بقلم: حسن المستكاوي
** «تلعب كل الأندية الألمانية كرة القدم كى يفوز بايرن ميونيخ فى النهاية ودائما بالبطولة»!.
** أكرر هنا الجملة نفسها التى صاغها النجم الإنجليزى جارى لينيكرفى عام 1990 عن منتخب ألمانيا وعن الكرة الألمانية مع تصرف فى الصياغة. بعد تتويج البايرن باللقب للمرة الثامنة على التوالى، ولأنه على قدر قوته فى البوندسليجا فإنه من أهم أسباب ضعف الدورى الألمانى مقارنة بالإنجليزى والإسبانى، فمبارياته خالية من الدراما والمفاجآت التى تشد أنظار المتفرجين. فعلى الرغم من أن هناك 6 أندية تتنافس على البريميرليج، فإن أصغر الفرق وأضعفها يمكن أن يهزم الأقوى والأكبر. وفى إسبانيا هناك دراما هى الأشهر بين ريال مدريد وبرشلونة، وهى كافية لانتزاع أنظار المتفرجين فى الكوكب، لدرجة أن يطلق على الديربى بينهما لقب كلاسيكو الأرض، أو كلاسيكو دى لوس كلاسيكوس ..
** لقد فاز بايرن ميونيخ باللقب رقم 30 فى تاريخ مشاركاته بالدورى الألمانى لكرة القدم متفوقا بفارق هائل عن أقرب منافسيه بوروسيا دورتموند (تسعة ألقاب)، يحتل بايرن ميونخ المرتبة الثالثة بين الأندية الأوروبية الأكثر حصدا للقب المحلى فى بطولات الدورى المحلية بالقارة ويأتى بايرن خلف يوفنتوس الذى حصد لقب الدورى الإيطالى 35 مرة وريال مدريد الذى توج بلقب الدورى الإسبانى 34 مرة بل إنه يأتى فى مرتبة أبعد إذا كانت المقارنة مع جميع بطولات الدورى المحلية فى أوروبا حيث حصد رينجرز على سبيل المثال لقب الدورى الاسكتلندى 54 مرة، حسبما يؤكد الاتحاد الأوروبى للعبة (يويفا).. ولكن كان رومينيجه واقعيا حين قال قبل سنوات إن البوندسليجا يأتى خلف البريميرليج بعشر سنوات..
** بايرن ميونيخ أغنى أندية البوندسليجا، وهناك 13 فريقا من بين 36 يعانون وكانوا معرضين للإفلاس خلال الأشهر الماضية. ولذلك شكل مجموعة من الجماهير رابطة تطالب بإعادة توزيع حقوق البث والأرباح لإنقاذ المسابقة التى تعد بالفعل أقل كثيرا من مستوى البريميرليج والليجا والمنتخب الألمانى قطعا..
** العقلية الألمانية تستحق الاحترام. فهذا الشعب الذى عانى من ويلات حربين عالميتين نهض، وأصبح قوة اقتصادية وكذلك قوة رياضية عظيمة.
وهذه العقلية سبقت محيطها الأوروبى.
** والمنتخب الألمانى كان وراء الجملة اللطيفة التى أطلقها جارى لينيكر عام 1990، وذلك عندما خسر المنتخب الإنجليزى أمام نظيره الألمانى فى الدور قبل النهائى فى بطولة كأس العالم حيث قال لينيكر: «كرة القدم لعبة بسيطة، 22 شخصا يطاردون الكرة لمدة 90 دقيقة وفى النهاية، دائما يفوز الألمان، وفى مونديال 2018 بروسيا كرر جارى لينيكر عبارته التاريخية عندما فازت ألمانيا على السويد 2/1.. وقال: «كرة القدم لعبة بسيطة، 22 رجلا يطاردون الكرة لمدة 82 دقيقة ويحصل لاعب من المنتخب الألمانى على البطاقة الحمراء ليصبح عدد من يطاردون الكرة 21 لاعبا لمدة 13 دقيقة وفى النهاية وبشكل ما يفوز المنتخب الألمانى»!
** كان المنتخب الألمانى متعادلا مع المنتخب السويدى 1/1 عندما حصل جيروم بواتينج على البطاقة الحمراء فى الدقيقة 82 بعد حصوله على إنذارين. وكانت المباراة الحاسمة فى طريقها للانتهاء بالتعادل حين سجل كروس هدفا من ركلة حرة فى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة..
** ألمانيا هى أفضل دولة فى صناعة كرة القدم على مستوى المنتخبات والأداء الجماعى والتدريب العلمى، والتخطيط، والناشئين، هى الأفضل من جميع الوجوه والمنتخب لا يضم ميسى أو كريستيانو رونالدو ولكنه يلعب فى المجمل كرة ممتعة، وهذا من أسرار قوة الفريق..
** أنتهى بسؤال: لمن تلعب الأندية كرة القدم؟!