بقلم: حسن المستكاوي
** فى أجواء غير طبيعية عاد الأهلى من أم درمان متأهلا إلى دور الثمانية لبطولة دورى أبطال إفريقيا بعد تعادله مع الهلال السودانى. وكان المشهد مخجلا لكرة القدم عندما بدأ بعض الجمهور الشغب وإلقاء ما يصل إلى اليد داخل الملعب. ويمكن فهم الحماس ويمكن تبرير طموح جماهير الهلال، وهو حق مشروع، لكن لايمكن تمرير الغضب والشغب. ولايمكن أن ترى ذلك فى نهائى كأس العالم، إلا أن المشهد الذى تابعناه فى ملعب الجوهرة الزرقاء سبق أن تكرر فى لقاءات الإشقاء، وضارب فى الجذور. مع أن إنجلترا وألمانيا كانت بينهما حرب عالمية فى مرتين ولكنهما حين ينطلقان إلى مباراة، فإنهما يلعبان، ويحاولان، ويستمتعان، بينما نحن كعرب نسأل الله أن تنتهى مبارياتنا على خير..!
** فى الواقع كانت الروح الرياضية بين لاعبى الأهلى والهلال طيبة نوعا ما على الرغم من عنف أصحاب الأرض فى الالتحامات. لكن لماذا كل هذا الذى حدث؟
** من المؤكد أن الشيطان الأحمق والجاهل الذى لعب بكرة النار ونشر على صفحته فى تويتر تلك التهديدات البلهاء الحقيرة للأهلى ولاعبيه يجلس الآن سعيدا بما جرى، فقد كان هدفه هو إثارة الشغب والعنف وزراعة الغضب فى مدرجات جماهير الهلال. وكنت شاهدت بعضا من تلك الفيديوهات الحمقاء والقذرة التى بثها الشيطان قبل المباراة، وحرصا على عدم نشر الكراهية وإحساسا بالمسئولية الرياضية والوطنية والعربية حاولنا قدر المستطاع تذكير الجماهير بأنها مجرد مباراة بين فريقين يمثلان شعبا واحدا بالتاريخ والجغرافيا.. لعل وعسى..!
** فنيا كان الأهلى أفضل، وأكثر ثباتا فى مواجهة حماس لاعبى وجماهير الهلال. وقد لعب المباراة وهو يملك اختيار التعادل أو الفوز بينما كان اختيار الهلال صفرا، الفوز فقط ولاغير. وكما قيل إنه نظرا لإصابة أحمد فتحى أجرى فايلر تعديلا فى التشكيل. وكان الدفع بأيمن أشرف كظهير أيسر محسوبا من البداية لقدرته الدفاعية، فيما لم يبدأ بادجى اللقاء، وكذلك كهربا الذى أهدر فرصة ذهبية لإضافة هدف ثان.. وإجمالا كانت المباراة عامة كرا وفرا، وفاولات ترتكب. وتمريرات مرتبكة. وتسديدات طائشة. والغريب أنه بعض اللقاء خرجت إشادات بالأجواء وباللعب وبالنتيجة. وفى النهاية قالوا جميعا: الحمد لله..
** الأجانب غالبا لايجاملون، لذلك قال فايلر فى المؤتمر الصحفى عقب المباراة: «من الصعب الحديث عن كرة القدم بعد هذه المباراة، وجماهير نادى الهلال لم تحترم كرة القدم خلال اللقاء». وأضاف: «سعيد بالتأهل ومتأسف لما حدث خلالها، والمباريات يجب أن تلعب نظيفة».
** أعجبنى تعبير عدم احترام كرة القدم. وتأهل الأهلى فى النهاية ليكمل المشوار. وربما سيكون مبررا مستوى الأداء بشكل عام. بما يملكه االفريق من خبرات ومهارات. لكن قوة شخصية الفريق والمبادرة بالسيطرة وإمتلاك الكرة والهجوم هو الطريق الوحيد الذى يفتح باب اللقب الإفريقى. ودون تلك الشجاعة الفنية سيكون الأمر صعبا. وهو ما يسرى على الزمالك الذى تعادل سلبيا مع أول أغسطس فى مباراة كان يجب أن يلعبها بأعصاب هادئة وواثقة، وبأداء أفضل وأكثر شراسة، دون الارتكان إلى أنها مباراة « تحصيل حاصل» فعندما تلعب بلا ضغوط على الإطلاق عليك أن تقدم أفضل ما لديك، اختيارا واختبارا. خاصة أن كارتيرون لعب بفريق معظمه من البدلاء وكان من نجومه زيزو وأحمد عيد..
** الأهلى والزمالك فى دور الثمانية لدورى أبطال إفريقيا.. أمر عادى ولا يستحق الاحتفال. البطولة فقط بالنسبة للفريقين هو ما يستحق الاحتفال..!