بقلم : حسن المستكاوي
** على مسرح لا سكالا أحد أشهر دور الأوبرا فى العالم ووسط مدينة ميلانو الإيطالية توج الأرجنتينى ليونيل ميسى بجائزة الفيفا كأفضل لاعب عن عام 2019، للمرة السادسة. وقد مزج الفيفا بين كرة القدم وجوائزها وبين عروض الأوبرا التاريخية ومنها الأوبرا الكوميدية لجياتو دونيزيتى.. فهل جاء الاختيار دقيقا؟
** شارك فى التصويت صحفيون ومدربون وقائدو المنتخبات الوطنية و25% من الأصوات تركت للجماهير. وكانت المنافسة بين ميسى ورونالدو وفان دايك الذى اختير قبل أيام كأفضل لاعب فى أوروبا.
** قبل فترة قال جارى لينيكر عن ميسى: «أشعر أنه يجلس فى مكان علوى يشاهد المباراة التى يلعبها فيفعل ما لا يمكن توقعه». وقال فابيو كابيللو: «ميسى عبقرى يبتكر أشياء لا نراها. أما رونالدو فقد جعل من نفسه بطلا لكنه ليس عبقريا». وقبل سنوات قليلة قال لويس إنريكى عن ميسى: «إنه عبقرى. نحن نتحدث عن مصفوفة ماتريكس تمر فيها الأحداث والصور ببطء وحينها تستطيع أن تقوم بما ترغب به. وهذا ما يفعله ميسى. إنه يتمتع برؤية شاملة، ويراوغ هنا وهناك».
** بين قوسين أوضح: مصفوفة ماتريكس مسألة تتعلق بعلوم الرياضيات وقد حاولت أن أفهمها، ولم أقدر ربما لضعفى القديم فى الحساب وفى الجبر وفى التفاضل والتكامل. ولا رجاء من شرحها لى إطلاقا ولكن يبدو أنه شىء معقد يتقنه ميسى وحده فى الملعب..!
لكن ماذا عن ميسى ورونالدو..؟ هما مبدعان ومبتكران وماهران.. هما سلاح برشلونة الأول وسلاح يوفنتوس الأول والريال سابقا.. ميسى عقل وصانع لعب وهداف. ورونالدو مطرقة، تضرب فى أى لحظة. وميسى لم ينجح بنفس القدر مع الأرجنتين كما نجح مع برشلونة. الفارق هنا هو مجموعة الفريق الإسبانى وطريقة اللعب. والتنظيم مقابل الفوضى فى المنتخب الأرجنتينى.. ونجاحات رونالدو مع منتخب بلاده، لا تقارن بما حققه مع ريال مدريد من إنجازات، أو بما يمكن أن يحققه مع يوفنتوس. والفارق هنا أيضا هو الفريق والنجوم والزملاء، وطريقة اللعب، بل وطريقة لعب الفرق المنافسة فى الدورى الإسبانى أو الإيطالى.. لكن الإعلام بدوره يحاول أن يبيع الصراع الفردى منذ أيام بيع الرومان لمبارزات المجالدين المصارعين فى أرض الكوليزيوم، حيث كانت تنتهى المباراة بموت مصارع، وببقاء الفائز على قيد الحياة.. يا له من إعلام؟!
** قبل إعلان الفائز بجائزة الفيفا بأيام قال كريستيانو رونالدو إنه اللاعب الأفضل فى تاريخ كرة القدم، وأضاف فى حوار مع شبكة «أى تى فى» التليفزيونية البريطانية: «أنه يتحتم عليه أن يفوز بسبع أو ثمانى كرات ذهبية ليتفوق على ليونيل ميسى».
وقال رونالدو: «فزت بثلاث بطولات (دورى أمم أوروبا 2019 والدورى الإيطالى وكأس السوبر مع يوفنتوس). كنت بخير مثلما هو الحال دائما. طوال مسيرتى لم يكن هناك وقت لعبت فيه بشكل سيئ وهذا العام لم يكن مختلفا».
** لم يحضر رونالدو حفل توزيع الجوائز، وربما لإصابته، ولكنه كتب عبر «انستجرام» بعد دقائق من الإعلان عن فوز ميسى: «الصبر والمثابرة هما سمتان تميزان المحترف عن الهواة، كل ما هو كبير اليوم قد بدأ صغيرا، لا يمكنك أن تفعل كل شىء، ولكن يمكنك أن تفعل كل ما تستطيع لجعل أحلامك تتحقق، ضع فى اعتبارك أنه بعد الليل يأتى الفجر دائما».
** فى الجوائز هناك ما هو أهم من المنافسة بين ميسى ورونالدو وبين أنصار هذا وأنصار ذاك. وهناك ما هو من الألقاب الفنية التى وزعت على لاعبين ولاعبات ومدربين وحراس وفرق.. هناك جوائز تبدو كأنها لوقائع حدثت فى كوكب آخر يختلف تماما عن ملعبنا الذى نلعب فيه تلك اللعبة.. وهذا حديث آخر!