بقلم: حسن المستكاوي
** كثير من الحوارات التى تدور فى مجتمعنا، تكون مثل حالة حركة طرفى المقص، كلاهما يمضى فى اتجاه، قبل العودة للقاء للقطع وللقص وللذبح وليس للتنسيق، والتهذيب، والإصلاح.. وهو ما أراه فى حواراتنا الرياضية!
** أولا: شكرا للدولة لأنها قررت إعادة النشاط الرياضى، ومن قبل دعم الأندية ماديا بفتح أبوابها لتلقى الاشتراكات. فالرياضة ترويح وبهجة وحياة وصناعة.
** ثانيا: قال الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، كلاما واضحا: عودة الدورى الممتاز، ولكنه أضاف أن الأمر الفنى من اختصاص الاتحاد، فهو الذى يحدد المواعيد، ويضع الجداول وفقا للأجندة التى أمامه.
** ثالثا: رفض 14 ناديا استئناف الدورى.. ورحبت أندية بعودة الدورى، والذين يرفضون يقعون فى الخطأ لو كان سبب الرفض هو الخوف على صحة اللاعبين، وهو ما سبق أن أشرت إليه عدة مرات، لأن ذلك يعنى أن موقف الصحة الحالى يجب أن يكون سببا منطقيا لرفض الدورى الجديد إذا ألغى القديم، وتقرر بدء المسابقة الجديدة فى أغسطس مثلا، فما الذى سيتغير من اليوم إلى أغسطس بشأن كورونا، خاصة أن كل العالم أعاد اللعبة وفقا لقواعد احترازية بالدوائر وبالعدد، ففى إسبانيا 229 شخصا بالضبط لهم حق دخول الملعب، أما الذين يرحبون بعودة الدورى لما أنفق عليه من أموال، فهم يستندون أن اللقب حق لفريق الأهلى الذى ضمنه، وللمقاولون الذى ضمن اللعب فى إفريقيا أو بات قريبا من العودة إلى إفريقيا، ولا شك أن الأهلى هو الأحق بلقب هذا الموسم وفقا للمستوى ولفارق النقاط، والأندية توافق على منحه اللقب دون استئناف المسابقة وفى مقدمتها منافسه الزمالك.. لكن هل يرضى ذلك الأهلى، وهل اللقب فقط هو القضية.. وكذلك هل مشاركة المقاولون فى إفريقيا هى القضية أم أن مصلحة اللعبة والمسابقة والأندية كلها هى القضية؟
** رابعا: هذا هو ما أعنيه.. أن نناقش الأمر بما يخدم المصلحة العامة للجميع، الأندية والمنتخبات واللعبة.. فأفهم أن تعترض الأندية على استئناف الدورى المتوقف، بسبب غياب اللاعبين الأجانب، وبسبب صعوبة إنهاء الموسم الماضى قبل الموسم الجديد، فهناك حاجة إلى شهرين على الأقل بعد الأول من أغسطس لإنهاء المسابقة المتبقى منها 17 أسبوعا. وهذا يدفع بنهاية الموسم إلى الأول من نوفمبر، فمتى يبدأ الموسم الجديد. وهل يكون بعد فترة راحة أخرى أم نلعبه مباشرة؟ وماذا يعنى أن نبدأ الموسم الجديد فى نوفمبر.. متى ينتهى؟ هل ينتهى قبل دورة طوكيو؟ وهل سيكون الوقت كافيا لخوض الارتباطات الإفريقية والدولية للأندية والمنتخبات وهل نعود لدورى المجموعتين؟.. هذا كله ما كنت أتمنى أن نناقشه، بما يسمح للجميع باللقاء فى النهاية لمصلحة صناعة كرة القدم.. وليس بطريقة: «نرفض الدورى أو نريد استكمال الدورى..»!
** أخيرا: كلما نظرت حولى إلى العالم الذى نعيشه الآن أشعر بحجم الجائحة أو الأزمة. فهو عالم غريب. عالم يعيش كابوسا، ويرغب فى العودة للحياة. عالم ظلت تعيش مدنه الكبرى فى صمت مطبق حزين، وبشوارع خالية موحشة. وتمارس فيه كرة القدم بمدرجات أشباح. وهى التى كانت تعج بالحياة والصخب والزحام.
عالم لم يكن يشغله سوى حفلاته وموسيقاه وفنونه ونموه واقتصاده وحروبه ومبارياته. عالم ظل مشغولا بقوته.. وهذا العالم الآن يريد أن ينهض ويعود إلى الحياة.. فكروا فى تحمل المسئولية الجماعية وفى المشاركة بدلا من حركة طرفى المقص!