بقلم: حسن المستكاوي
** «المشهد الكامل لأى مسابقة دورى من دلائل قوتها».. أعيد تكرار تلك الجملة، أملا فى صياغة هذا المشهد الكامل فى ملاعبنا مستقبلا. فالنتائج والمباريات والمنافسات والمفاجآت وقوة الأداء كلها جزء من المشهد.. لأن فى المشهد الكامل الكثير جدا.. ومن ذلك أن المباريات التى اختيرت كأقوى وأجمل مباريات الموسم فى البريمير ليج تضمنت فرقا لم تنافس على البطولة مثل:
تشيلسى وأرسنال ( 3/2 ) ومانشستر يونايتد ونيوكاسيل 3/2، ومانشستر سيتى وكريستال بالاس 2/3 ومانشستر سيتى وليفربول 2/1 وولفز وليستر سيتى 4/3.. وهذا يوضح أن فلسفة اللعبة فى البريمير ليج تفرز لقاءات قوية وممتعة. وهذه المباريات تختلف عن اللقاءات التى أثرت فى نهاية المسابقة وفى تقدم السيتى إلى المركز الأول بفارق نقطة عن ليفربول.
** فى نهاية المشهد الكامل للدورى الإنجليزى كانت الصورة واضحة فى اليوم الأخير: المباريات فى وقت واحد، والفريقان المتنافسان يلعبان فى وقت واحد. والكأس الأصلية موجودة بالملعب الذى يشارك به الفريق الأقرب للقب ( السيتى ) ونسخة مماثلة من الكأس موجودة فى الملعب الذى يلعب به الفريق الثانى فى الترشيح ( ليفربول ). والفريقان يلعبان ويحاولان ويجتهدان. والجماهير فى استاد فالمر فى برايتون وفى أستاد أنفيلد فى ليفربول يهتفون ويغنون. ويفوز ماشستر سيتى باللقب فيغنى جمهوره ويحتفل. ويصفق للاعبيه. ويخسر ليفربول اللقب وتكتسى وجوه جماهيره بلمسات الحزن لكنهم سرعان ما يهتفون ويغنون ويحتفلون بلاعبيهم.
** فى المشهد أيضا مدربان يزاحمان اللاعبين فى هالة النجومية. بيب جوارديولا ويورجين كلوب. وكلاهما سبق وتنافسا خارج سياق البريمير ليج. لكنهما فى إنجلترا ومع الصحافة والإعلام الإنجليزى يتنافسان على الورق والبرامج بصورة غير مباشرة. وهى ليست منافسة فى قلب الميدان بجسديهما بأقدامهم مثل ميسى ورونالدو فى الليجا قبل رحيل الأخير إلى إيطاليا. ولكنهما يتنافسان بالأفكار وبفلسفة اللعب وبالنتائج وبالتصريحات الإيجابية المشجعة المتبادلة بينهما. فيقول جوارديولا: أهنئ ليفربول على الأداء الرائع والمستوى المذهل الذى قدمه الفريق هذا الموسم، ولأنه كان دافعا لنا للإجادة ويتعين علينا تهنئة فريق ليفربول، ونتقدم لهم بجزيل الشكر بعدما دفعونا للارتقاء بمستوياتنا. ويقول يورجين كلوب: «كنا ننافس أفضل فريق فى العالم، وينبغى أن نكون قريبين للغاية من الكمال حتى نفوز ببطولة الدورى اتخذنا خطوات استثنائية وأتوقع المزيد فى المستقبل».
** إسقاط.. هل هذا إسقاط ؟ لماذا يظن بعض السذج أن ذلك إسقاطا مع أن الأمر واضح للغاية فلا يوجد فى كرة القدم التى نمارسها شيئا من هذا المشهد الكامل. ولا أفهم لماذا لا يحصل الفريق الفائز بلقب الدورى على الدرع فى المباراة الأخيرة؟ ولا ما الذى يغيب الروح الرياضية وماذا يعجز المهزوم عن تهنئة الفائز؟ ولا أفهم لماذا نفتقد البهجة فى الملعب؟ لماذا نمارس أحيانا ألعابا وحيلا صبيانية للفوز بركلة جزاء أو لاستهلاك الوقت أو لإفساد هجمة خطيرة من المنافس، بإلقاء كرة إلى أرض الملعب أو بادعاء إصابة بالغة وخطيرة فى أبسط احتكاك؟
** المدهش أن الذين يعجبون بمشاهد الكرة الكاملة والجميلة فى الدوريات الأوروبية تراهم يصفقون ويتصارعون ويوافقون عندما تمس تلك التشوهات فرقهم ويعبترونها من قواعد اللعبة.
** إسقاط.. أى إسقاط. هل الأمر يحتاج إلى إسقاط؟!