بقلم: حسن المستكاوي
** قال دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة، الدولة العظمى والأولى فى العالم: «لو أسفر فيروس كورونا عن وفاة 100 ألف أمريكى فقط فسيكون ذلك نجاحا لا بأس به فى الحرب ضد الفيروس».. هل نحن أمام كوفيد 19، فيلم خيال علمى من إنتاج هوليوود؟!
** تصريح مرعب، يعكس حجم الخطر الذى يواجه أمريكا والعالم أجمع، الذى غابت عنه البهجة، وسيطر القلق والخوف، بسبب الحجر الصحى وحظر التجول، والشوارع الصامتة الخالية من الحياة والزحام. ولو راجعنا أنشطة سابقة مازالت فى الذاكرة مثل حفلات الموسيقى وصالات المسارح والسينما، ومباريات الكرة، والبطولات العالمية، فقد يشعر الإنسان بما لم يشعر به من قبل على الإطلاق، لأن الأوبئة السابقة التى هاجمت البشرية، ظلت مقصورة على مناطق ودول وليس العالم كله كما يحدث الأن من فيروس كورونا..
** على الرغم من هذا الحال الصعب، يبحث الإنسان عن ضوء شمعة أو لحظة بهجة. وكنت شاهدت شابين محمود ومحمود على قناة «صدى البلد» وهما من أبناء حى الهرم، وقد أخذا يعزفان على آلتى الكمان والساكسفون من بلكونة منزلهما لأهل الحى والجيران الذين يتجاوبون معهما بالاستماع والاستمتاع بالموسيقى ويصفقون لهما. وفى تلك اللحظة التى عزفا فيها قطعة من النشيد الوطنى، كادت الدمعة تهرب من العين.. لكنه أمر جميل من شباب يحاول أن يصنع قليلا من البهجة والأمل وسط حالة قلق واكتئاب من المجهول..
** بعض لاعبى كرة القدم فى العالم وبعض الرياضيين المتفائلون يطالبون باستئناف النشاط، للترويح عن الناس، مثل أندرياس ريتيج الذى قال فى مقال بمجلة «كيكر» الألمانية، إن إقامة المباريات بدون حضور جماهيرى عادة ما يثير استياء البعض، لكنه ربما يتحول الآن إلى حدث يتطلع إليه الناس ويتحدثون عنه فى ظل الأزمة الحالية فلاشك أن لعب مباريات الأشباح (مباريات بدون جماهير) يمكن أن يساهم فى الترفيه عن الناس.».. وفى الوقت نفسه وبسبب الخسائر الفادحة التى أصابت أندية وصناعات رياضية مختلفة، ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن هناك فكرة بإقامة ما تبقى من مباريات الدورى (92 مباراة) فى لندن ومنطقة ميدلاندز، بحيث تتجمع كل الأندية فى المدينتين خلال شهرى يونيو ويوليو.
وأضافت الصحيفة أن المقترح يقضى بجمع كل لاعبى الأندية فى فنادق قريبة من بعضها البعض ووضعهم فى حجر صحى صارم بحيث يكونون بعيدين عن عائلاتهم وأقاربهم ويلتزمون بنظام صحى شامل وذلك بناء على رغبة أبدتها أندية البريمير ليج لتعويض بعض الخسائر، على أن تقام المباريات بدون جمهور.
** هذا بينما كانت صحيفة «كوريير ديلو سبوت» الإيطالية كشفت، أن مباراة أتلانتا الإيطالى وضيفه فالنسيا الإسبانى فى ذهاب ضمن دورى أبطال أوروبا، هى السبب وراء تفشى فيروس كورونا فى إيطاليا نقلا عن الدكتور فابيانو دى ماركو، مدير أمراض الرئة فى مستشفى بابا جيوفانى فى إيطاليا الذى قال: «مباراة أتلانتا وفالنسيا فى سان سيرو كانت قنبلة بيولوجية، خصوصا أنها كانت بحضور أكثر من 40 ألف شخص من مدينة بيرجامو»..
** الفكرة عموما كما نشرت الإندبندنت حلم أندية إنجليزية، بشأن استكمال المسابقة، تقوم على عدم حضور الجمهور. لكن فى الوقت نفسه أصبحت بطولات مختلف الألعاب فى خبر كان، بسبب كورونا، ومنها رولان جاروس للتنس، والويمبلدون، حيث يجتمع منظمو البطولة الإنجليزية العريقة لإقرار إلغائها هذا العام بسبب الحرب العالمية الدائرة الأن بين البشرية وبين الفيروس الضئيل الخسيس الذى يدعى كورونا
** نحن نشاهد حاليا فيلم كوفيد 19 من نوعية أفلام الخيال العلمى.. بسيناريو غير مكتوب غير معروفة نهايته، وعامر بالدراما التى لم يتخيلها ولايتخيلها أى مؤلف!