بقلم : حسن المستكاوي
** 12 هدفا فى مباراتين، منها خمسة أهداف فى مباراة خلال 21 دقيقة، وهو رقم قياسى فى دورى أبطال أوروبا.. وقد بدأنا الليلة مع مباراة ليفربول وبورتو من أجل محمد صلاح الذى سجل هدفا، فارتاح وشعرنا بالراحة من أجله. وبدا تفوق ليفربول واضحا، بينما كنا نسمع بعض الآهات التى تعبر عن الشعور بالطرب لدى مشجعين يتابعون مباراة مانشستر سيتى وتوتنهام. فالأهداف تتوالى، هدف هنا ثم هدف هناك. لينتهى اللقاء بغناء جماهير توتنهام لتلك التكنولوجيا التى أنقذتهم..
« فار.. فار.. يا إلهى ». فهدف لهم باليد يحتسب، وهدف عليهم لا يحستب لأنه تسلل.. قفز بسببه جوارديولا عدة مرات حتى ضاعت أنفاسه، ثم ضاقت، حين ألغى.. وقال بوتشيتينو مدرب توتنهام فى تصريحات نشرتها شبكة «سكاى سبورتس» : «قلت من قبل إن قرار إدخال (فار) فى كرة القدم سيغير اللعبة. وأنا أؤيد محاولة مساعدة الحكام. يجب أن تتقبل القرار عندما يكون لمصلحتك أو ضدك!».
** كانت ليلة مثيرة وغريبة، مليئة بالدراما والأحداث، وانتهت بتفجير آمال السيتى فى الفوز بأربع بطولات هذا الموسم، وقبل ساعات كان أياكس أمستردام يحقق حلم يوهان كرويف الذى زرعه فى عام 2010، كى يعود الفريق إلى عصر القوة والطاقة الكهربائية، بعد سنوات من العودة إلى عصر الطاقة البخارية البطىء. فقد أخرج أياكس أمستردام بشبابه الجديد يوفنتوس سيدة الكرة الإيطالية العجوز من بطولة أوروبا. وأسقط بطل دورى الأبطال كريستيانو رونالدو الذى رحل إلى إيطاليا كى يفوز باللقب مع اليوفى. لقد ضمت صفوف أياكس مجموعة من اللاعبين الصغار أمثال دى ليج ودونى فان دى بيك وفرينكى دى يونج وديفيد نيريس وأندريه أونانا وهم مواهب استثنائية.. لقد أعطى « أطفال أياكس» يوفنتوس درسا قاسيا..!
** كان أياكس جريئا ومبهجا، فذهب إلى أول نصف نهائى له فى دورى أبطال أوروبا منذ عام 1997. وقال إريك تين هاج، مدير نادى أياكس: «كان يمكنك أن ترى يوفنتوس خائفا منا تماما وكذلك ريال مدريد.. لم نكن مرشحين ولكن مع فلسفتنا تجاوزنا حدودنا مرة أخرى»..
** فى الليلة نفسها كان ليونيل ميسى يسجل هدفين فى مرمى مانشستر يونايتد. يسجل ويمرح ويضحك. كان مرة أخرى مثل طفل يلهو بكرته، ويطارده أطفال الحى عبثا لخطف الكرة منه، ولكنهم لا يستطيعون. ويشعرون بحيرة بالغة. فهم يراقبونه، ويخشونه، ويسحرونه، لكنه هو الساحر الذى لا يسحر.. كلما لمست الكرة قدمه التصقت بها، حبا وعشقا حتى أنها ترفض كل الأقدام العاشقة الأخرى.. لذلك يظل ليونيل ميسى طفلا يلعب فى الحديقة.. وترى كيف يمكن أن يوقف يورجين كلوب سحر الساحر؟!
** فى ليلتى الثلاثاء والأربعاء عشنا فى ليالى الأنس فى كرة القدم الحقيقية..
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع