر من مقاصد سياحية متنوعة وفريدة.. ولكن لا يمكن اعتبار فوز صلاح واجبا لمجرد أن الغردقة تستضيف الحدث، وإن كنا جميعا نحلم بالجائزة لنجمنا للمرة الثالثة على التوالى لأنه ممثلنا وبطلنا فى أوروبا، وفى كرة القدم يكون النجوم أبطالا لجماهيرهم وينوبون عنهم فى البطولة.
** هل يفوز صلاح أم ساديو مانى أم رياض محرز.. وهذا ليس سؤالا مهما وإنما الأهم على أى أساس تم اختيار اللاعب الإفريقى الأفضل.. ما هى المعايير؟ هل هى البطولة أم المهارات والإبداعات؟
** بمعاييرالبطولة. فاز صلاح ومانى بدورى أبطال أوروبا. وفاز محرز بكأس الأمم الإفريقية وببطولة البريمييرليج، وكان للثنائى صلاح ومانى دورهما المؤثر جدا فى الفوز بكأس أوروبا وثانى البريمييرليج، بينما شارك محرز فى بعض مباريات البريمييرليج حتى أن جوارديولا اعتذر له علنا فى يوم من الأيام لعدم مشاركته المستمرة، لكن محرز كان له دوره المؤثر فى الفوز بكأس الأمم الإفريقية.
** البطولة يفوز بها فريق وليس لاعبا. فلماذا تستند الجوائز على عكاز البطولة لتمرير الاختيار الفردى؟ لا أجد إجابة عند أحد. إلا أن المعيار الذى أحب أن أستند عليه هو قدر مهارات اللاعب وإبداعه وتفرده. أحب أن تذهب الجائزة للاعب الذى أحب أن تذهب إليه الكرة لأستمتع بما سيفعله دون أن أتوقعه. وربما يضع الإبداع نجمنا طارق حامد بعيدا نسبيا فى جائزة أحسن لاعب محلى. مع أنه فاز بالكونفيدرالية مع الزمالك، بينما البلايلى وأنيس البدرى فازا مع الترجى بكأس أبطال الدورى وتميز البلايلى بكأس الأمم الإفريقية.
** الأمنية أن يتوج صلاح وطارق حامد بالمشاعر العاطفية. لكن من يختار تلك الجائزة ويشارك فيها بدوره وبصوته عليه أن يحكم ضميره المهنى والفنى بعيدا عن العواطف.. إلا أن ما يستحق النقاش حقا هو المعايير التى منح فيها جوائز للاعب فرد يلعب وسط فريق.. وهو ما يعنى أن المعيار يجب أن يكون المهارة والإبداع قبل البطولة.