توقيت القاهرة المحلي 07:08:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا يكون الغضب رذاذا متلاشيا!

  مصر اليوم -

حتى لا يكون الغضب رذاذا متلاشيا

بقلم : حسن المستكاوي

** أسوأ إصلاح هو المدفوع بهزيمة. وأسوأ نقد هو المدفوع بهدف شخصى أو مصبوغ بالتشفى وتسوية حسابات.. ولأنها رياضة، ولأنها كرة قدم، فإن الفوز والخسارة وجهان للعبة. وهناك أسباب فنية وراء نتائج المنتخب الهزيلة فى روسيا، ويسأل عنها المدرب كوبر وأعضاء الجهاز الفنى والإدارى، وأعضاء اتحاد كرة القدم. ولن نكرر الأخطاء الفنية التى حذر منها جميع النقاد والمحللين قبل البطولة، مثل الطريقة الدفاعية، واختيارات كوبر السيئة، وتمسكه بلاعبين لا يلعبون حتى فى فرق الرديف بأنديتهم الإنجليزية. لكن كل هذا أبسط كثيرا من الفوضى والتفكك الذى أصاب الفريق، وقتل روحه القتالية التى كانت أهم أسلحته التى تعوض الفوارق الفنية.

** من هنا يجب أن يحاسب كل من شارك فى صناعة الفوضى وكل من سمح بتحويل مقر بعثة المنتخب إلى تكية، واستوديو، وصالون، ومقهى، وملتقى لمن هب ودب!

** الرذاذ المتلاشى الذى يحمل اسم «15ــ9» . هو المادة البيضاء التى تصنع رغوة على أرض الملعب ويقيس بها الحكام مسافة الأمتار العشرة فى الضربات الحرة المباشرة وتم إقراره من قبل لجنة التحكيم فى الفيفا، وهو من اختراع بابلو سيلفا وشريكه هين أليماجنى منذ عام 2000 . واستخدم فى مونديال 2014 بالبرازيل. ويطالب بابلو سيلفا وشريكة الفيفا الآن بتعويض قيمته 100 مليون دولار لاستخدام المادة فى كأس العالم بروسيا. 

** أخشى أن كل هذا الصخب والغضب حول نتائج المنتخب فى المونديال، سيكون عبارة عن الرذاذ المتلاشى. ثورة غضب، فاضت مثل بركان، ثم تخمد بعد أن تبرد الحمم. فلا أستطيع الآن أن أحصى عدد المرات التى شكلت فيها لجنة تقصى حقائق، أو عدد المرات التى نشرت فيها مقالات لصحفيين رياضيين ولمحللين ولكتاب سياسة وأدب وثقافة تتناول نتائج منتخب كرة القدم أو نتائج البعثة المصرية فى الألعاب الأولمبية. وأحيانا يكون النقد والهجوم مجرد معاول هدم، بأدوات الجهل بالمستويات.. أو لماذا نبتعد رياضيا فى المنافسات الكبرى عن المستويات الأعلى؟ 

** فى الألعاب الأولمبية مثلا يشارك أكثر من عشرة آلاف رياضى ورياضية ويفوز بالميداليات 900 رياضى ورياضية منهم فقط.. فهل تحاكم الدول بعثاتها لأنها لم تنافس أمريكا وروسيا وألمانيا وبريطانيا؟

** فى عام 1999 شارك منتخب مصر فى كأس القارات الرابعة بالمكسيك، وخسر أمام المنتخب السعودى 1/5.. وقامت الدنيا ولم تقعد، وتم حل اتحاد الكرة بقرار من الدكتور الجنزورى رئيس الوزراء فى ذاك الوقت.. ثم انتهى كل شىء بعد أن هدأت ثورة الغضب. وفى عام 2008 تقرر تشكيل لجنة تقصى حقائق حول نتائج بعثة مصر الأولمبية المشاركة فى دورة بكين.. وربما جرت عملية التقصى، وكتب التقرير، ثم دفن. لأن غضب الرأى العام فورة بركان. أو هو رذاذ متلاشى. يترك علامة قصيرة العمر فوق أرض الملعب ثم يختفى، ويذهب، ويصبح مجرد علامة كانت هنا أو كانت هناك. 

** مطلوب إعلان نتيجة لجنة تقصى الحقائق. ومطلوب أيضا إعلاء صوت الجمعية العمومية للاتحاد. ليكون صوت الناس وصوت الرأى العام.. لعل وعسى يكون هناك تغيير، فنرى وجوها شابة ورائدة وجديدة فى مجلس إدارة الاتحاد. أو لعل وعسى يكون هناك حساب لمن يرى العمل العام، مجرد صورة فى صحيفة، أو مقعد فى برنامج، أو مداخلة فى تليفزيون أو رحلة سفر فى طائرة إلى روسيا!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يكون الغضب رذاذا متلاشيا حتى لا يكون الغضب رذاذا متلاشيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon